أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الثلاثاء) أن رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية يجري اتصالات مع مصر بشأن التطورات الأخيرة في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع في بيان مقتضب إن اتصالات هنية مع مصر جاءت للتخفيف عن سكان القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة وحلحلة بعض القضايا العالقة. وشهدت الأوضاع في غزة الأيام الماضية حالة من التوتر الميداني مع إسرائيل التي هاجمت ليلة أمس ويوم السبت الماضي مواقع لحماس في مناطق متفرقة من القطاع ردا على إطلاق بالونات حارقة تجاه الأراضي الإسرائيلية وإصابة جندي إسرائيلي بجروح حرجة بعد إطلاق النار عليه من مسافة قريبة خلال تظاهرة قرب السياج الفاصل شرق غزة. وهددت الفصائل الفلسطينية في غزة يوم الأحد الماضي باستمرار التظاهر قرب السياج الفاصل مع إسرائيل رغم حالة التوتر السائدة. وقال بيان صادر عن الفصائل جرى تلاوته خلال مؤتمر صحفي في "مخيم العودة" شرق غزة إن التظاهرات ستستمر حتى "تكف إسرائيل يدها عن الشعب الفلسطيني والضفة الغربية والقدس، وكسر الحصار المفروض على القطاع". وكان الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى موجة توتر استمرت من 10 إلى 21 مايو الماضي برعاية مصرية وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل، وتدمير كبير في المباني والبنى التحتية في القطاع. وأغلقت مصر معبر رفح البري في كلا الاتجاهين بشكل مفاجيء يوم أمس الاثنين. وفي الوقت الذي أرجعت فيه مصادر مصرية وفلسطينية سبب الاغلاق إلى أعمال فنية وتقنية، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إغلاق المعبر جاء بسبب "غضب" القاهرة من خطوات حماس الأخيرة في تنظيم تظاهرات قرب السياج الفاصل مع إسرائيل، الأمر الذي قد يؤدي إلى عودة التصعيد. وتطالب الفصائل الفلسطينية بالتزام إسرائيل بتفاهمات التهدئة التي تشمل بدء تنفيذ مشاريع بنى تحتية والسماح بدخول المنحة المالية من قطر للدعم الإنساني في غزة وإدخال مواد البناء للبدء في عملية إعادة الإعمار. في هذه الأثناء جرت تظاهرة بمشاركة عشرات الأطفال الفلسطينيين شمال قطاع غزة للمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 14 عاما. وجرت التظاهرة التي دعت لها الفصائل الفلسطينية في غزة قبالة بوابة حاجز (بيت حانون/إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية ولافتات باللغتين العربية والإنجليزية كتب عليها " أنقذوا طفولتنا" و"نريد العيش بكرامة وحرية". كما أطلق الأطفال في نهاية المظاهرة بالونات تحمل رسائل للعالم بعدة لغات تطالب بإنهاء الحصار. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ منتصف العام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في القطاع بالقوة ما أدى لارتفاع معدلات البطالة والفقر بين السكان.
مشاركة :