هل تتمكن الخرطوم من احتواء صراع المعارضة في جوبا؟

  • 8/26/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ اندلاع الأزمة داخل المعارضة المسلحة في دولة جنوب السودان، تبذل الخرطوم جهودا مكثفة للحيلولة دون تطور الصراع بما يهدد عملية السلام في الجارة الجنوبية، التي أنهكتها الحروب والنزاعات. واندلعت معارك شرسة، في 7 أغسطس/ آب الجاري، شمالي البلاد بين أنصار ريك مشار، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، وفصيل الجنرال المنشق سايمون قاتويج، ما أسفر عن أكثر من 30 قتيلا في ولاية أعالي النيل المتاخمة للسودان، وذلك بعد أيام من إعلان خصوم مشار عزله من رئاسة الحركة. والسبت، عاد وفد سوداني من جوبا، بعد زيارة ثلاثة أيام، بحث خلالها عن حل للأزمة بين الفرقاء في المعارضة بجنوب السودان. وأجرى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ووفد مرافق له، مباحثات مع كل من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه الأول ريك مشار، ونواب الرئيس، تعبان ديتق، وحسين عبد الباقي، وربيكا تيانج، حول تنفيذ ومتابعة اتفاق السلام. ولدى عودة الوفد الحكومي إلى الخرطوم، وصفت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، الزيارة "بالتاريخية". وأضافت أنها ركزت على "سلام جنوب السودان برعاية الخرطوم، وسلام السودان برعاية الجارة الجنوبية (جوبا)، والعلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية". ** تحركات مستمرة وجاءت خطوة حكومة الخرطوم عقب تحركات إقليمية ودولية لإنهاء الخلاف، الذي يهدد بانهيار عملية السلام في جنوب السودان بكاملها. وزار السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية في شرقي إفريقيا "إيغاد" ورقنة جيبو، جوبا في 12 أغسطس الجاري، في مسعى لاحتواء الأزمة داخل المعارضة، والعمل على تسريع تنفيذ بنود اتفاق السلام. وفي اليوم التالي، طالبت الأمم المتحدة أطراف المعارضة المسلحة بحل خلافاتهم بالطرق السلمية حتى لا تؤثر على تنفيذ اتفاق السلام. وفي 8 أغسطس، أجرت وزيرة الخارجية السودانية اتصالات مع نظرائها في دول "إيغاد" حول تطورات الأزمة بين فصائل الحركة الشعبية المعارضة في دولة جنوب السودان. و"إيغاد"، منظمة حكومية إفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، وتتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم: إثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، والصومال، وجيبوتي، وإريتريا، والسودان، وجنوب السودان. وتوالت هذه التحركات بعد تصاعد التوترات العسكرية والسياسية بين مشار وأبرز قيادات الجيش، وعلى رأسهم رئيس هيئة الأركان جونسون أولونج، قائد الفرقة الأولى، على خلفية الصراع داخل الحركة الشعبية. وأعلنت قوى معارضة في جنوب السودان عزل زعيمها مشار، النائب الأول لرئيس البلاد، من رئاسة الحركة الشعبية، بزعم أنه "لم يعد يمثل مصالحها". ورد مشار، الخميس، باتهام القادة الذين أعلنوا إبعاده بمحاولة "عرقلة تنفيذ اتفاق السلام". وفي سبتمبر/ أيلول 2018، وقع فرقاء جنوب السودان اتفاق سلام نهائيا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور رؤساء دول "إيغاد". وانفصلت دولة جنوب السودان عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011، وهي تعاني حربا أهلية منذ أواخر 2013، اتخذت بعدا قبليا، وخلفت نحو 10 آلاف قتيل، ومئات آلاف المشردين. ** تأثير إيجابي وقال أتيم سايمون، وهو صحفي جنوب سوداني، للأناضول، إن زيارة حمدوك لجوبا خلقت حراكا كبيرا في البلد، خاصة في القضايا العالقة ولا سيما مسائل الحدود والتجارة والنفط، على الرغم من أن الهدف الرئيسي للزيارة كان احتواء الأزمة داخل المعارضة في جنوب السودان. وأضاف أن "الزيارة خلقت أثرا إيجابيا وقد تساهم في تهدئة الأوضاع الملتهبة في البلد والدفع باتجاه الحوار الداخلي بين أطراف المعارضة المتصارعة، وهو ما يصب في صالح تعزيز فرص صمود العملية السلمية". وأشار سايمون إلى أن الخرطوم هي الضامن لاتفاق السلام في جنوب السودان بين الحكومة والمعارضة. ** حياد الخرطوم ووفق وليد النور زكريا، وهو صحفي ومحلل سياسي سوداني، فإن مبادرة حمدوك تجد قبولا لدى الأطراف المتصارعة. وأضاف زكريا للأناضول: "الخرطوم ليس لديها أي مصلحة في انتصار طرف على آخر، وهي محايدة بشكل واضح، ما يجعل مبادرتها للتهدئة وحل الأزمة ممكنة، لا سيما أن الصراع بين فرقاء جنوب السودان سياسي بالمقام الأول". وتابع: "منطقة المقينص الحدودية شهدت أحداث اقتتال، وهي منطقة يتداخل فيها مواطنون من البلدين، وذات أهمية تجارية كبيرة، لذلك استقرارها مهم للسودان والجارة الجنوبية". وأعربت الحكومة السودانية عن قلقها العميق حيال الاشتباكات بين فصائل الحركة الشعبية لتحرير السودان قرب حدودها الجنوبية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :