أزمة إدارة بايدن في ضوء تحديات الانسحاب من أفغانستان

  • 8/26/2021
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل‭ ‬الطريقة‭ ‬العشوائية‭ ‬والمتسرعة‭ ‬وغير‭ ‬المدروسة‭ ‬للانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬والذي‭ ‬أمر‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬والانهيار‭ ‬اللاحق‭ ‬للجيش‭ ‬الأفغاني،‭ ‬واستيلاء‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬كابول؛‭ ‬أكبر‭ ‬كارثة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬السياسية‭ ‬المحلية‭ ‬والعالمية‭ ‬لهذا‭ ‬القرار‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬قد‭ ‬دافع‭ ‬بقوة‭ ‬عن‭ ‬نهجه،‭ ‬وأصر‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يندم‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬التواجد‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يُطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الأبدية‮»‬‭ ‬الأفغانية‭ ‬فإن‭ ‬السياسيين‭ ‬والمحللين‭ ‬والخبراء‭ ‬الغربيين‭ ‬اعتبروا‭ ‬القرار‭ ‬‮«‬مصدر‭ ‬إهانة‭ ‬كبير‭ ‬للقوة‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭.‬ وعقب‭ ‬سقوط‭ ‬كابول،‭ ‬انهالت‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والجمهوري‭ ‬في‭ ‬استنكار‭ ‬لطريقة‭ ‬إدارته‭ ‬للملف‭ ‬الأفغاني‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬مفاجئا‭ ‬أن‭ ‬أشدها‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬إذ‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ميتش‭ ‬ماكونيل‮»‬،‭ ‬العضو‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬كانت‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬مشاهدة‭ ‬إحراج‭ ‬قوة‭ ‬عظمى،‭ ‬حيث‭ ‬تقع‭ ‬المسؤولية‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬قائدنا‭ ‬الحالي‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬توم‭ ‬كوتون‮»‬‭ ‬تعامل‭ ‬بايدن‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬إهمال‭ ‬وتهور‮»‬‭. ‬كما‭ ‬سعى‭ ‬‮«‬مايك‭ ‬جونسون‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬إثارة‭ ‬فضائح‭ ‬دولية‭ ‬سابقة‭ ‬تورطت‭ ‬فيها‭ ‬إدارات‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭: ‬‮«‬ما‭ ‬حدث‭ ‬يجعل‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬بنغازي‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬وكأنه‭ ‬مجرد‭ ‬صورة‭ ‬مصغرة‭ ‬وأقل‭ ‬خطورة‭ ‬بكثير‮»‬‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬دعا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ -‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭- ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬الاستقالة‭ ‬‮«‬إثر‭ ‬الفضيحة‭ ‬السياسية‮»‬‭.‬ وبالمثل،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬انتقادات‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين‭. ‬ورفضت‭ ‬‮«‬كريسي‭ ‬هولاهان‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬قدامى‭ ‬المحاربين‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬العسكرية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬الفاشلة‮»‬‭ ‬للإدارة‭. ‬كما‭ ‬وصف‭ ‬النائب‭ ‬‮«‬سيث‭ ‬مولتون‮»‬‭ ‬فشل‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬خطأ‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي،‭ ‬لكنه‭ ‬خطأ‭ ‬سياسي‭ ‬أيضًا‮»‬‭. ‬ولاحظت‭ ‬‮«‬كاتي‭ ‬إدموندسون‮»‬‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬إن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬المعتدلين‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬‮«‬غاضبون‮»‬‭ ‬من‭ ‬الحكومة؛‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬سوء‭ ‬التخطيط‭ ‬لإجلاء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬وحلفائهم‮»‬‭. ‬وانتقد‭ ‬النائب‭ ‬‮«‬جيسون‭ ‬كرو‮»‬‭ ‬كيفية‭ ‬الإجلاء‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مبرر‭ ‬لرؤية‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬كابول،‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعلن‭ ‬هذا‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‮»‬‭.‬ وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬تعرضت‭ ‬سياسة‭ ‬بايدن‭ ‬أيضا‭ ‬لانتقادات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حلفائه‭ ‬السياسيين‭. ‬وقارن‭ ‬‮«‬ليون‭ ‬بانيتا‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬ومدير‭ ‬وكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬باراك‭ ‬أوباما،‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬بـ«عملية‭ ‬غزو‭ ‬خليج‭ ‬الخنازير‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جون‭ ‬كينيدي،‭ ‬حيث‭ ‬فشلت‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الإطاحة‭ ‬بنظام‭ ‬فيدل‭ ‬كاسترو‭ ‬في‭ ‬كوبا‮»‬،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أنها‭ ‬تكشفت‭ ‬بسرعة،‭ ‬وكان‭ ‬الرئيس‭ -‬آنذاك‭- ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحال‮»‬‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬تلقتها‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فقد‭ ‬بقي‭ ‬مستوى‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الحزبي‭ ‬قائمًا‭. ‬وأشاد‭ ‬العضو‭ ‬الديمقراطي‭ ‬‮«‬ريتشارد‭ ‬دوربين‮»‬‭ ‬ببايدن‭ ‬لاتخاذه‭ ‬‮«‬القرار‭ ‬الصعب‭ ‬بعدم‭ ‬تسليم‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأطول‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬خامس‮»‬‭.. ‬فيما‭ ‬وجهت‭ ‬النائبة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬‮«‬إلهان‭ ‬عمر‮»‬‭ ‬الشكر‭ ‬له‭ ‬‮«‬للتعلم‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضي،‭ ‬ولتوضيحه‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬تكاليف‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها‮»‬‭.‬ لكن‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬التأثير‭ ‬السياسي‭ ‬المحلي‭ ‬للانتقادات‭ ‬الواسعة‭ ‬لقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أفغانستان‭ ‬ستظل‭ ‬قضية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‭. ‬وأشار‭ ‬العضو‭ ‬الجمهوري‭ ‬‮«‬كارل‭ ‬روف‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الآن‭ ‬فرصة‭ ‬مواتية‭ ‬أمام‭ ‬الجمهوريين‭ ‬لكسب‭ ‬دعم‭ ‬سياسي‭ ‬قبل‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭. ‬وبرر‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬بزعمه‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬من‭ ‬المستحيل‮»‬‭ ‬على‭ ‬بايدن‭ ‬أن‭ ‬يزيل‭ ‬‮«‬وصمة‭ ‬أنه‭ ‬دفع‭ ‬39‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬الهمجية،‭ ‬وقلص‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬ومكانة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭.‬ وعلى‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬كان‭ ‬للهزيمة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬تأثير‭ ‬ملحوظ‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الشخصية‭ ‬لبايدن،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬الانسحاب‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة‭. ‬وأفاد‭ ‬استطلاع‭ ‬أجرته‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬بايدن‭ ‬تراجعت‭ ‬شعبيته‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬معدل‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬إذ‭ ‬انخفضت‭ ‬سبع‭ ‬نقاط‭ ‬مئوية‭ (‬53‭%‬‭ ‬إلى‭ ‬46‭%‬‭) ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬كابول‭. ‬وبالمثل،‭ ‬وجد‭ ‬استطلاع‭ ‬أجرته‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ايبسوس‮»‬‭ ‬أن‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الأمريكيين‭ ‬يؤيدون‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يقود‭ ‬بها‭ ‬الجهود‭ ‬العسكرية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬وفي‭ ‬16‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭ -‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لسقوط‭ ‬كابول‭- ‬أفادت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬هِيل‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬أظهرت‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لا‭ ‬يوافقون‭ ‬على‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬مزقته‭ ‬الحرب،‭ ‬حيث‭ ‬عارضه‭ ‬69‭%‬‭ ‬ووافق‭ ‬23‭%‬‭ ‬فقط‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استطلاع‭ ‬رأي‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬‭ -‬السالف‭ ‬الذكر‭- ‬وجد‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬68‭%‬‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬16‭ ‬و65‭ ‬عامًا‭ ‬اتفقوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬ستنتهي‭ ‬بشكل‭ ‬سيئ،‭ ‬بغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬مغادرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬61‭%‬‭ ‬ممن‭ ‬شملهم‭ ‬الاستطلاع‭ ‬مازالوا‭ ‬يفضلون‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬واشنطن‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مخطط‭ ‬لها‮»‬‭. ‬ولإثبات‭ ‬الارتباك‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينشأ‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي،‭ ‬وافق‭ ‬51‭%‬‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬على‭ ‬فرضية‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬كان‭ ‬من‭ ‬المجدي‭ ‬أن‭ ‬تُترك‭ ‬القوات‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬عاما‭ ‬آخر‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬أراد‭ ‬50‭%‬‭ ‬أيضًا‭ ‬عودتها‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬لمحاربة‭ ‬طالبان‮»‬‭.‬ وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭ ‬متردد‭ ‬بشأن‭ ‬أفضل‭ ‬مسار‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬فمع‭ ‬قرار‭ ‬بايدن‭ ‬الأولي‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬يوجوف‮»‬‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أجري‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2021،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬56‭%‬‭ ‬يؤيدون‭ ‬الخطوة،‭ ‬مقابل‭ ‬25‭%‬‭ ‬فقط‭ ‬معارضة‮»‬‭. ‬وهكذا،‭ ‬فإن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬الحالية‭ ‬المستمدة‭ ‬من‭ ‬كيفية‭ ‬إجراء‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬الأساس‭. ‬ ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإن‭ ‬التراجع‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬شعبية‭ ‬بايدن‭ ‬لا‭ ‬ينبغى‭ ‬إرجاعه‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬أفغانستان‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬يجب‭ ‬وضعه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الأوسع،‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتضخم‭.. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الزيادة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬المُصابين‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الحالات‭ ‬الجديدة‭ ‬بنسبة‭ ‬52‭%‬‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الماضيين‭ ‬2‭-‬16‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭ ‬فقط،‭ ‬وزيادة‭ ‬الوفيات‭ ‬بنسبة‭ ‬87‭%‬‭ ‬خلال‭ ‬ذات‭ ‬الفترة‭. ‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬حدوث‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬التأييد‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬فترة‭ ‬الرئاسة‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬جيفري‭ ‬سكيلي‮»‬‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬فايف‭ ‬ثيرتي‭ ‬ايت‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الانخفاض‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬قبول‭ ‬بايدن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ضئيلًا‭ ‬نسبيًا،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬معدل‭ ‬تفضيله‭ ‬حوالي‭ ‬50‭%‬؛‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬يجب‭ ‬اعتباره‭ ‬مرتفعًا‭ ‬جدًا‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬الطبيعة‭ ‬الاستقطابية‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المعاصرة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬المتدني‭ ‬لأدائه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬أسوأ‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬فعله‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬ضررًا‭ ‬لرئاسة‭ ‬بايدن‭ ‬هو‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬شعبيته‭ ‬عالميًا‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬نفسه‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬رجل‭ ‬دولة‭ ‬مهتم‭ ‬بالشأن‭ ‬الدولي،‭ ‬ويتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬أمام‭ ‬زعماء‭ ‬العالم‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬متطلبات‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قراره‭ ‬المتسرع‭ ‬بالانسحاب‭ ‬قوّض‭ ‬مصداقيته‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬التوصيف‭. ‬ وانتقدت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬دور‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬الكارثة‭ ‬الأفغانية‭ ‬الراهنة‭. ‬وأصدر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العموم‮»‬‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬أيضا‭. ‬وأشار‭ ‬زعيم‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الليبرالي،‭ ‬‮«‬السير‭ ‬إد‭ ‬ديفي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الانسحاب‭ ‬‮«‬كارثي‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‮»‬،‭ ‬و«خطأ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجنب‭ ‬تبعاته‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين،‭ ‬اعتبر‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬السابق‭ ‬لشؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬‮«‬توبياس‭ ‬إلوود‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الانسحاب‭ ‬كان‭ ‬‮«‬أمرًا‭ ‬خاطئا‭ ‬تمامًا‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬توم‭ ‬توجندهات‮»‬،‮ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬بمجلس‭ ‬العموم،‭ ‬تشكيك‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬إرادة‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني‭ ‬بالأمر‭ ‬‮«‬المخزي‮»‬‭.‬ وبالمثل،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬إدانات‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬البريطانيين‭ ‬السابقين‭ ‬والحاليين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬ووصف‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬‮«‬كير‭ ‬ستارمر‮»‬‭ ‬قرار‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬خطأ‭ ‬كارثي‭ ‬أساء‭ ‬تقدير‭ ‬حجم‭ ‬تداعياته‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مايكل هاورد‮»‬،‮ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬السابق،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الانسحاب‭ ‬‮«‬سيراه‭ ‬التاريخ‭ ‬خطأ‭ ‬كارثيًا‭ ‬لطخ‭ ‬سيرة‭ ‬هذا‭ ‬الرئيس‮»‬‭. ‬وفوق‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬وجهت‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬السابقة،‭ ‬‮«‬تيريزا‭ ‬ماي‮»‬،‭ ‬سؤالاً‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬لحكومتها‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬ماذا‭ ‬سيُقال‭ ‬عن‭ ‬الناتو‭ ‬وأعضائه‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬معتمدين‭ ‬كليًا‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬أحادي‭ ‬الجانب‭ ‬اتخذته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬علم‭ ‬منا؟‮»‬‭. ‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ديف‭ ‬كيتنغ‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬تمثل‭ ‬أزمة‭ ‬شرعية‭ ‬للتحالف‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي،‭ ‬ولحلف‭ ‬الناتو‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‮»‬‭. ‬وأنه‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العداء‭ ‬تجاه‭ ‬أوروبا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يختلف‭ ‬الوضع‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وظهر‭ ‬عمل‭ ‬أمريكي‭ ‬أحادي‭ ‬الجانب‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬‮«‬وهو‭ ‬آخر‭ ‬شيء‭ ‬كان‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬التحالف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬تحديدًا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬فترة‭ ‬رئاسة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬ضوء‭ ‬الانسحاب‭ ‬الكامل‭ ‬للقوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬أفغانستان؛‭ ‬دعا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬السياسية‭ ‬الأوروبية‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬إلى‭ ‬ملء‭ ‬هذا‭ ‬الفراغ‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬كتبت‭ ‬‮«‬ناتالي‭ ‬لويسو‮»‬،‭ ‬رئيسة‭ ‬اللجنة‭ ‬الفرعية‭ ‬للأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬في‮ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬في‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬متأكدة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬يحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مثير‭ ‬للجدل‭ ‬خارجيًا‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬استجابة‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬‮«‬المستوى‭ ‬الأوروبي‮»‬‭ -‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭- ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭ ‬‮«‬بمواجهة‭ ‬تحدياتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحماية‭ ‬اللاجئين‭ ‬ونشطاء‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬ وتؤكد‭ ‬موجة‭ ‬الغضب‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬حلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬أن‭ ‬التداعيات‭ ‬السياسية‭ ‬لقرار‭ ‬بايدن‭ ‬ترك‭ ‬أفغانستان‭ ‬لمصيرها‭ ‬ليست‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بواشنطن‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬بالعالم‭ ‬أجمع؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬وسقوط‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬طالبان‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬عالمية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقوية‭ ‬شوكة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الدولي‭ ‬وتراجع‭ ‬الالتزام‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭. ‬ وعلى‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬لنهج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬ضرورة‭ ‬إنهاء‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬مزقتها‭ ‬الحرب‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬قادت‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬معدلات‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري،‭ ‬والانسحاب‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬الشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬والتصرف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أحادي‭ ‬عبر‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬الداخلي،‭ ‬فحسب‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬بايدن‭ ‬سحب‭ ‬قواته‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬قد‭ ‬لاقى‭ ‬قبولاً‭ ‬شعبيًا‭ ‬في‭ ‬الأساس،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الطريقة‭ ‬المتسرعة‭ ‬وغير‭ ‬المنظمة،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬بها،‭ ‬لم‭ ‬تحظ‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬والقبول‭. ‬لذلك،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬عناوين‭ ‬الأخبار‭ ‬التي‭ ‬تداولتها‭ ‬الشبكات‭ ‬الإخبارية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬شهر‭ ‬العسل‭ ‬السياسي‭ ‬لجو‭ ‬بايدن‭ ‬انتهى‭ ‬رسميًا‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬تتصف‭ ‬بالمبالغة،‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬جوش‭ ‬ليدرمان‮»‬‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬أن‭ ‬أول‭ ‬قرار‭ ‬قد‭ ‬حدد‭ ‬ملامح‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لبايدن‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يحظ‭ ‬بالتصفيق‭ ‬الواسع‭ ‬النطاق‭ ‬الذي‭ ‬يطمع‭ ‬فيه‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‮»‬‭.‬

مشاركة :