اعتذر رئيس مصلحة السجون الإيرانية محمد مهدي محمدي، أمس، عن "الأحداث المريرة" في سجن إيفين سيئ السمعة في العاصمة طهران والذي يؤوي عدداً كبيراً من السجناء السياسيين، بعدما أظهرت لقطات مصوَّرة تمكن متسللون معارضون عبر الإنترنت من الحصول عليها، انتهاكات بالجملة بحق سجناء. وقال محمدي عبر "تويتر" أمس: "فيما يتعلق بصور سجن إيفين، أتحمل المسؤولية عن هذا السلوك غير المقبول، وأتعهد بالعمل على منع تكرار تلك الأحداث المريرة والتعامل بحسم مع المخطئين". وأضاف: "أعتذر إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى قائدنا العزيز وإلى الأمة وإلى حراس السجن الشرفاء، الذين لن يتم تجاهل جهودهم بسبب تلك الأخطاء". وكان ذلك إقراراً نادراً بوقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في إيران التي دأبت على رفض الانتقادات لسجلها ووصفها بأنها بلا أساس. ووصفت وسائل إعلام إيرانية قرصنة كاميرات المراقبة داخل السجن الواقع شمالي طهران، بأنه فضيحة، معتبرة أن "الحادث يمثل ضربة كبيرة للمؤسسات الأمنية على غرار انفجار منشأة نطنز وسرقة الوثائق النووية". ونشرت جماعة تسلل إلكتروني تطلق على نفسها اسم "عدالة علي" التسجيلات المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي التقطتها على ما يبدو كاميرات المراقبة الأمنية وتظهر حراساً يضربون سجناء بعنف وحشي ويجرون أحدهم على الأرض. ولطالما انتقدت جماعات غربية مدافعة عن حقوق الإنسان سجن إيفين، الذي يحتجز في الغالب معتقلين يواجهون اتهامات سياسية وأمنية، وأدرجته الولايات المتحدة على القائمة السوداء عام 2018 بسبب "الانتهاكات الخطيرة". وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير سابق أن "سلطات إيفين تستخدم التهديد بالتعذيب، والتهديد بالحبس لأجل غير مسمى، وتعذيب الأقارب، والخداع والإذلال، والاستجوابات اليومية المتعددة التي تستمر لخمس أو ست ساعات، والحرمان من الرعاية الطبية وزيارات الأقارب". ويعد سجن إيفين من أخطر السجون في إيران، ويضم العديد من المعتقلين السياسيين المعارضين والناشطين المدنيين والحقوقيين والصحافيين ويخضع لمراقبة أمنية شديدة. إلى ذلك، قال دبلوماسي إسرائيلي مطلع، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن غداً، سيقدم استراتيجية لمواجهة برنامج إيران النووي والإجراءات الإقليمية دون الحاجة إلى العودة إلى "الاتفاق النووي". وأضاف المسؤول المطلع، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إن التركيز الرئيسي لمحادثات بينيت وبايدن سيكون بشأن إيران ومستقبل مفاوضات فيينا المتوقفة. وتابع: "عندما بدأنا التخطيط للرحلة، بدت العودة إلى الاتفاق النووي مؤكدة. لقد تغير الكثير منذ ذلك الحين، لقد تغير رئيس إيران، وليس هناك شيء محدد كما كان في الماضي، وقد لا يكون من الممكن العودة إلى الاتفاق النووي". وأفاد الدبلوماسي الإسرائيلي بأن بينيت "ينوي التصريح بأن البرنامج النووي الإيراني تقدم كثيراً بحيث لا يمكن مراقبته في إطار الاتفاق النووي لعام 2015، وأن العودة إلى هذا الاتفاق لا قيمة لها". وأشار إلى أن "بينيت يرى في القضية النووية الإيرانية تحدياً لإسرائيل وحلفائها وفرصة لتقديم استراتيجية إقليمية واسعة لمواجهة التهديد الإيراني". وتعد هذه هي أول رحلة خارجية يقوم بها بينيت إلى دولة أجنبية، وهي أول لقاء لبايدن مع رئيس وزراء إسرائيلي. على صعيد منفصل، شهدت حصيلة ضحايا فيروس كورونا في إيران زيادة يومية غير مسبوقة برصد أكثر من 709 حالات وفاة جديدة ناجمة عن الوباء خلال الساعات الـ24 الماضية.
مشاركة :