أعرب مسؤولون من 28 حزبا ومنظمة من 13 دولة عربية عن معارضتهم تسييس قضية تتبع أصول فيروس كورونا الجديد، مؤكدين أهمية التمسك بالمنهجية العلمية إزاء هذا الأمر. وذلك خلال إفادة صحفية نظمتها الدائرة الدولية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني عبر دائرة الفيديو، مؤخراً في العاصمة الصينية بكين. وفي هذا السياق، أوضح تشو روي، مساعد رئيس الدائرة الدولية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، موقف الصين والمبادئ التي تتمسك بها تجاه قضية تتبع أصول فيروس كورونا الجديد، مشددا على معارضة الصين القاطعة تسييس هذه القضية واستخدامها ذريعةً لوصم وتشويه سمعة الصين، معربا عن استعداد الصين للعمل مع الدول العربية للحفاظ على العدل والإنصاف الدوليين، وحشد القوى الإيجابية للتعاون في مكافحة جائحة كوفيد-19. ومن جانبه، قال صلاح السروي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري، إن تتبع أصول فيروس كورونا الجديد يجب أن يكون قائما على أساس علمي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم تدخر جهدا في تسييس تتبع أصول الفيروس منذ بداية تفشي الجائحة، من خلال “افتراض الذنب”، بغية احتواء الصين وكبحها، مؤكداً أن هذا التصرف ينتهك القيم المشتركة للبشرية، وسيكون مصيره الفشل. وبدوره، رأى مهدي دخل لله، عضو القيادة المركزية في حزب البعث العربي الاشتراكي السوري، أن من الضروري إجراء تتبع علمي ومنهجي لأصول الفيروس، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وجهت اتهامات باطلة لا أساس لها ضد الصين، الأمر الذي سيعرقل أعمال التتبع الدولي، ويعود بتأثيرات سلبية على البشرية. وفي السياق ذاته، أكد أيوب عبد الوهاب، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، أن تتبع أصول فيروس كورونا الجديد يجب أن يقوده العلماء لأنه شأن علمي بحت، بينما تلجأ بعض الدول لاستخدام تتبع أصول الفيروس كأداة سياسية لتوجيه اتهامات غير مبررة ضد الصين، وهدفها يكمن في صرف الانتباه والتستر على استجاباتها الفاشلة للجائحة. ودعا أيوب إلى إجراء المرحلة الثانية من أعمال تتبع أصول فيروس كورونا الجديد في مختلف الدول والمناطق، وعلى أساس استنتاجات واقتراحات تقرير الدراسة المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية. وبدوره، قال باديس بلوذنين، عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، إن تتبع أصول فيروس كورونا الجديد يجب أن يتم من قبل العلماء والخبراء، معرباً عن تقديره لتمسك الصين على الدوام بالروح الإنسانية المتمثلة في مبدأ “الشعب أولا”، لافتاً إلى المساعدات التي قدمتها الصين لدول العالم لمكافحة الجائحة، وخاصة الدول النامية بما فيها الجزائر. وأشار أسامة النجار، مدير عام الخدمات الطبية المساندة في وزارة الصحة الفلسطينية، عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، أشار إلى أن ما يسمى بـ”نظرية التسرب المختبري” التي أثارتها الولايات المتحدة، لا تستند إلى أي أساس أو دعم علميين، لافتا إلى أن الأولوية القصوى حاليا بالنسبة للعالم هي تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجائحة. ومن جهته، أشاد عز الدين الجبالي، رئيس جمعية الصداقة التونسية الصينية، بدور الصين في تتبع أصول الفيروس، قائلا إن الصين لطالما تمسكت بموقف منفتح وشفاف، وشاركت بنشاط وفعالية في التعاون الدولي للبحث عن أصول الفيروس. وأكد الجبالي أن فيروس كورونا الجديد عدو مشترك للبشرية، ولا يحق لأي دولة التضحية بأرواح الشعوب لتحقيق مصالحها الخاصة، وتسييس هذه القضية العلمية الهامة لتشويه سمعة دول أخرى، مشدداً على أهمية الوحدة والتعاون لمكافحة الجائحة، والمضي قدما لتحقيق انتعاش الاقتصاد، باعتبارهما المهمة الرئيسية والأمل المشترك للمجتمع الدولي بأسره. و كذلك، كان هناك كلمة لمدير موقع الصين بعيون عربية، الأستاذ محمود ريا، وفيما يلي النص الكامل لها: “تشن جهات غربية متعددة حملة مركزة تهدف الى تسييس أصل فيروس كوفيد19 محاولةً تحويل هذه المسألة إلى إدانة للصين. وتقف على على رأس هذه الحملة الولايات المتحدة الأميريكية التي تسخّر كل إمكاناتها السياسية والإعلامية من أجل تحويل الفيروس إلى (فيروس صيني) أو (فيروس ووهان). إن هذه الحملة غير أخلاقية لأنها لا تستند إلى وقائع حقيقية أو مستندات علمية، وإنّما تقوم على استخدام بعض الأحداث من أجل خلق صورة وهمية تضع الصين في موضع الإتهام لتحقيق أهداف سياسية بحتة. لقد دعت الصين دائما إلى تعاون دولي بعيداً عن السياسة للتوصل إلى حقيقة أصل الفيروس من أجل حماية البشرية من أخطاره دون توجيه تهم غير مستندة على وقائع إلى هذه الجهة أو تلك، وهذا هو التصرف المنطقي الذي يجب أن يقوم به الباحثون عن الحقيقة وليس المتلاعبون بالوقائع لخدمة أهدافهم السياسية المشبوهة. نحن في الدول العربية تابعنا ونتابع المواقف المتعلقة بأصل الفيروس، وإذا كان هناك من انحرف للمشاركة في الحملة على الصين فإن غالبية النخب العربية تعرف أن الحكم على أصل الفيروس يحتاج إلى تحقيقات شفافة وعلمية ومهنية بعيدة عن الحملات التي تشنها وسائل الاعلام ومن يقف ورائها من سياسيين لا تهمهم مصلحة العالم بقدر ما تهمهم مصالحهم الخاصة. لقد تحدثت عن هذا الموضوع إلى عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والعالمية المرئية والمسموعة والمكتوبة شرحت موقف الصين في هذا المجال وواجهت الحملات التي شنها المتأثرون بالحملات الأميريكية وأرجو أن أكون قد نجحت في تبديد بعض الشكوك والأوهام المتعلقة بأصل الفيروس. الفيروس خطر يهدد العالم وقد قدمت الصين نموذجا أمثل على مستوى العالم لكيفية مواجهته والتخلص منه. فلتجتمع طاقات العالم للسير في هذا النهج الذي رسمته الصين بدل تضييع الجهود في حملات سياسية تقضي على الناس بدل أن تقضي على الفيروس.”
مشاركة :