توصل باحثون إلى أن الأطفال الخدج يشعرون بألم أقل أثناء الإجراءات الطبية عندما تتحدث أمهاتهم معهم. وغالباً ما يضطر الأطفال الذين يولدون مبكراً جداً لقضاء بعض الوقت في وحدات العناية المركزة المخصصة لحديثي الولادة، وقد يحتاجون إلى العديد من الإجراءات السريرية المؤلمة. يمكن أن يعني الموقف أيضاً انفصالاً مطولاً عن الوالدين، وفقاً لصحيفة «الغارديان». ويقول الباحثون الآن إنهم وجدوا أن صوت الأم يبدو أنه يقلل من الألم الذي يعاني منه الطفل أثناء الإجراءات الطبية. وأوضحت الدكتورة مانويلا فيليبا، من جامعة جنيف والمؤلفة الأولى للدراسة، إن البحث قد لا يساعد الوالدين فقط، من خلال تسليط الضوء على أنه يمكنهم أن يلعبوا دوراً مهماً أثناء وجود طفلهم في العناية المركزة، ولكنه يفيد الأطفال أيضاً. وتابعت: «نحاول إيجاد طرق غير دوائية لتقليل الألم عند هؤلاء الأطفال»، مضيفة أن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الاتصال الأبوي مع الأطفال المبتسرين قد يكون مهماً لعدد من الأسباب، بما في ذلك التعلق. وقالت فيليبا إن الفريق ركز على الصوت لأنه لم يكن من الممكن دائماً للوالدين حمل أطفالهم في العناية المركزة، بينما قد يكون الصوت أداة قوية لمشاركة المشاعر. وتمت دراسة أصوات الأمهات على وجه الخصوص لأن الأطفال قد يسمعونها بالفعل في الرحم. لكن فيليبا أشارت إلى أن هذا لا يعني أن صوت الأب لن يصبح مألوفاً مع مرور الوقت. وتابعت: «نحن أيضاً نجري دراسات حول الاتصالات الصوتية للآباء». وكشفت نتائج الدراسة أن مستويات الألم التي يُعتقد أن الأطفال يعانون منها انخفضت، في المتوسط، من 4.5 إلى 3 على مقياس من 21 نقطة عندما تحدثت الأمهات معهم. علاوة على ذلك، وجد الفريق أن حديث الأمهات كان مرتبطاً بارتفاع كبير في مستويات هرمون الأوكسيتوسين في عينات اللعاب المأخوذة من الأطفال. وقالت فيليبا: «من المعروف أن الأوكسيتوسين يشارك في عمليات التعلق وبالشعور بعاطفة الأم...كما قد يكون وقائياً من آثار الألم».
مشاركة :