أمس اجتمعت غرفة صناعة السينما، ومن البديهى أن تصدر قرارا تدعو فيه لإيقاف العمل بقرار محافظة القاهرة بالحصول على 100 ألف جنيه للتصوير فى الشارع، القرار ليس هو الأول ولن يكون الأخير، هناك من ينفذ بعشوائية ما يعتقد أنه توجه للدولة، ولن أدخل فى النوايا، هل هناك تخطيط مسبق لضرب صناعة الفن، أم أنه يتم بغشومية، حتى لو كان الثانى، فهى حماقة أكبر. يأتى هذا القرار، بينما كان الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مداخلة تليفونية مع الكاتب عبدالرحيم كمال يؤكد دعم الدولة ودعمه هو شخصيا لأى عمل فنى يسعى لزيادة مساحة الوعى، كان عبدالرحيم مع الإعلامية عزة مصطفى يتناولان تحديث الخطاب الدينى، ما أشار إليه الرئيس كان ممتدا لكل الأفكار التى يتكئ عليها الوطن فى تحدياته المصيرية، التعليم والزيادة السكانية، وحماية ماء النيل وغيرها. أثلجت كلمات الرئيس صدور المبدعين، وصار كل منهم لديه أمل أن القادم أفضل، وهكذا جاء قرار محافظة القاهرة، كنغمة نشاز تفسد اللحن الجميل. (اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى)، يبحث عن سحر الجمال، وهذا هو سر الإبداع الكامن فى أعماق الجذور المصرية. كتبت، أمس، أن الكرة فى يد الكيانات من نقابات فنية وغرفة صناعة سينما وجمعيات أهلية وغيرها، لنرسم صورة المستقبل. ليست فقط السينما هى التى تعانى من ركود، كل أوجه الفن- قبل جائحة كورونا- وفى كل المجالات هناك معاناة، نتابع الحياة الغنائية فى الساحل حيث تتجاوز التذكرة بضعة آلاف، وشخصيا لست ضد إقامتها، فهى تعبر عن طبقة اقتصادية فى مصر، على الدولة أن تصنع المناخ الصحى لحفلات أخرى يستطيع المواطن محدود الدخل ومهدود الحيل، أيضا، أن يتابعها، الفنان إذا أراد أن يظل فى قلوب الناس عليه أن يخترق الطبقية، ويقدم حفلات لكل الفئات، الكتب تصدر فى طبعات شعبية رخيصة لزيادة الفائدة، إذا كان الأدباء يفعلون ذلك، فمن باب أولى أن يفعلها المطربون، ويقيمون حفلات شعبية فى الاستاد متاحة للجميع. على النقابات الفنية أن تتحرر من حالة التكلس التى تقيدها ويضع النقباء خارطة للطريق، الرئيس أعلن دعمه للفن الجاد الذى يساهم فى زيادة المعرفة والوعى، وعلينا أن نحدد بالضبط الطريق لكى تعود الفنون المصرية للصدارة. لا تنسوا، مثلا، أن السينما المصرية، برغم كل العوائق، حصلنا، العام الماضى، ولأول مرة، على (السعفة الذهبية) فى مهرجان (كان) للفيلم القصير (ستاشر) للمخرج سامح علاء، وهذا العام اقتنصنا لأول مرة بفيلم (ريش) للمخرج عمر زهيرى جائزة أفضل فيلم فى مسابقة (أسبوع النقاد) فى (كان)، كما حصل الفيلم أيضا، لأول مرة، على جائزة النقاد العالميين (الفيبرسكى) كعمل أول فى التظاهرات الموازية. السينما استطاعت أن تعبر الحدود وتضع اسم مصر فى مكانة عالمية، صحيح أن تلك الأفلام استندت إلى جهات إنتاجية متعددة، ورغم ذلك تظل تحمل (الجينات) المصرية. المطلوب أن تصل الرسالة للقيادة السياسية، بكل طموحات المبدعين، وأن يتجاوز الأمر سقف إلغاء قرار فرض 100 ألف جنيه تصوير فى الشارع، ليصبح الهدف الأسمى هو عودة الفن المصرى مجددا للشارع، وأن يشعر الجميع بأن الدولة تفتح أبواب الحرية وتحمى الإبداع، فهو روح مصر. [email protected] المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).
مشاركة :