في مقطع فيديو نشرته السفارة الألمانية في المملكة عبر حسابها في تويتر، أعربت الملحق الإعلامي التي بدأت مهمتها مؤخراً في سفارة ألمانيا في الرياض ستيلا شيرر عن تطلعها للعمل في مجالات التعاون والصداقة السعودية - الألمانية. تقول شيرر: “يمكنني زيارة مواقعكم الجميلة، واستكشاف الصحراء والجبال والساحل، لقد اشتقنا لكم و سنستأنف برنامجنا الثقافي في سبتمبر”. تعد جمهورية ألمانيا الاتحادية واحدة من أبرز دول العالم والدول الأوروبية التي تربطها بالمملكة العربية السعودية علاقات متميزة. ألخص في هذا المقال العلاقات العلمية والثقافية والاقتصادية بين البلدين. توقيع السعودية وألمانيا مؤخراً على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الهيدروجين ليس أمراً عابراً. ألمانيا لديها أكثر السياسات الأوروبية طموحاً فيما يتعلق بالهيدروجين مما يتقاطع مع مشاريع المملكة. كان هذا أحد أسباب توقيع اتفاقية مع الخبراء الألمان في مشروع “هيليوس” في نيوم، ومن المهم الاستفادة من خبراتهم في هذا المجال، سيما وأن المانيا تعمل معنا لتحقيق طموحاتنا التنموية الأخرى. لا شك أن التعاون بين وزارتي الطاقة السعودية والألمانية ستثمر في تطوير الصناعات السعودية. الأمر الإيجابي الآخر هو تأكيد المراكز العلمية الألمانية أن المملكة العربية السعودية في صدد التحوُّل من رائدةٍ في مجال النفط إلى رائدةٍ في مجال الهيدروجين في مجالات الطاقة المتجددة. هذا ليس كل شئ، بل يقوم عدد من علماء فيزياء الليزر في جهات علمية داخل المملكة وخارجها - بقيادة جامعة الملك سعود، بتصميم وتطبيق أبحاث أخرى هامة. من ضمن هذه المشاريع إجراء دراسات علمية حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي التي يشارك فيها علماء من معاهد المانية متخصصة. أما العلاقات الثقافية بين السعودية والمانيا فهي تتعدد بين إبرام الاتفاقيات والتبادل الطلابي، وتنظيم المعارض والندوات المشتركة. في عام 1987م وقع الجانبان على اتفاقية تتضمن تبادلا للطلاب والعلماء والخبراء بين البلدين، كما شاركت المملكة في العديد من المعارض الثقافية والفكرية الدولية التي عقدت في المانيا. من ضمن هذه الفعاليات معرض الكتاب الدولي التاسع والثلاثين الناجح بفرانكفورت. من الاتفاقيات الأخرى الهامة بين الدولتين، العقد بين وزارة المالية والاقتصاد الوطني السعودية مع المؤسسة الألمانية للتعاون الفني 1980. كذلك رحبنا في المملكة بأكثر من 270 خبير ألماني في مجالات التخطيط والإسكان والشؤون البلدية والقروية والصحة والتعليم الفني والتدريب المهني. أما مجالات العمل المشترك الاقتصادي بين الرياض وبرلين فهي عديدة ومتشعبة ومنها صناعة المعدات والصناعات البتروكيماوية. كذلك تم إجراء دراسات مشتركة هامة بين الجامعات السعودية وعدد من الجامعات والمعاهد العلمية الالمانية المتخصصة في مجال العلوم والتكنولوجيا والطاقة الشمسية. أخيراً، شد انتباهي تصريح سفير ألمانيا ديتر لامليه، المعيّن حديثاً لدى المملكة في أول (كشتة) له في ديرتنا: “وصلت إلى السعودية منذ أسبوعين، وها أنا ذا في هذه الصحراء الخلابة. سعيدٌ جداً بتواجدي هنا”.
مشاركة :