أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اليوم الأربعاء، بأن الرئيس جو بايدن، قد تسلم تقريرًا سريًا من المخابرات حول منشأ فيروس «كورونا»، لكنه جاء مخيبًا للآمال إلى حد كبير. ونقلت الصحيفة عن اثنين من المسؤولين الأمريكيين، مطلعين على الأمر، أن التقرير لم يحسم مصدر الفيروس، وما إذا قد تسرب من مختبر بمدينة ووهان الصينية أو كان من مصدر حيواني انتقل إلى الإنسان في عملية طبيعية. وأشارت المصادر إلى أن مجتمع المخابرات يسعى خلال الأيام المقبلة لرفع السرية عن بعض عناصر التقرير لنشرها علانية. وجاء التقرير نتيحة عملية تقييم استمرت 90 يومًا منذ أن أمر بايدن وكالات المخابرات، في مايو الماضي، بوضع تقرير «يضع أمامنا استنتاج حاسم» حول منشأ الفيروس، الذي قتل أكثر من أربعة ملايين شخص حول العالم وتسبب في تداعيات مدمرة للاقتصاد العالمي. ورغم البحث عن دلائل جديدة، قالت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن اسمها لسرية التقرير، إن المحققين لم يصلوا إلى استنتاج حاسم، فيما قال مسؤول آخر إن «مجتمع المخابرات لا يتحلى بالضرورة بالأدوات المناسبة لحل المشكلة، لمونها مسألة علمية». وقالت مدير المخابرات الوطنية، أفريل هينز، إن التقرير شمل عشرات المحللين ومسؤولي المخابرات من وكالات عدة، مشيرة إلى أنها نشرت ما اطلقت عليه «خلايا حمراء»، وهي مجموعات مهمتها اختبار افتراضات المحللين، وضمان البحث الدقيق في كافة الزوايا. وسبق وأعرب عديد من العلماء، على دراية بالجدل حول منشأ الفيروس، عن تشككهم في أن مهلة التسعين يومًا كافية للخروج بقرار حاسم ينهي الجدل، قائلين إن الأمر قد يستغرق سنوات من البحث المضني. وقال ديفيد ريلمان، عالم الأحياء الدقيقة بجامعة ستانفورد: «لا يجب أن نفكر مجرد التفكير في إغلاق الصفحة، لكن علينا تكثيف الجهود». وتفاقم الجدل بشأن منشأ فيروس «كوفيد19» منذ أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أن الفيروس تسرب من مختبر صيني. ومنذ وقتها، تعقدت مساعي فهم تطور الفيروس وانتشاره بسبب رفض السلطات الصينية الشديد للسماح بتحقيقات دولية. وكانت وكالات المخابرات قد أعلنت، مايو الماضي، أنها توصلت إلى سيناريوهين هما الأكثر احتمالًا بشأن مصدر الفيروس، هما انتقاله من حيوان مصاب إلى الإنسان عبر الاتصال بينهما، أو حادث أسفر عن تسربه خارج مختبر أبحاث. وحظى سيناريو التسرب من مختبر أبحاث ببعض الزخم في الفترة الأخيرة، بعد أن كتب 18 عالم خطابًا إلى مجلة «العلوم» العريقة، في مايو الماضي، قائلين إنه يجب التحقيق في كافة الاحتمالات، بما في ذلك حادث المختبر. ويشير مؤيدو هذه النظرية إلى معلومات سرية، تم الكشف عنها في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، أن ثلاثة عمال من معهد ووهان لعلم الفيروسات، أحد المؤسسات البحثية البارزة في دراسة فيروسات «كورونا»، ذهبوا إلى المستشفى في نوفمبر 2019 مصابين بأعراض شبيهة بالإنفلونزا. لكن آخرون أشاروا إلى التاريخ الطويل للفيروسات التي تنتقل من الحيوان إلى البشر، مع وجود عديد من السيناريوهات المعقولة التي يمكن أن يحدث فيها ذلك، بينها احتمال انتشار الفيروس من الحيوانات التي تباع في الأسواق المزدحمة. ولاتزال هناك كثير من الأسئلة العالقة بحاجة إلى إجابة، إذ لم يتم تحديد المصدر الحيواني الذي حمل الفيروس قبل نقله إلى البشر، وهي عملية تستغرق سنوات من البحث في فيروسات أخرى. كما لم يجد داعموا نظرية المختبر أي دلائل على وجود «كوفيد19» في مختبر ووهان قبل الجائحة. إقرأ أيضًا: أطباء يكشفون العلاقة بين الآثار الجانبية للقاحات كورونا ومدى فاعليتها طبيب بريطاني يكتشف علاجًا فعالًا للرئة المتضررة بعد التعافي من كورونا
مشاركة :