أكد مبعوث صيني اليوم (الثلاثاء) على وجوب محاسبة القوات العسكرية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا على انتهاكاتها لحقوق الإنسان في أفغانستان، مشددا على ضرورة أن يغطي قرار الأمم المتحدة ذي الصلة هذه القضية. وفي حديثه في الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن أفغانستان صباح اليوم، شدد تشن شيوي سفير الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف على أن سياسات القوة والوسائل العسكرية لا تؤدي إلى أي مكان، ولكن من شأنها فقط تقويض الأمن والاستقرار على الصعيد الإقليمي وانتهاك حقوق الإنسان الخاصة بالسكان المحليين. وقال تشن إنه "يجب الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وعددا قليلا من الدول الأخرى، بذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان، قامت بتدخلات عسكرية في دول ذات سيادة، وفرضت نماذجها الخاصة على دول ذات تاريخ وثقافة وظروف وطنية مختلفة". وأضاف أن "مثل هذه الأعمال قوضت بشكل خطير سيادة تلك الدول ووحدة أراضيها وجلبت كوارث خطيرة لشعوبها. وهذا بالفعل درس عميق". وأعرب الدبلوماسي الصيني، للمجلس، عن استعداد الصين لمواصلة تنمية علاقات حسن الجوار والتعاون الودي مع أفغانستان ولعب دور بناء في السلام وإعادة الإعمار في أفغانستان. وقال تشن "لقد شهد الوضع في أفغانستان تغيرات كبيرة. ونحن نحترم إرادة واختيار الشعب الأفغاني". وأوضح أن الأولوية القصوى في هذه اللحظة هي استعادة السلام والاستقرار والنظام في أفغانستان في وقت مبكر، مشيرا إلى ضرورة ضمان سلامة ومصالح المدنيين الأفغان والرعايا الأجانب. وقال تشن إن "الصين تشجع وتأمل في أن تنفذ حركة طالبان الأفغانية ما ورد في بياناتها الإيجابية، وأن تتحد مع جميع الأطراف والجماعات العرقية في أفغانستان، وأن تضع إطارا سياسيا منفتحا وشاملا يناسب ظروفها الوطنية ويحظى بدعم الجمهور من خلال الحوار والتشاور دون تأخير، وأن تتبنى سياسات داخلية وخارجية معتدلة وحكيمة". كما أعرب عن أمله في أن تكبح حركة طالبان الأفغانية جميع أنواع الأعمال الإرهابية والإجرامية، وتضمن التحول السلس للوضع في أفغانستان، وتمكن الشعب الأفغاني الذي مزقته الحرب من ترك الحرب والاضطرابات وإعادة بناء وطنه في أقرب وقت ممكن.
مشاركة :