مكاسب المرأة الأفغانية.. عقدان من الزمن «مصيرهما الضياع»

  • 8/26/2021
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عبّرت مجموعة من الفتيات الأفغانيات، لا تعي ذاكرتهن فترة حكم طالبان التي عانى منها آباؤهن من عام 1996 إلى 2001، عن شعور بالصدمة بعد أن استعادتها السيطرة على أفغانستان مما أدى لفرار الآلاف من البلاد، فمع التقدم السريع للحركة ودخولها العاصمة كابول يوم الأحد 15 أغسطس، وفرار الرئيس أشرف غني، يشعر الكثيرون بالقلق من أن المكاسب التي حققتها النساء في البلاد في مجال التعليم والحقوق خلال عقدين من الزمن سيكون مصيرها الضياع.وقالت واحدة منهن وهي طالبة جامعية «نحن نعود إلى الظلام».وكانت هذه الفتاة ضمن مجموعة تم إجلاؤهن إلى قطر وتحدثن عن مشاعر القلق والخوف ورفضن مثل غيرهن تقديم تفاصيل يمكن أن تحدد أسرهن هناك لأسباب أمنية.وقالت ثانية «إنها ذاتها كل القصص التي كنا نسمعها من آبائنا وأجدادنا، كانت في ذلك الوقت قصصا لكنها الآن أصبحت واقعا مثل كابوس».والطالبات الأربع اللاتي تحدثن إلى «رويترز» من بين مئات من الطلاب الأفغان، ومعظمهن فتيات، تم إجلاؤهن إلى إحدى الدول العربية.وعندما وصلت طالبان إلى الحكم في المرة الأولى فرضت بصورة صارمة منع النساء من الالتحاق بالمدارس أو العمل.ويتشكك كثيرون في وعد الحركة هذه المرة بأنها ستحترم حقوق النساء.وقالت الثانية لـ«رويترز» في مجمع سكني في عاصمة تلك الدولة، ينزل به آخرون تم إجلاؤهم من بينهم رعايا دول أخرى «الجميع على علم كم كانت هذه الفترة قاسية ووحشية».وقالت: إنها لا تعتقد أن هناك العدد الكافي من المدرسات اللازمات للتعليم حيث تصر «طالبان» على الفصل بين الفتية والفتيات في الفصول الدراسية.وقالت مجموعة الطالبات الأربع: إن قيم «طالبان» غريبة عليهن وإنهن لن يعدن إلى أفغانستان ما دامت الحركة تسيطر عليها حتى في ظل حكومة تتقاسم معها السلطة.ويعود مصدر هذا القلق إلى الفترة ما بين عامي 1996 و2001 عندما حكمت الحركة البلاد ومنعت النساء من الخروج بدون محرم تطبيقا لتوجههم، كما منعت الفتيات آنذاك من الذهاب إلى المدارس وتعرضن للرجم أو الجلد في حال ثبتت عليهن تهمة الزنا، إضافة إلى قيود شتى أخرى.وفيما يحتفل المجتمع الدولي بحقوق المرأة في كل مناسبة، إلا أن الناشطات الأفغانيات يشعرن بخيبة أمل بسبب إغفال وعدم إشراك صوتهن في مفاوضات السلام، وهو ما يؤدي إلى مسح كل الجهود والتقدم الذي أحرزنه منذ قرابة عقدين في مجال المساواة بين المرأة والرجل في البلاد.وتقول بلقيس أحمدي، كبيرة مسؤولي برامج أفغانستان في معهد الولايات المتحدة للسلام، إنه بالرغم من الضغوط التي قامت بها المنظمات الدولية لإشراك المرأة في المشهد السياسي فيما يخص المحادثات بين الأفغان في سبتمبر 2020، إلا أن الحضور النسوي كان متواضعا جدا، فقد حضرت 4 نساء فقط في فريق التفاوض الذي يمثل الحكومة الأفغانية من أصل 21 عضوا، في حين لم يكن هناك أي وجود للمرأة في فريق طالبان.وهو ما قد يؤكد مدى خطورة وضعية المرأة في المجتمع الأفغاني عندما يصبح تحت سيطرة حركة طالبان.

مشاركة :