بدأت جمهورية اوسيتيا الجنوبية الجورجية الإنفصالية تحضيرات لإجراء استفتاء حول التحاقها بروسيا، على رغم عدم حماسة الكرملين للأمر. وقالت الناطقة باسم الرئيس الاوسيتي ليونيد تيبيلوف، تامارا كيليخساييفا إن «رئيس اوسيتيا الجنوبية اتخذ امس المبادرة لتنظيم الاستفتاء». وقالت الحكومة الاوسيتية إن «تيبيلوف بحث إعادة توحيد اوسيتيا وروسيا اثناء لقاء أمس، مع المستشار النافذ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فلاديسلاف سوركوف». ونقل بيان عن ليونيد تيبولوف قوله «علينا القيام بخيار تاريخي وأن نتوحد مع شقيقنا الروسي، لضمان أمن وازدهار جمهوريتنا وشعبنا للقرون المقبلة». وأكدت الناطقة أن «رد فعل سوركوف كان إيجابياً»، مضيفةً أن «لديها أملاً كبيراً أن تعبر غالبية الـ 50 ألف اوسيتي عن رأي مؤيد للاندماج مع روسيا». لكن الكرملين بقي ملتزماً بالصمت عموماً حول الموضوع، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف للصحافيين إن «الجميع يعلم منذ زمن طويل أن كثيرين في اوسيتيا الجنوبية يؤيدون الاندماج مع روسيا»، موضحاً «ما فهمناه أن هذا ما يتحدث عنه تيبيلوف» من دون مزيد من التعليقات. وأورد نائب وزير الخارجية الجورجي غيغي ادزه في رد فعل على ذلك، أن «تصريحات لتيبيلوف تدخل ضمن سياسة ضم أراض جورجية من قبل روسيا». وأضاف «لا يوجد أي شيء جديد في ما يقوله ممثل نظام الاحتلال الروسي (تيبيلوف). يتنافى ذلك مع معايير القانون الدولي، ويثبت مرة اخرى أن السياسة الروسية في جورجيا استفزازية». وقال مدير مجموعة «الخبرة السياسية» قسطنطين كالاتشيف من جهته، «من المؤكد أن الكرملين ليس في حاجة إلى استفتاء، روسيا لا تريد أن تقطع علاقاتها نهائياً مع جورجيا». وقال المحلل السياسي المقرب من الكرملين الكسي تشيسناكوف إن «تنظيم استفتاء ليس ملائماً»، مضيفاً أن «اتفاقات التعاون (بين روسيا والجمهورية الإنفصالية) لا تقضي بأن تكون اوسيتيا الجنوبية جزءاً من روسيا، ولا شيء يشير إلى أن هذه الاتفاقات سيعاد بحثها». وصوتت اوسيتيا الجنوبية مرتين على ضمها إلى روسيا. وفي العام 1990 تم قبول الاقتراح، فيما أظهر استفتاء نظم في العام 2006 أن غالبية السكان ترغب في الاحتفاظ باستقلالها. واعترفت روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية، بعد حرب خاطفة مع جورجيا في آب (أغسطس) في العام 2008، واعترفت في الوقت نفسه بجمهورية جورجية انفصالية أخرى هي «أبخازيا». وفي آذار (مارس) الماضي، وقعت موسكو سلسلة اتفاقات مع اوسيتيا الجنوبية تسمح لها بتوسيع سيطرتها على هذه المنطقة الممتدة على ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، وتشمل 50 ألف نسمة، والذي أثار غضب تبيليسي.
مشاركة :