قبل نحو أربعة أسابيع على الانتخابات العامة في ألمانيا، يواصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي تقدمه على حساب أشد منافسيه، التحالف المسيحي الديمقراطي (حزب المستشارة ميركل)، في استطلاع رأي جديد لنوايا الناخبين. وفق المراقبين يقود مرشح الإشتراكيين أولاف شولتس حملة انتخابية "خالية من الأخطاء إلى الآن" مقارنة بمنافسيها. حصل الاشتراكيون الألمان في استطلاع، أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي ونشرت نتائجه الجمعة (27 أغسطس/ آب 2021)، على تأييد بلغت نسبته 24 بالمئة ، وذلك زيادة قدرها ثماني نقاط مئوية مقارنة بالاستطلاع الأخير الذي أجراه المعهد ذاته في نهاية تموز/يوليو الماضي. في المقابل، تراجعت شعبية المحافظين بمقدار 6 نقاط مئوية، ليحصل في استطلاع هذا الشهر على 22 بالمائة. واستقرت نتيجة حزب الخضر عند 16 بالمئة، كما ارتفعت شعبية الحزب الديمقراطي الحر بمقدار نقطة مئوية إلى 13 بالمئة، بينما تراجعت شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني الشعبوي بمقدار نقطة مئوية إلى 11 بالمائة، واستقرت شعبية حزب اليسار عند 8 بالمائة. وكان استطلاع آخر أجراه معهد "كانتار" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مجلة "فوكوس" الألمانية قد أظهر أمس الخميس أن طرفي الائتلاف الحاكم الحالي في ألمانيا (الاشتراكيون والتحالف المسيحي) يقفان على قدم المساواة في سباق الانتخابات. ويوم الثلاثاء الماضي، تفوق الاشتراكيون لأول مرة منذ 15 عاما على التحالف المسيحي في استطلاع الرأي الأسبوعي الذي يجريه معهد "فورسا" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من محطة "آر تي إل" التليفزيونية (23 بالمائة للاشتراكيين و22 بالمائة للتحالف المسيحي). وتساوت النتائج بين الاثنين في استطلاع "إنسا" لصحيفة "بيلد" يوم الأحد الماضي. غموض وترقب وتزيد نتائج الاستطلاعات الأخيرة من الغموض الذي يكتنف مستقبل ألمانيا للفترة ما بعد الانتخابات التي ستنهي عهد المستشارة أنغيلا ميركل بعد 16 عام في السلطة. ومهما كانت نتائجها، فينتظر أكبر اقتصاد في أوروبا أشهرا مضطربة من المفاوضات المعقدة لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، مع عدد كبير من الخيارات المحتملة بسبب عدم وجود حزب واحد بارز بشكل واضح. ولا يصوت الألمان بشكل مباشر على المستشارة أو المستشارة، لكن لكن أعضاء البوندستاغ هم الذين ينتخبون رئيس الحكومة بعد الاقتراع، في نهاية مفاوضات ائتلاف ستكون حتما عسيرة. وسبق أن استمرت المفاوضات التي أعقبت انتخابات العام 2017 عدة أشهر قبل التوصل إلى اتفاق. يذكر أن المحطة العامة "إيه آر دي" أجرت قبل يومين استطلاع آخر للرأي، منح فيه المرشح عن الديمقراطيين أولاف على 41 في المئة من الأصوات، متقدما بفارق كبير على مرشح المعسكر المسيحي أرمين لاشيت الذي لم يحصل سوى على 16 بالمائة من الأصوات. و.ب/ ع.ش (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :