لسنوات تصاعد الجدل حول ما إذا كان مجاهد شخصا واحد، واعتُبر اسمه بمثابة غطاء للجناح الإعلامي الواسع لحركة طالبان. لكن مجاهد كان موجودا بالفعل ومرتاحا في ظهوره العلني الأول، وقدم تطمينات في بث مباشر نيابة عن مجموعة حظرت ذات يوم البث التلفزيوني. وردا على سؤال حول ما إذا كانت طالبان تتوقع أن تسامح عقب أعمال العنف التي جاءت بالموت والخراب لمدن افغانية، لم يتهرب مجاهد من الإجابة، واعتبر أن الخسائر ومهما كانت مدمرة، فإنها مستحقة، قائلا: "قوة محتلة هائلة دُحرت". حرب الإعلام والحركة التي عرفت بحظر التلفزيون والإذاعة خلال حكمها الصارم في التسعينات، تكيفت مع طبيعة الإعلام الحديث الدائمة التغير، واستخدمته ببراعة لصالحها. وكتب ريتشارد ستنيغل، المساعد السابق لوزير الخارجية في حكومة باراك أوباما، في مقالة في نيويورك تايمز: "تدرك حركة طالبان أن حرب الإعلام هي الحرب الحديثة"، وأضاف القول: "هم لا يحاولون بناء منصة جديدة، بل يحاولون الاندماج في المشهد القائم والهيمنة عليه". ويُعتقد أن مجاهد يشرف على عملية علاقات عامة واسعة، نسقت في السنوات الماضية عددا لا يحصى من البيانات الصحافية، وطلبات إجراء مقابلات وأسئلة صحافيين. وإلى جانب حضوره على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، يدير مجاهد وفريقه شبكة مذهلة من مجموعات منصة واتساب، يرسلون عبرها معلومات محدثة للصحافيين. دور مؤثر ولا يعرف الكثير عن الأدوار السابقة للمتحدث باسم الحركة، لكن تأثيره في سلسلة انتصاراتها كان هائلا، حتى عندما خرج متحدثون آخرون تولوا مزيدا من الأدوار العامة من جانب المكتب السياسي لطالبان في الدوحة. تحت قيادة مجاهد تحكمت طالبان بالرواية العسكرية خلال الهجوم الأخير للحركة هذا الصيف، وكانت تقدم تفاصيل عن تحركات مقاتليها في وقت صمتت الحكومة إلى حد كبير. ونصر طالبان كان يبدو محتما، وفق رواية المكتب الإعلامي لطالبان، في وقت استسلمت القوات الحكومية بشكل جماعي وغالبا من دون أي طلقة رصاص. وخلال الأيام العشرة الأخيرة للحرب، كان مجاهد يعلن سقوط كل مدينة جديدة بيد طالبان ، في تغريدات على تويتر بات معها وزير الإعلام الفعلي في النزاع الذي كانت تكسبه حركته بسرعة. ومع سيطرة الحركة الآن على السلطة سيكون أمام مجاهد مهمة جديدة، وهي إقناع الأفغان والمجتمع الدولي بأن طالبان قادرة على الانتقال من القتال إلى الحكم. وقال مجاهد للصحافيين أمس الثلاثاء: "جميع الأمور يمكن حلها بالحوار"، وأضاف القول: "نقدم لإخوتنا التطمينات، لدينا البلد نفسه والأهداف نفسها".
مشاركة :