قال دبلوماسي صيني بارز يوم الثلاثاء، إن مختبري فورت ديتريك وجامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة، ينبغي أن يخضعا "لتحقيق شفاف مع إمكانية الوصول الكامل إليهما" لتعقب أصول فيروس كورونا المتسبب في مرض (كوفيد-19). وفي رسالته إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أوضح السفير تشن شيوي، ممثل الصين الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أن فرضية تسرب فيروس (سارس- كوف-2) الذي يسبب مرض (كوفيد-19) في البشر، من مختبر في معهد ووهان لعلم الفيروسات، "غير محتملة على الإطلاق". وفيما يلي النص الكامل للورقة غير الرسمية المرفقة برسالة الدبلوماسي، التي جاءت بعنوان "نقاط تثير الشكوك بشأن فورت ديتريك (معهد البحوث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي)". إن فورت ديتريك، حيث يقع معهد البحوث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي، مركز الأنشطة العسكرية البيولوجية الأمريكية ويشتهر بممارساته غير القانونية وغير الشفافة وغير الآمنة. ولطالما أثار المجتمع الدولي شواغل جدية بشأن أنشطة أمريكية في فورت ديتريك، لا سيما الأنشطة التي تُجرى في المعهد، وهناك العديد من النقاط المشكوك فيها بشأن صلته بـ(كوفيد-19). 1- كان مختبر فورت ديتريك مركز برنامج الأسلحة البيولوجية الأمريكي عبر التاريخ، وكان المعهد الكيان البحثي الرئيسي هناك. كما أن فورت ديتريك عُرف بأنه مركز أحلك تجارب الحكومة الأمريكية. ولا يزال مركز تطوير أبحاث الحرب البيولوجية الأمريكية حتى بعد تخلي الولايات المتحدة عن جميع برامج الأسلحة البيولوجية الهجومية في عام 1969 والتصديق على اتفاقية الأسلحة البيولوجية عام 1975. 2- إن مختبر السلامة البيولوجية من المستوى 4 (بي أس إل-4) في المعهد هو مختبر (بي أس إل-4) الوحيد للجيش الأمريكي. يخزن المعهد جميع مسببات الأمراض المميتة المعروفة تقريبا، مثل الإيبولا والجمرة الخبيثة والجدري والطاعون وفيروسات كورونا، بما في ذلك المسبب لسارس. وأجرى العديد من الموظفين في المعهد أبحاثا تتعلق بالسارس وفيروس كورونا الشرق الأوسط وفيروسات كورونا الأخرى. وفي عام 2003، بعد تفشي سارس، عمل المعهد مع فريق رالف باريك من جامعة نورث كارولاينا وطورا نظاما وراثيا عكسيا جديدا لمعالجة (الدنا المتمم) كامل الطول لفيروس (سارس-كوف)، ونُشرت النتائج ذات الصلة عام 2003. ووفقا للنتائج، ففي غضون شهرين بعد الحصول على الحمض النووي الريبوزي (الرنا) لفيروس السارس، تم تصنيع (الدنا المتمم) كامل الطول للفيروس بنجاح، الأمر الذي يشير إلى أنه في وقت مبكر من عام 2003، كانت هذه المعاهد لديها بالفعل القدرات المتقدمة لتجميع وتعديل فيروسات كورونا المرتبطة بالسارس. وفي عام 2007، نشر المعهد ورقة في مجلة علم الفيروسات بشأن استخدام فيروس الإيبولا لإجراء تجارب على قرود الريسوسي. وتم الحصول على سلالات الفيروس المستخدمة في التجارب من خلال تقنيات الوراثة العكسية، لإزالة موقع انقسام الفورين على وجه التحديد، من أجل مقارنة التغيرات في ضراوة الفيروسات. ومن الجدير بالذكر أنه يُعتقد أن موقع انقسام الفورين أحد الأسباب التي تجعل (سارس-كوف-2) شديد الضراوة. وفي عام 2018، أجرى المعهد تجارب على قردة السعدان الأخضر الإفريقية، حيث عملوا على إصابة القردة تجريبيا بفيروس ميرس-كوف للمساعدة في دراسة التسبب الفيروسي وتطوير اللقاحات. وبعد تفشي (كوفيد-19)، شارك المعهد ومعهد والتر ريد العسكري للأبحاث، وهو معهد أبحاث تابع لقيادة البحث والتطوير الطبي بالجيش الأمريكي، في تطوير لقاح (سارس-كوف-2). 3- وقعت عدة حوادث تتعلق بالسلامة البيولوجية في المعهد. في عام 2001، قُتل خمسة أشخاص في هجوم بالجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة، وكان المشتبه به موظفا سابقا في المعهد. وفي عام 2009، وجد مسؤولون أمريكيون في أثناء عمليات تفتيش أن العديد من مسببات الأمراض التي دُرست في المعهد لم يتم إدراجها في قاعدة بيانات المختبر، حيث علقوا بعض أبحاث المختبر. وفي مايو 2014، رفعت شركة (ووفرلي فيو إنفيستورس إل إل سي) دعوى قضائية ضد الجيش الأمريكي بسبب ثغرات في التخلص من النفايات السامة في مختبر فورت ديتريك، ما تسبب في ارتفاع مستويات مادة ثلاثي كلورو إيثيلين الكيميائية في المنطقة إلى 42 مرة أعلى من المعيار الفيدرالي. وفي فبراير 2015، رفعت 106 أسر وأفراد من مقاطعة فريدريك بولاية ماريلاند دعوى قضائية جماعية ضد مختبر فورت ديتريك بسبب الضرر والوفاة الناجمين عن التعرض لمواد خطرة من المختبر وطالبوا بتعويض قدره 750 مليون دولار أمريكي. ومع ذلك، فإن الحكومة والجيش الأمريكيين ينفون باستمرار ارتكاب أي مخالفات. وخلال عمليات تفتيش قامت بها المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، على مختبر المعهد في يونيو 2019، تم العثور على انتهاكات خطيرة، قبل قرار المراكز بإغلاق المختبر ووقف جميع الأبحاث التي يجريها في يوليو 2019. وأشارت تقارير المراكز إلى وجود سبع مخالفات: أ- فشل المعهد بشكل منهجي في ضمان تنفيذ إجراءات السلامة البيولوجية والاحتواء. وعلى وجه التحديد، تم العثور على موظفي المختبر يتركون الباب مفتوحا في أثناء إزالة كميات كبيرة من النفايات الخطرة بيولوجيا، ما يزيد بشكل كبير من خطر تسرب مسببات الأمراض وتلوث البيئة. ب- دخول فرد إلى غرفة العديد من المرات دون ارتداء الأجهزة المطلوبة لحماية الجهاز التنفسي بينما كان آخرون في تلك الغرفة يضعون رئيسيات غير بشرية على طاولة تشريح لإجراء تجارب عليها، ما أدى إلى تعرض مهني تنفسي لعوامل بيولوجية مختارة. ج- لم يضمن المختبر التحقق من تدريب الموظفين بشكل مناسب عندما يتعلق الأمر بالسموم والعوامل المختارة، ما يجعله غير قادر على تقييم ما إذا كان موظفو المختبر يفهمون المهارات اللازمة ويتحكمون بها. د- عدم ارتداء العاملين في المعمل قفازات عند التخلص من النفايات الخطرة. هـ- فشل المختبر في الحماية من الوصول غير المصرح به إلى نفايات المختبر، حيث تم تخزين معدات الحماية الشخصية الملوثة في منطقة معينة، دون قصر الوصول إلى هذه المنطقة على الذين لديهم موافقة بالدخول. و- لم يحافظ العاملون في المختبر على جرد دقيق لمخزون المواد السامة. ز- عدم احتواء مبنى المختبر ومرافقه الداخلية على سطح محكم الإغلاق لتسهيل التنظيف وإزالة التلوث، حيث عُثر على شقوق حول صندوق قناة التصريف، وفي السقف، وفي خط التماس فوق حجرة مراقبة السلامة البيولوجية. واستأنف المختبر عمله في نوفمبر 2019، لكن لم يُعلن ما تم القيام به لمعالجة هذه الانتهاكات. 4- بعد إغلاق المختبر، تفشت أمراض الجهاز التنفسي في المجتمعات المجاورة. وفي يوليو 2019، أظهر 54 شخصا في مجتمع جرينسبرينج بولاية فيرجينيا أعراضا تنفسية بما في ذلك السعال والالتهاب الرئوي، حيث إن المجتمع يقع على بعد ساعة واحدة فقط بالسيارة من فورت ديتريك. ووفقا لمسؤول صحي من ولاية فرجينيا، ارتفع عدد حالات إصابة الجهاز التنفسي المبلغ عنها في المنطقة بما يقرب من 50 بالمئة في صيف عام 2019. وفي يوليو 2019، تم الإبلاغ عن انتشار غامض لالتهاب رئوي مرتبط باستخدام السجائر الإلكترونية في ولاية ويسكونسن. وشملت الأعراض ضيق التنفس والحمى والسعال والقيء والإسهال والصداع والدوخة وألم الصدر. وبداية من ذلك الحين، انتشرت أمراض الرئة في جميع أنحاء البلاد بشكل غير مسبوق. واعتبارا من 17 ديسمبر 2019، تم الإبلاغ عن أكثر من 2500 حالة في المستشفيات في 50 ولاية، حيث يعتقد خبراء أن هذا النوع من المرض قد يمثل واحدا أو أكثر من المتلازمات السريرية الجديدة، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد السبب. وربما تداخلت إنفلونزا 2019 في الولايات المتحدة مع (كوفيد-19)، إذ أنه وفقا لإحصاءات المراكز، كان هناك ما يقرب من 39 إلى 56 مليون حالة إنفلونزا في الفترة بين أكتوبر 2019 وأبريل 2020، ما أدى إلى وفاة ما بين 24000 إلى 62000 حالة. وبالنظر إلى الأعراض المماثلة، يمكن أن يتم تشخيص مرضى (كوفيد-19) بشكل خاطئ على أنهم مصابون بالإنفلونزا. ولتحديد ما إذا كانت مثل هذه الحالات موجودة، لا سيما في أكتوبر 2019 وقبله، ينبغي إجراء تحقيق بأثر رجعي وأبحاث في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. 5. وفي مارس 2020، تم تقديم عريضة على الموقع الإلكتروني لالتماسات البيت الأبيض، تطالب الحكومة بالكشف عن المعلومات المتعلقة بـ فورت ديتريك، لا سيما المعلومات المتعلقة بسبب إغلاق مختبر المعهد عام 2019 وما إذا كان له أي علاقة بـ(كوفيد-19). ولم تقدم الحكومة الأمريكية أي رد، وتم إغلاق موقع الالتماسات على الإنترنت.
مشاركة :