ما هو أكثر أهمية من بلوغ النهائيات الآسيوية والفوز بأي من ألقابها، يبقى أن الهلال السعودي، أعطى ضوءا بسيطا ومؤشرا لبداية مرحلة جديدة من الانضباط، اذا ما استمرت وتم دعمها من الرئيس الأمير نواف بن سعد، دون أي محسوبيات أو استثناءات، يمكن أن نقول ان النادي الكيان، سيتعرف على قيمتها الحقيقية مستقبلا وعلى الدوام، ليس في مباراة، أو في مباراتين.! لم يكن حدثا عابرا أن يتدخل المدرب اليوناني دونيس جورجيوس، في تعريض الحارس الاساسي خالد شراحيلي وقبل المباراة المصيرية أمام أهلي دبي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، ما لم يكن هناك من المؤشرات ما يكفي لظهور القرار الحاسم والتدخل الصريح، ومن غير المعقول، أن نتحدث اليوم عن حالة من الانضباط متقدمة مع الهلال، ونتطرق قبلها الى صور من اللامبالاة وعدم الاكتراث، مارسها عدد ليس بالقليل من اللاعبين، هي نفسها ما عرضت المدافع البرازيلي ديغاو الى الايقاف الآسيوي والمحلي، ووضعت المهاجم الذي كان الأول في آسيا ناصر الشمراني على دكة الاحتياط، وأخفت بريق العديد من النجوم والأسماء، الا اذا كان لمعنى الانضباط مع النادي العريق الهلال الذي كان مصدرا للانضباط لأندية ومؤسسات أخرى معنى وصورة وشكل ثان.! لا يمكن أن يصل الحارس الأساسي شراحيلي، وبعد كل ذلك الدعم الذي ناله من الهلال في قضية الايقاف السابق والمنشطات، الى تلك الحالة من اللامبالاة والتأخر عن حضور التدريبات الرسمية في مناسبة وأكثر منها، لولا أنه تابع من المؤشرات بداخل النادي، ما يمكن، أن يتحجج بها، ويتمسك أنها السبب التي دفعته أن يمضي اليها، ومن الصعب على أي مؤسسة التعامل مع جميع أطرافها بالمستوى العالي من المثالية، والتسهيلات، ثم تطالب الجميع بالمستوى المتقدم من الانضباط، ذلك في ظل الحديث عن وجود الكثير من القناعات والثقافات التي يختلف فيها اللاعبون وأيضا الاداريون وكذلك الأجهزة الفنية، عن بعضهم البعض، والتي تلقائيا تتطلب التطبيق لأعلى مستويات الانضباط، وأن تكون اللوائح والقوانين والعقوبات، ركنا أساسيا، مثلما هي الاركان الأخرى التي تحتاج للدقة والصرامة والحسم. خلال السنوات الطويلة الماضية، جرب النادي الجماهيري الأزرق المزيد من الخيارات والتجارب والحلول، ومع ذلك لم يتمكن في تقديم اي جديد يذكر في طموحه مع اللقب الاسيوي المفقود، رغم تنازله عن الكثير من صرامته وإدارته وانضباطه، معتقدا أن بقاء اللاعب الموهوب غير المنضبط مع الفريق يمكن أن يضيف القيمة الأكبر، ويساهم في تحقيق الانجاز، وهو ما يعني أنه لا عائق الآن من تجربة الخيار الآخر والمفهوم المعكوس، عندما يحافظ النادي على اللاعب المنضبط أكثر من محافظته على اللاعب الموهوب دون انضباط، على أقل تقدير حتى يتعرف النادي وتتعرف إدارته وجماهيره على قيمة جديدة، لم تكن خطواتها مقنعة على أقل تقدير في السنوات السبع الماضية.!
مشاركة :