عشية لقاء القمة الذي سيجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في البيت الأبيض، غداً (الخميس)، خرج مسؤول سياسي كبير في حكومته، بتصريحات يقول فيها إنه «من غير المضمون استئناف المفاوضات حول اتفاق نووي جديد بين الدول الكبرى وإيران». وقال هذا المسؤول إنه «لا قيمة للعودة للاتفاق النووي»، وإن «عودة كهذه ستعد خطأً فادحاً». وأضاف، في إحاطة لوسائل الإعلام العبرية، أن «حكومة بنيت ورثت حالة هائلة من تطور البرنامج النووي الإيراني، نتيجة للسياسة الخاطئة والمتبجحة التي اتبعها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، فقد باتت إيران في أكثر المراحل تقدماً في برنامجها النووي وتمكنت من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي تقرّبها من نسبة 90% التي تمكّنها من الوصول إلى النووي العسكري، ولا بد من القول صراحةً إن تسارع وتيرة التخصيب منذ عام 2018 مذهل ومثير للقلق». وذكر المسؤول، الذي طلب عد ذكر اسمه، أن بنيت سيستعرض أمام بايدن «سياسة واستراتيجية إسرائيلية جديدة تجاه إيران، تم وضعها خلال الشهرين الماضيين، وهي تختلف عن تلك التي اعتمدها نتنياهو. لن تكون هذه سياسة مواجهة وصدام، بل ستكون هذه استراتيجية منظمة تستند إلى تفاهمات وتنسيق تام مع الإدارة الأميركية، وتشمل إضافةً إلى التهديد النووي، نشاط إيران الإقليمي الذي بات يمتد من طهران إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة، ويدور في كل المحاور العسكرية الحربية، بحراً وجواً وبراً». وقال مسؤول الحكومة الإسرائيلية إن «بنيت سيحاول إقناع الإدارة في واشنطن بأن إبرام اتفاق جديد مع إيران يمكن أن يسد نصف فجوة تخصيب اليورانيوم، ولكن رفع العقوبات عنها سيملأها بالضبط بالموارد التي تفتقر إليها للتصرف بعنف. لذلك فقد حان الوقت لكبح الإيرانيين، وليس منحهم شريان حياة على شكل العودة لاتفاق نووي انتهت صلاحيته بالفعل». وسئل إن كان يعتقد بأن هناك أملاً في أن يؤثر على الإدارة الأميركية بهذا الطرح، فأجاب: «حتى وقت قريب بدا أن الولايات المتحدة تعتزم العودة إلى الاتفاق النووي، ولكن مع مرور الوقت، تغير رئيس في إيران ويبدو أن الأمور أقل وضوحاً. فانتخاب إبراهيم رئيسي، رئيساً لإيران، يشير إلى اتجاه مختلف وإلى أن النظام الإيراني في أقصى درجاته تطرفاً، منذ عام 1979 (الثورة الإسلامية)، وحكومته هي حكومة الحرس الثوري مباشرةً. ففي ظل ظروف كهذه، يكون الأمر الصحيح الذي ينبغي فعله في إسرائيل والولايات المتحدة وبقية دول الغرب هو كبح الإيرانيين. توجد هنا ليس فقط تحديات بل أيضاً فرص. وأعتقد أنه لم يعد مضموناً أن تكون هناك عودة للاتفاق النووي». وأعرب المسؤول الإسرائيلي عن تفاؤله بالترحيب الأميركي الشديد بزيارة بنيت، على الرغم من أن لقاءهما يأتي في وقت إشكالي بسبب الانشغال بالانسحاب الأميركي من أفغانستان. وقال: «واشنطن تولي للاجتماع مع بنيت أهمية خاصة. ففي الأشهر الأخيرة، تم بناء علاقات حميمة للغاية، على أساس الفهم المتبادل للتحديات والأولويات». يُذكر أن بنيت غادر إلى واشنطن، بعد ظهر أمس (الثلاثاء). وسيلتقي اليوم مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، فيما يلتقي الرئيس بايدن، غداً (الخميس)، وذلك في أول لقاء له منذ انتخابه رئيساً للحكومة في 13 يونيو (حزيران) الماضي. وسيبدأ اللقاء ببايدن وبنيت، ثم يُعقد اجتماع واسع مع غداء عمل بحضور كبار مساعدي الرجلين.
مشاركة :