في الأيام التي سبقت سيطرة طالبان على كابل ، شددت السلطات التركية إجراءاتها ضد اللاجئين الأفغان وقامت بالاعتداء عليهم وترحيلهم دون منحهم حقوقهم الأساسية كما قامت بمنع الصحافيين الأجانب من الالتقاء بهم. وكشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن السلطات التركية اعتقلت امرأة أفغانية وهي تتألم على مقعد في محطة للحافلات في شرق البلاد، وكان أطفالها يبكون عند قدميها، فيما انقض عليها 14 مسؤولاً أمنياً من الهجرة وعلى طالبي اللجوء الأفغان الآخرين أثناء قيام فريق الصحيفة بإجراء مقابلات معهم كجزء من حملة مكثفة من قبل تركيا لاعتقال الآلاف من الأفغان الذين يعبرون من إيران ومنع الصحفيين من الإبلاغ عن محنتهم. من جانبه، قال غول أحمد (17 عاماً) وهو شاب أفغاني لاجئ: "خرجنا من اليأس، كنا نعلم أنه إذا استولت طالبان على زمام الأمور فسوف يقتلوننا إما في جبهات القتال أو سيقومون بتجنيدنا.. لذلك كان هذا هو الخيار الأفضل للعائلة". عبر إيران.. إلى تركيا وقبل المشاهد المروعة الأسبوع الماضي للأفغان الذين يحتشدون في مطار كابل هربا من طالبان ، كان عدة آلاف يفرون بشكل مطرد من بلادهم برا، متوجهين نحو 1400 ميل عبر حدود إيران إلى الحدود التركية. وفي الأشهر الأخيرة وبينما كانت المهمة التي يقودها الناتو في أفغانستان تنهار، كان 30 ألف أفغاني يغادرون أفغانستان كل أسبوع عبر الحدود الإيرانية، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. كذلك، تصدروا قائمة طالبي اللجوء الذين يحاولون شق طريقهم إلى تركيا، ثم إلى أوروبا، ليحلوا محل السوريين كأكبر مجموعة من المهاجرين الجدد الوافدين. وبحسب الصحيفة فإن كل المؤشرات تشير إلى أن أرقام اللاجئين الأفغان هذه، سوف تتضخم أكثر حيث بدأ الناس في بيع العقارات والتحدث عن المنفى الدائم. قضية سياسية ملتهبة وبالنسبة إلى أردوغان أصبح عبء استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين 3.6 مليون سوري وأكثر من 300 ألف أفغاني من بين آخرين قضية سياسية ملتهبة، لا سيما مع تدهور الاقتصاد، موضحاً أنه لا ينوي فتح الباب أمام المزيد من الأفغان. وعندما ظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي لطوابير من المهاجرين الأفغان يسيرون عبر إيران باتجاه تركيا في الأسابيع الأخيرة، اتهم سياسيون معارضون أردوغان بالتفاوض على صفقة مع الاتحاد الأوروبي، كما فعل مع اللاجئين السوريين لاستضافة العدد المتزايد من الأفغان الذين يصلون إلى البلاد. وسيلة ضغط وغالبًا ما استخدم أردوغان ملف المهاجرين كوسيلة ضغط في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، بينما تنفذ شرطته منذ فترة طويلة عمليات قاسية للسيطرة على أعداد المهاجرين في البلاد. وحذر أردوغان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عبر الهاتف يوم الأحد من أن بلاده "لن تكون قادرة على تحمل العبء الإضافي" في حالة حدوث موجة جديدة من الهجرة من أفغانستان. من جهتهم يقول الأفغان الذين تمت مقابلتهم إن تركيا شددت الإجراءات الأمنية على طول حدودها من خلال عملية بوليسية واسعة النطاق وعنيفة في كثير من الأحيان في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى إبعاد الأفغان بغض النظر عن طلباتهم للحصول على اللجوء. وفي عملية واحدة في يوليو، تم اعتقال أكثر من 1400 أفغاني عبروا الحدود التركية ودفعهم حرس الحدود التركي والشرطة العسكرية للعودة. كما اعتُقل المئات غيرهم بمن فيهم النساء والأطفال، في بلدات عبر شرق تركيا أثناء محاولتهم شق طريقهم إلى عمق البلاد. عمليات الطرد إلى ذلك، قال محمود كاكان المحامي المتخصص في قضايا اللاجئين واللجوء، إن عمليات الطرد هذه تتعارض مع الاتفاقية الدولية للاجئين. كما أضاف أن قلة من الأفغان يعرفون حقوقهم بموجب القانون الدولي، لكن تركيا لا تلتزم حتى بقوانينها الخاصة، حيث يجب أن يكون للمهاجرين الحق في عملية استئناف قبل ترحيلهم. يشار إلى أنه مع سيطرة طالبان على أنحاء واسعة من أفغانستان في 15 أغسطس الجاري، شهد محيط مطار حامد كرزاي حالة من الفوضى العارمة إثر تدفق عدد كبير من الحشود، سعياً إلى الفرار من البلاد، فيما سعت معظم الدول إلى إجلاء رعاياها وأفغان تعاونوا معها.
مشاركة :