بعد غياب عام دراسي كامل ونصف العام، يعود يوم غد طلبة المدارس الحكومية والمدارس الخاصة التي تطبّق منهاج الوزارة إلى المقاعد الدراسية حضورياً، وبشكل تدريجي، بعد وضع خطة متكاملة تشرح جميع تفاصيل العودة الآمنة وأنواع التعلّم، وفقاً للطاقة الاستيعابية لكل مدرسة. وكانت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي قد أعلنت عن انتهائها من تعقيم 564 مدرسة ستستقبل الطلبة، بدءاً من يوم غد، واتخاذ كافة الاستعدادات المیدانیة. كما أجرت المؤسسة أعمال الصیانة في 10 مدارس وریاض أطفال، تضمنت الكثير من أعمال التطوير واستحداث المختبرات وتجهيز المقاصف وغيرها. وبعد أن انطلق دوام المعلمين يوم الأحد الماضي، انخرطوا جميعهم في دورات تدريبية استهدفت 25 ألفا من القیادات المدرسیة والمعلمین والكوادر الإداریة والتدریسیة وقیادات ومعلمي ریاض الأطفال. وركز التدريب على محور العودة الآمنة للمدارس، ورفع مهارات الكوادر التدریسیة في عدد من الحقول التربویة المتنوعة. 3 أنواع للتعلّم وتطبّق مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، خلال العام الدراسي الجديد 2022-2021 الذي سينطلق يوم غد الأحد، ثلاثة من أنواع التعلم في المدارس الحكومية على مستوى الدولة، وذلك لتحقيق العودة الآمنة للمدارس، وضمان استمرارية العملية التعليمية في ظل جائحة كورونا، مشددة على تطبيق الإجراءات الاحترازية المعتمدة من الجهات المختصة. وأوضحت المؤسسة أن أنواع التعلم المحددة تشمل التعلم الواقعي، وهو النمط الكلاسيكي للتعليم والتعلم، والذي يعتبر الأكثر فعالية، والتعلم عن بُعد الذي يشمل التعليم الإلكتروني المباشر وغير المباشر، أي غير المتزامن، ويُستخدم كلا النوعين لتعليم طالب واحد، أو مجموعة صغيرة من الطلبة أو شعبة كاملة، والتعلم المتزامن الذي ينقسم فيه الطلبة من الصف الواحد إلى مجموعتين، إحداهما داخل الصف والأخرى «عن بعد»، ويُستخدم في حال لم تتوافر الطاقة الاستيعابية لجميع الطلبة داخل المدرسة. 3 محاور ولفت دليل تصميم اليوم الدراسي الصادر عن المؤسسة، إلى ثلاثة محاور لتطبيق «التعلم الواقعي». الأول هو أسلوب «الصف المقلوب» للحلقتين الثانية والثالثة، والذي يُنفذ من خلال استراتيجية صفية تعتمد على دراسة الطالب للمفاهيم والنظريات في المنزل، وإجراء التطبيقات العملية للدرس في المدرسة. ويتطلب ذلك اطلاع الطالب على الدرس المسجل والموارد التعليمية في المنصات التعليمية المتاحة، في وقته الخاص بنمط التعلم الذاتي في المنزل، ومن ثم يمارس أنشطة الدرس العملية في المدرسة مع المعلم بنمط التعلم الواقعي. وتُستخدم هذه الاستراتيجية وفقاً للدليل للمواد العلمية والتطبيقية التي تتطلب ممارسة في الأنشطة الجماعية والفردية، ومنها دروس المختبرات. والمحور الثاني هو المهام التعليمية الموجهة لجميع الحلقات، والتي تتم من خلال استراتيجية صفية تركز على دراسة المفاهيم والنظريات في الصف، ثم يؤدي الطالب التدريبات والمهارات والمهمات المصاحبة لها في المدرسة أو المنزل. وتُستخدم هذه الاستراتيجية غالباً لدعم أنشطة المواد الأساسية لتعميق فهم المادة العلمية قبل الانتقال إلى التطبيق. وتوزع ضمن الجدول المدرسي اليومي، وتساعد على دعم مهارات التعلّم والتأكد من تحقق فهم نواتجه، ومن ذلك دروس الإنشاء في مواد اللغات والمسائل الحسابية والنظريات. والمحور الثالث هو التعلم الذاتي في المدرسة لجميع الحلقات أيضاً، فإنه يتم تضمينه في الحصص المجدولة، ويطبق من خلال عمل الطالب على الأنشطة التعليمية منفرداً أو في مجموعات، بإشراف وتوجيه المعلم مع إعطاء التغذية الراجعة، بحيث يتم استثمار المنصات التعليمية والمرافق المدرسية ضمن خطة الدعم الأكاديمي للطلبة الذين يحتاجون للدعم الأكاديمي المكثف، وكذلك يطبق من خلال رعاية المعلمين لمجموعات صغيرة من الطلبة لتمكينهم من المهارات الأساسية للمرحلة الدراسية، ويمكن استثمار الحصص في الأنشطة الإثرائية من النوادي العلمية والأنشطة المختلفة. البريد الإلكتروني وجهت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي بتفعيل حسابات البريد الإلكتروني الجديدة للمعلمين والخاصة بـ«تعليم»، لافتة إلى أنهم لن يتمكنوا من استقبال أو إرسال أي بريد من حساب وزارة التربية والتعليم اعتباراً من الأول من سبتمبر. ولفتت إلى ضرورة إعادة تعيين كلمات المرور خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي، وتفعيل حسابات الطلبة في الأسبوع الثاني. ولن يتم إلغاء الحسابات الوزارية للمعلمين، لأنه سيتم استخدامها في 4 مجالات هي الدخول إلى أجهزتهم المحمولة، واستخدام منصات التدريب والاختبارات والمعلم المساعد. أما حسابات «تعليم» فسيتم استخدامها على جميع منصات التعلّم الذكي وتيمز والمنهل. وسيكتفي الطلبة باستخدام حسابات «تعليم» على جميع المنصات وفق المراحل الدراسية. 3 أنواع للتعلم «عن بُعد» أما التعلم عن بعد، فيشمل ثلاثة أنواع هي التعلم الإلكتروني المباشر، وحصة المعلم الخبير، والتعلم الذاتي بالمهام الموجهة، والتعلم المتزامن لمجموعتين. ويلتقي في«التعلم الإلكتروني» الطالب والمعلم فقط عبر وسيلة التواصل الإلكتروني، ويطبق هذا النوع في الحالات الطارئة فحسب، عند تعذر وجود الطلبة في المدرسة، ويمكن تطبيقه على الحلقات كافة حسب ظروف المدرسة والطلبة. أما حصة المعلم الخبير أو «الماستر كلاس» فهي نوع من التعلم عن بعد، ويطبق بنظام المحاضرة لمجموعة كبيرة من الطلبة. ويعرض المعلم المفاهيم والمعارف الأساسية للدروس، ثم يعود الطلبة لمجموعاتهم الأساسية مع معلميهم لاستكمال التعلم بالأنواع الأخرى، ويمكن أن يستخدم هذا النوع من التعلّم لسد الشواغر والحالات الطارئة، وللاستفادة من خبرات المعلمين المتميزين في المدرسة، ويطبق لصفوف الحلقة الثالثة فقط. وبالنسبة لـ«التعلم الذاتي بالمهام الموجهة»، فإن الطالب يعمل منفرداً فيه على المادة التعليمية جزئياً أو بشكل كامل، ويتابع المعلم أنشطة الطالب وأعماله، ويقيّمها. ويستخدم الطالب في هذا النوع من التعلم المنصات التعليمية، ويُمكن أن تكون حصص هذا النوع من التعلم مجدولة ضمن الجدول الأسبوعي للطالب والمعلم. والمحور الثالث هو «التعلم المتزامن لمجموعتين»، الذي يجمع بين التعلم «الواقعي» و«الافتراضي»، فإنه يطبق وفق خطة كل مرحلة دراسية، وتوظف فيه المختبرات الواقعية لمجموعة الطلبة في التعليم الواقعي، وتوظف المختبرات الافتراضية لمجموعة الطلبة في التعلم عن بعد، عبر بوابة التعلم الذكي، مع التأكيد على ضرورة أن يضمن المعلم تحقيق توازن الفرص التعليمية لدى جميع الطلبة. ويتطلب هذا النوع من التعلم لضمان نجاح المعلم في إدارة المجموعتين في وقت واحد، أن تتوافر التجهيزات التقنية المناسبة في جميع القاعات الصفية، ويكون البث المباشر للدرس عبر برنامج «تيمز» من القاعة الصفية من خلال جهاز المعلم، وربطه بالسبورة الذكية، وغيره من الأدوات التقنية الداعمة.
مشاركة :