(كونا) -- أكد رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق اليوم ضرورة فرض بعض الحكومات قرارات صعبة "قد لا تعجب الجميع" وذلك لاستمرار عمليات وخطط التحول الاستراتيجية للبلاد في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الحكومات في الوقت الحاضر. وذكر عبدالرزاق في خطاب ألقاه خلال افتتاح (منتدى التحول الدولي) أن الاقتصاد العالمي يواجه تحديات كبيرة مثل هبوط أسعار النفط والسلع وارتفاع معدل الفائدة في الولايات المتحدة وانخفاض العملة الصينية مؤكدا ضرورة وضع الحكومات استراتيجيات تحولية للحفاظ على أهدافها وطموحاتها. وأفاد بأن حكومته قامت في العام الماضي بتطبيق قرارين يعدان من أصعب القرارات على الشعب هما إلغاء الدعم الحكومي للوقود وتطبيق ضرائب السلع والخدمات وذلك لتخفيض نسبة العجز المالي والحفاظ على الأهداف التي وضعتها الحكومة الماليزية في رؤيتها لعام 2020. وأضاف ان هذين القرارين "لم يعجبا الجميع إلا أنهما كانا مهمين لاستمرار عملية التحول والتطور المستدام" مبينا أن خطط التحول في ماليزيا شهدت تطورا ملحوظا منذ عام 2009 بعد إنشاء وحدة إدارة الأداء الحكومي في مكتب رئيس الوزراء لتنسيق وتنفيذ ومتابعة البرامج الاستراتيجية للحكومة وهي البرنامج الوطني للتحول وبرنامج التحول الحكومي وبرنامج التحول الاقتصادي. وأشار إلى أن نسبة العجز المالي الحكومي في عام 2009 كانت 7ر6 في المئة لكن بفضل مراجعة سياسات الدولة ووضع خريطة طريق لتطوير المجال الاقتصادي-الاجتماعي في البلاد انخفضت نسبة العجز إلى 4ر3 في المئة عام 2014. وفي سياق آخر قال رئيس الوزراء الذي يواجه تهما في فساد مالي بشأن صندوق التنمية الحكومية (ون إم دي بي) أن الصندوق "يواجه تحديات مؤخرا ونقوم باتخاذ قرارات حاسمة بشأن تلك التحديات حيث يقوم الصندوق بتنفيذ خطة ترشيد تمكنه من تسديد ديونه وإيجاد حلول في قضايا التدفق النقدي". وأضاف بشأن الاتهامات الموجهة ضده أن هناك عددا من التحقيقات القائمة بشأن الصندوق قائلا "بدلا من إجراء محاكمات إعلامية في قضية الصندوق يجب أن ننتظر النتائج النهائية للتحقيقات الرسمية وإذا كان هناك أي مذنب في القضية فسأضمن اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المسؤولين". وتستضيف ماليزيا منتدى التحول الدولي في الفترة من 21 حتى 23 أكتوبر الجاري بحضور قيادات دولية عديدة وصناع قرار ومسؤولين لمناقشة قضايا التحول التي تواجهها اقتصادات العالم بما في ذلك التحديات السياسية والاجتماعية والفكرية التي تواجهها الدول والبحث عن حلول ناجعة للتحول والتغيير الإيجابي.