(كونا) -- عرضت دولة الكويت اليوم اهم التوصيات لتحييد الاثر على تدهور الاراضي في اجتماع مجموعة الدول الآسيوية والمحيط الهادئ وذلك على هامش الدورة ال 12 لمؤتمر الدول الاطراف في اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر. وقال عضو اللجنة الوطنية الكويتية لمكافحة التصحر الدكتور رأفت ميساك لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الاجتماع الذي شاركت فيه 58 دولة استعرض تجارب دول الكويت والعراق وايران في مجال التصحر والتخفيف من تداعيات الجفاف. واكد ميساك الباحث في مركز ابحاث البيئة والعلوم الحياتية التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية على ضرورة انشاء مرصد لمراقبة وتقدير تدهور الأراضي بدولة الكويت ليوفر الكثير من المعطيات التي تمثل ركائز لبرامج تنمية البيئة البرية واعادة تأهيل مواردها. وأضاف ان من اهم تلك المعطيات مساحة الأراضي المتدهورة وطبيعة واسباب ومؤشرات التدهور في كل استخدام من استخدامات الأراضي. واعتبر ان الاستخدام المستدام للأراضي يشكل خط الدفاع المتقدم لحماية النظم البيئية المختلفة ويمثل حجر الزاوية بالنسبة للادارة المستدامة للأراضي مشددا على ضرورة تحديد معايير فيزيائية وبيولوجية واجتماعية واقتصادية لقياس التقدم المحرز في الادارة المستدامة للأراضي. وعرض ميساك امثلة في هذا الشأن منها تقليل الفاقد من الجزء العلوي من التربة بفعل الرياح ومياه الجريان السطحي والزيادة في كثافة ونوعية ومساحة الغطاء النباتي واعادة تأهيل التنوع البيولوجي. واشار الى ان الممرات الطبيعية للرمال الزاحفة بدولة الكويت مثل ممر (الهويملية - الوفرة) الذي يبدأ من اقصى شمال غرب البلاد ويمتد في اتجاه جنوب شرق حتى الوفرة وممر (أم نقا - رأس الصبية) بالجزء شمال الشرقي من البلاد تشكل مواقع حساسة بيئيا بسبب تعرض التربة الهشة المنتشرة بها لرياح شمالية غربية عاتية في معظم اوقات السنة. واضاف ان تلك الممرات الطبيعية تتعرض لضغوط بشرية شديدة منها الرعي الجائر واقامة المخيمات الربيعية داعيا الى تقنين تلك الاستخدامات وفق خطة مستدامة. ولفت الى ان الأحزمة الخضراء في المنطقة الحضرية بدولة الكويت والتي تساهم في التخفيف من الرمال والغبار تستحوذ على مساحة 60 كيلومترا مربعا. وأوصى ميساك بإنشاء أحزمة خضراء متقدمة في البيئة البرية بدولة الكويت مشيرا الى ان هناك مشاريع كثيرة تحت التقييم للأحزمة الخضراء تتطلب دراستها وتقييمها ومن ثم اختيار أفضل المواقع لإقامة أحزمة خضراء ولاسيما في الأجزاء الشمالية الغربية والشمالية الشرقية من البلاد. واعرب عن القلق ازاء الاعتماد على السواتر الترابية في حماية عدد كبير من المنشآت الحيوية نظرا لما تسببه "من أضرار بيئية وايكولوجية وهيدرولوجية اضافة الى استنزاف ملايين الأمتار المكعبة من التربة التى لا يمكن تعويضها" مطالبا بعدم استخدامها الا عند الضرورة الملحة. وتشارك دولة الكويت في المؤتمر بوفد يضم اعضاء من الهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة البترول الكويتية والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والشركة الكويتية لنفط الخليج وشركة نفط الكويت. وتستضيف انقرة المؤتمر الذي انطلق في العاشر من الشهر الجاري ويستمر حتى 23 من نفس الشهر بمشاركة 195 دولة ومنظمة ومؤسسة حول العالم ويطرح مفهوما جديدا للنقاش وهو ظاهرة تحييد الاثر على تدهور الاراضي.