من أهم وسائل نشر الوعي بالإضافة إلى البرامج الإعلامية العمل على إصدار كتب دورية ذات أهداف إعلامية، ذلك ان الكتاب الاعلامي يظهر الكثير من الحقائق في المجتمع وفي تاريخ الوطن، وهذه حقيقة ذات مفهوم فكري وفلسفة إعلامية.. وهذا ما يمكن المؤلف او يقربه من تناول قضايا ذات صلة بالمدن أو القرى مع مراعاة الاعتبارات والتقاليد العربية والاسلامية التي تشكل أساس الروابط والعلاقات خليجيا وإقليميا وعربيا. وهنا يظهر دور الجهات المسؤولة في دعم تلك التوجهات انطلاقا من مسؤولية إعلامنا في تقديم كل التسهيلات الممكنة فيما يتعلق بالإعلام مباشرة باعتباره الجهة المعنية بمتابعة ما يتم إصداره من مطبوعات وكتب، ويمكن دعم الإصدارات التي تخدم مسيرة الوطن. فالإعلام اليوم يعبر عن صورة الوطن، ونحن هنا في البحرين لدينا صرح إعلامي نفخر به ونعتز بدوره في التنمية الاعلامية، ومن المهم ان يواصل دوره بمنهج علمي وفني متميز.. فعلى سبيل المثال هناك عدة قنوات فضائية يمكن الاستفادة منها بصورة أكبر، لتصبح وسائل الاعلام نورا يتلألأ في سماء البحرين ثقافة وعلما والاخذ بكل ما يخدم الاجيال في الحاضر وفي المستقبل. ان أي مشروع اعلامي هادف يحتاج الى توفير دعم مالي يساعد على أن يكون ذا إعداد جيد ومدروس، وربما نحتاج في المستقبل الى إنشاء معهد اعلامي متخصص يعمل على تطوير العمل الإعلامي ليشمل كل الأقسام والتخصصات وأن يزود بأحدث الاجهزة العلمية ذات الصلة بالإعلام. إن ما يهم بلادنا هو أن خيرها يجب أن يعم جميع القطاعات اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، وهذا لا يتأتى الا بالعزيمة المؤكدة وتكوين كوادر وطنية من أبناء الوطن المخلصين، ذلك أن بناء الاجيال وخلق الكفاءات هو العمل البناء لخدمة الوطن والمواطن معا.. من هنا نستطيع أن نؤكد أن بناء الانسان وتنميته من أهم أهداف الدولة.. ولا شك أن دور التلفزيون مهم في إبراز هذه الإنجازات، وهو ما يضطلع به قيادات هذا الصرح الإعلامي الكبير في مقدمتهم وزير شؤون الاعلام الاستاذ علي بن محمد الرميحي، وهذا ما يتفق وتاريخنا الاعلامي، فلا يخفى على احد ان وطننا البحرين كان أول من بدأ البث التلفزيوني الملون وكذلك القنوات الفضائية والارسال على مدار الساعة في هذه المنطقة، وهذا الحدث يظل حاضرا في أذهان الكثير من المشاهدين. إن الاعلام هو مرآة الأمم فهو الذي يوثق حاضرها ويعكس ماضيها بما ينير طريق الوعي لكل الأجيال ويعزز انتماءهم إلى الوطن. كذلك ان للإعلام دورا في وجدان الشعوب.. وهنا لا بد أن يكون اهتمامنا بالتراث من فن وتاريخ غنائي في أولويات البرامج الاعلامية والاهتمام بالكفاءات من ابناء الوطن ولا سيما المخضرمين في شؤون الاعلام والابداع، فهم من أهم الطاقات المطلوبة في المشهد الإعلامي بما يملكونه من ثقافة وفكر، وهم ثروة من المهم استثمارها.. وهذا من أهم أهداف المشروع الاصلاحي لجلالة الملك والذي حظى بشعبية كبيرة داخل المجتمع البحريني، وكان من نتائج ذلك ان أي تقدم نراه اليوم هو من ثمار ذلك المشروع الإصلاحي. حفظ الله البحرين قيادة وشعبا وأرضا.
مشاركة :