كثف الأمريكيون جهودهم لإجلاء آلاف الأفغان والأجانب من كابول، بينما "عقد" مدير المخابرات الأمريكية اجتماعا مع مسؤولي طالبان، في أعلى مستوى للقاء دبلوماسي بين الجانبين منذ استيلاء الحركة على كابول، وفق تقارير اخبارية. سبق أن عقد مسؤولو طالبان مباحثات مع الولايات المتحدة في الدوحة (أرشيف) قال مسؤول أمريكي ومصدر مطلع على أنشطة الحكومة الأمريكية لوكالة رويترز اليوم الثلاثاء (24 أغسطس/ آب) إن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز اجتمع مع زعيم طالبان الملا عبد الغني برادر. وتحدث المصدران شريطة عدم كشف هويتهما. وجاء الاجتماع بينما تجلي إدارة بايدن المواطنين الأمريكيين وحلفاء آخرين وسط فوضى في مطار كابول قبل حلول الموعد النهائي لعمليات الانسحاب في 31 أغسطس آب. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" الثلاثاء أن وليام بيرنز عقد اجتماعا سريا أمس الاثنين مع نائب زعيم طالبان الملا عبد الغني برادر في كابول، في لقاء هو الأعلى مستوى بين مسؤول أمريكي وقيادي في الحركة المتشددة منذ استعادت السيطرة على أفغانستان. والملا عبد الغني برادر الذي كان رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر هو الرجل القوي الجديد للنظام الذي وضع يده على السلطة في كابول. ولم تكشف صحيفة "واشنطن بوست" مضمون المحادثات بين برادر ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) لكن من المرجح أن تكون تناولت مهلة عمليات الإجلاء من مطار العاصمة الأفغانية حيث لا يزال آلاف يحتشدون على أمل الرحيل خوفا من حكم الإسلاميين المتشددين. الدبلوماسي وليام بيرنز سبق وأن تولى منصب السفير الأمريكي في روسيا والأردن. . وامتنع البيت الأبيض وممثل لوكالة المخابرات المركزية عن التعليق لرويترز. وقال متحدث باسم طالبان إنه ليس على علم بأن برادر التقى مدير المخابرات الأمريكية. وسبق أن تولى بيرنز منصب السفير الأمريكي في روسيا والأردن، ثم عينه الرئيس الأسبق باراك أوباما مساعدا لوزير خارجيته. وهو الذي يقف خلف التقارب مع إيران الذي حصل في عهد الرئيس الأسبق الديموقراطي، بإجرائه مفاوضات سرية مع هذا البلد الخصم في 2011 و2012 في عمان، رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين. ويدل قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إيفاد بيرنز المعروف بأنه الأكثر حنكة بين دبلوماسييه، إلى كابول على خطورة الأزمة التي تشهدها إدارته في مواجهة عمليات الإجلاء الفوضوية لآلاف الأمريكيين والأفغان من كابول. هذا، فيما كثف الأمريكيون جهودهم الثلاثاء لإجلاء آلاف الأفغان والأجانب من كابول في أسرع وقت ممكن بعدما حذرت طالبان من انها لن تسمح بهذه العمليات بعد مهلة أسبوع. وقال بايدن الأسبوع الماضي إن القوات الأمريكية قد تبقى في أفغانستان بعد الموعد النهائي وذلك لكي تجلي الأمريكيين. لكن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان قال اليوم الثلاثاء إن الحركة لم توافق على تمديد مهلة الإجلاء وإنها ترغب في استكمال كل عمليات إجلاء الأجانب بحلول 31 أغسطس آب. كما دعت طالبان الى التوقف عن إجلاء "الخبراء الأفغان" محذّرة القوى الغربية. وتتهم الحركة المتطرفة الأمريكيين بإخراج "الخبراء" على غرار المهندسين من البلاد. وقال ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحافي في كابول "نطالبهم بوقف هذه العملية". وأضاف "يحتاج هذا البلد إلى خبرتهم. يجب ألا يتم نقلهم إلى بلدان أخرى". وستبحث قمة افتراضية لمجموعة السبع وضع عمليات الإجلاء بعد ظهر الثلاثاء. ص.ش/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)
مشاركة :