مدد الجيش السوري المهلة التي منحها للمسلحين الرافضين للتسوية والبالغ عددهم نحو 100 شخص للخروج من درعا البلد إلى الشمال السوري وتسليم السلاح للدولة بعد أن انقضت مهلة سابقة دون أن يخرج أي منهم. وذكرت وكالة ((سانا)) يوم الأربعاء أن المسلحين حاولوا أمس (يوم الثلاثاء) إيهام الرأي العام بأنهم ينفذون اتفاق الخروج عبر إخراج دفعة أولى غير أن من خرج هم ثمانية أشخاص ليسوا من بين المطلوبين بحسب المصادر الميدانية ومضت مهلة 24 ساعة دون أن يخرج المطلوبون فتم تمديدها لغاية صباح الغد. في سياق متصل استقدمت وحدات من الجيش السوري تعزيزات عسكرية لإنهاء سيطرة المسلحين على الحي، غير أن المصادر الميدانية أكدت أن الأولوية هي للحل السلمي الذي يحفظ الدماء ويجنب المدنيين مخاطر العمل العسكري لكن أي حل يجب أن يكون بإنهاء سيطرة المسلحين واخراجهم من الحي إلى الشمال السوري ونشر نقاط عسكرية داخله وعودة جميع مؤسسات الدولة إليه. وكانت وحدات الجيش فتحت ممر السرايا أمام المدنيين الراغبين بالخروج من المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين باتجاه درعا المحطة كما قامت الدولة بتجهيز مركز إقامة مؤقت بمختلف المستلزمات والمواد الأساسية لاستقبالهم. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن أفاد يوم الثلاثاء بأن الدفعة الأولى من المسلحين الرافضين للتسوية مع الجيش السوري غادرت أحياء درعا البلد تنفيذا لخارطة الطريق الروسية. وقال المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة ناشطين إن "الدفعة الأولى من المسلحين الرافضين للتسوية مع قوات النظام، غادرت أحياء درعا البلد، قبل قليل"، مبينا أن عدد الذين غادروا هم 10 أشخاص، تنفيذا للخطوة الأولى من تنفيذ خارطة الطريق الروسية. وكانت إذاعة ((شام أف أم)) الموالية للحكومة السورية قد قالت في وقت سابق أيضا إن هدنة لمدة 48 ساعة دخلت حيز التنفيذ في محافظة درعا في إطار اتفاق تدعمه روسيا لنزع فتيل التوتر المستمر منذ شهور في ذلك الجزء من البلاد بين الجيش السوري والفصائل المسلحة. وأفادت الإذاعة المحلية بأن الشرطة العسكرية الروسية دخلت أحياء في منطقة درعا البلد في درعا استعدادا لإجلاء المسلحين الذين رفضوا المصالحة مع الحكومة السورية. وبعد انسحاب المسلحين، ستعود مؤسسات الحكومة السورية إلى درعا وسط جهود لتسهيل عودة آلاف الأشخاص الذين فروا من التوتر الأخير المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر. يشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قدر عدد النازحين داخلياً في درعا البلد والمناطق المحيطة بها في درعا بـ38600 شخص. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن العدد يشمل ما يقرب من 15000 امرأة، وأكثر من 3200 رجل وكبار السن، وأكثر من 20400 طفل. وكان الجيش السوري دخل درعا في 2018 بعد التوصل إلى اتفاق تسوية برعاية روسية يقضي بخروج مقاتلي المعارضة المسلحة إلى مناطق سيطرة المعارضة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد. ومع ذلك، استمر التوتر في درعا، واستمرت الحوادث والإعتداءات الأمنية بين الحين والآخر.
مشاركة :