أفادت صحيفة «ذا جارديان» بأن عمليات الإجلاء البريطانية من العاصمة الأفغانية كابول تنتهي خلال مدة أقصاها 36 ساعة، مخلفة وراءها الآلاف المدنيين الأفغان الساعين للفرار من البلاد بعيد سيطرة حركة «طالبان». ونقلت الصحيفة، مساء الثلاثاء، عن مصادر دفاعية، لم تذكرها، أن القوات البريطانية ستنهي عمليات الإجراء خلال 24 – 36 ساعة على الأكثر، وأضافوا أن الجيش الأمريكي بحاجة إلى يومين أو ثلاثة أيام لإنهاء عملياته في مطار كابول، والقوات البريطانية تسبقه بنحو 24 ساعة على الأقل، ما يترك مساحة صغيرة للطائرات العسكرية لإخلاء الجميع. ومن المقرر أن تغادر كافة القوات الغربية خلال يومين على الأكثر. وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في تصريحات منفصلة، إنه من غير الواضح عدد الأشخاص الذين سيتم التخلي عنهم في أفغانستان بمجرد انسحاب القوات البريطانية. وأضاف أن الرقم يعتمد على النافذة المتاحة، فيما يتعلق بالتوقيت وعدد الأشخاص الذين سيتم النظر في طلباتهم خلال الأيام القليلة المقبلة. وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أعلن رفضه مناشدات من بريطانيا ودول أخرى لتمديد عمليات الإجلاء الإنسانية بعد نهاية أغسطس الجاري، خلال اجتماع لقادة مجموعة السبع، ما أثار مزاعم من المحافظين في البرلمان البريطاني بأن «العلاقة الخاصة بين البلدين قد انتهت، وعلى وشك الوصول إلى مرحلتها الأدنى على الإطلاق». وركز بيان لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عقب الاجتماع، على ضرورة وضع خارطة طريق للتعامل المستقبلي مع حركة «طالبان»، فيما يعد قبول ضمني بأن «قادة العالم لا يملكون أي حيلة أمام استيلاء طالبان على كامل أفغانستان بعد عشرين عامًا من الحرب». ولم يأتي جونسون على ذكر العقوبات، لكنه وضع عوضًا عن ذلك بعض الشروط مقابل فك تجميد أموال المساعدات، بما في ذلك ضمان تعليم الفتيات، وضمان إنشاء ممر آمن لمن يريد مغادرة البلاد فيما بعد نهاية أغسطس. وقال: «إذا سيتم تجميد هذا الكم الطائل من أموال المساعدات بالنهاية لاستخدامها من قبل الحكومة والشعب الأفغاني، فما يمكننا قوله هو أنه لا يمكن أن تعود أفغانستان لتكون أرضًا خصبة للإرهاب، سيتم تعليم الفتيات حتى عمر الـ18 عامًا على الأقل». أما الرئيس الأمريكي فقال إنه يريد مغادرة كافة القوات الأمريكية من أفغانستان في أسرع وقت ممكن قبل موعد 31 من أغسطس، لكنه أشار كذلك إلى خطط احتواء يتم العمل عليها لتمديد الانسحاب العسكري «في حال لزم الأمر». وأنهت بريطانيا إجلاء تسعة آلاف شخص على متن 57 رحلة من كابول، بينهم ألفي شخص خلال 24 ساعة، بينهم بريطانيين وأفغان وآخرين. وكان الناطق باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، قد أعلن، في مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، رفض إقلاع أي طائرات إجلاء بعد تاريخ 31 من أغسطس، وأخبر المواطنين الأفغان بالتوقف عن التوجه إلى المطار. إقرأ أيضًا: الموت والفوضى يسودان كابول وسط محاولات للخروج من أفغانستان جونسون: تضحيات القوات البريطانية في أفغانستان لم تذهب سدى والحل العسكري مستبعد
مشاركة :