عادت أزمة حلايب بين السودان ومصر للسطح من جديد، بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية في مصر، وأعلن الرئيس عمر البشير في شدة أنها سودانية، قائلاً إن بلاده لن تتنازل عنها، معبراً عن أمله في التوصل إلى حل ودي مع القاهرة حولها. وطلب البشير من السعودية التوسط للتوصل لتسوية بين البلدين لإنهاء النزاع القائم حول مثلث حلايب الحدودي، وكشف عن دور للرياض في إنهاء أزمة المعدنين السودانيين الذين احتجزوا بمصر. وجدد البشير في تصريحات أمس الأربعاء، التأكيد على أن السودان متمسك بشكواه التي قدمها لمجلس الأمن قبل سنوات بشأن أحقيته في حلايب، ويجددها سنوياً تأكيداً لحقه التاريخي في المنطقة. وقال البشير إن قناعتنا كاملة بأن حلايب أرض سودانية، مشدداً على أن السودان لم يفكر يوماً في التنازل عن حقوقه التاريخية فيها، لكننا حريصون على التوصل إلى حل سلمي، وأضاف لسنا حريصين على التصعيد السياسي وليس من خياراتنا التصعيد العسكري. على صعيد آخر، تسلمت الحكومة السودانية دعوة من الوساطة الإفريقية لاستئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بأديس أبابا. وقال أمين حسن عمر القيادي في حزب المؤتمر الوطني إن جولة المفاوضات ستنحصر في قضايا المنطقتين ولا علاقة لها بالحوار الوطني. إلى ذلك رحبت الولايات المتحدة بإعلان الجبهة الثورية السودانية وقف القتال الدائر في دارفور وولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق مدة ستة أشهر. ودعا المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي الخرطوم إلى البناء على الالتزام المعلن، وإعلان وقف الأعمال العدائية في ذات المناطق وللفترة الزمنية ذاتها. وحملت الحركات الدارفورية، الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، مسؤولية الأزمة حول رئاسة الجبهة الثورية، واتهمتها بالتسويف والاحتيال للتمسك بمنصب الرئيس، وكشفت أن الحركة رفضت حلاً وسطاً تقدمت به لجنة من المجلس القيادي. في جانب آخر، قال غازي صلاح الدين العتباني، رئيس حركة الإصلاح الآن، في ندوة نظمها حزبه بضاحية شمبات: إن الحوار الوطني خيار استراتيجي، ودعا إلى عدم تبديد الفُرص السياسية للوصول إلى حلول جذرية لمشاكل البلاد، وحذر من مغبة الحديث عن ضرورة اقتلاع النظام من جذوره. في جهة أخرى بدأت في الخرطوم أمس اجتماعات لجنة المنافذ الحدودية السودانية - المصرية المشتركة في دورتها السادسة والتي تستهدف متابعة وتقييم سير العمل بمنفذ أشكيت - قسطل الحدودي، وما تم إنجازه بمنفذ أرجين غرب النيل، وتحديد موعد الافتتاح التجريبي له.
مشاركة :