تعليق: خدع الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا محكوم عليها بالفشل مجددا

  • 8/28/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بينما يناضل الشعب الأفغاني لتخطي الفوضى التي خلفتها الولايات المتحدة وراءها في البلاد، تتدخل واشنطن مجددا فيما لا يعنيها. قامت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بزيارة سنغافورة وفيتنام خلال الفترة من 22 إلى 26 أغسطس، بعد أقل من شهر واحد من زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى المنطقة. في سنغافورة، بدأت هاريس من حيث انتهى أوستن وشجبت ما يسمى "القسر" و"الترهيب " الذي تمارسه الصين في بحر الصين الجنوبي والادعاءات الصينية في البحر. وفي فيتنام، هددت هاريس بزيادة الضغط على بكين للالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. ولكن عندما سؤلت هاريس عن قضايا متعلقة بأفغانستان، أجابت :"نحتاج الكثير من الوقت" لتحليلها، متهربة بذلك من الحديث عن تلك القضايا. ويعد هذا دليلا على النفاق الأمريكي المعروف. فقد خلقت واشنطن حالة من الفوضى والاضطراب في أفغانستان، بعدما وعدت الأفغان بتحقيق السلام والاستقرار. وإذا حاولت واشنطن ممارسة نفس الخدعة في جنوب شرق آسيا، فلن تجد سوى أن خدعها محكوم عليها بالفشل. أولا، إن ما حدث في أفغانستان يكشف الطبيعة الحمقاء "للعبارات الجوفاء" التي لا تملك الولايات المتحدة سواها بالنسبة لجنوب شرق آسيا. جاءت أحدث دورة من هذه "العبارات الجوفاء" من هاريس نفسها، التي بالغت يوم الثلاثاء في وصفها علاقات الولايات المتحدة مع منطقة المحيطين الهندي والهادي ودول جنوب شرق آسيا، بأنها طويلة الأمد ومستمرة. وبناء على المقارنة التي تعقدها شعوب العالم الآن بين عملية إجلاء الأمريكيين من كابول وعملية الإجلاء المحمومة التي تمت من سطح السفارة في مدينة سايغون الفيتنامية عام 1975، يحق لنا أن نسأل: إلى أي مدى زمني تستمر مثل هذه "التعهدات"؟ ثانيا، بينما اتهمت هاريس الصين بتقويض النظام المرتكز على القواعد وتهديد سيادة الدول، فإن واشنطن هي من تفعل هذا حقا في بحر الصين الجنوبي. ووفقا لمبادرة التحقق من الوضع الاستراتيجي في بحر الصين الجنوبي، ارتفعت كثافة أنشطة الاستطلاع التي نفذتها البحرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي بشكل كبير خلال النصف الأول من عام 2021. وخلال تلك الفترة التي تمتد 181 يوما، كانت هناك 161 يوما شهدت إرسال سفينة استطلاع أمريكية واحدة على الأقل إلى المياه، حيث كانت هذه السفن في كثير من الأحيان مصحوبة بمدمرات صاروخية موجهة وطائرات دورية مضادة للغواصات، ما يظهر أنماطا قتالية واضحة. وعلى عكس هذا، تعمل الصين بجد مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، للحفاظ على النظام في بحر الصين الجنوبي، وتم التوصل إلى اتفاق في يونيو بين الأطراف للعمل معا من أجل التوصل إلى اتفاق مبكر بشأن مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي.

مشاركة :