أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف أن علاقة دول المجلس مع جمهورية العراق تأتي ضمن الثوابت الرامية لبناء شراكة إستراتيجية وثيقة في المجالات كافة انطلاقاً من علاقات راسخة مرتكزة على الجوار الجغرافي والدين واللغة تعززها وشائج القربى والتاريخ المشترك، وتدفعها الأهداف المشتركة لبناء المستقبل وتعزيز التنمية والسلم الجماعي. وبيّن في كلمته أمام مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة اليوم (السبت) أن المؤتمر يأتي في وقت دقيق من تاريخ المنطقة وهي تسعى لاستعادة السلام والأمن والاستقرار، وتعزيز البناء والتنمية، بما يلبي تطلعات شعوبها بالرخاء والازدهار، بعد مدة عصيبة واجهت فيها دول المنطقة -كبقية دول العالم- تحديات كبيرة وغير مسبوقة تمثلت في جائحة كورونا والركود الاقتصادي، إضافة إلى المواجهة المستمرة مع الإرهاب والسعي لتجفيف منابعه، حيث شكلت تلك التحديات جملة من المتغيرات التي فرضت نفسها على قائمة أولويات الدول جماعات وفرادى للتمكن من التصدي لها بفاعلية وشمولية. وقال: "إن كانت دول مجلس التعاون قد تعاملت مع تلك المتغيرات بمسؤولية، فإنها في الوقت نفسه قد حافظت على جملة من الثوابت وأولتها الاهتمام الكامل والعناية اللازمة، وتأتي علاقة دول مجلس التعاون مع جمهورية العراق من ضمن تلك الثوابت التي نسعى من خلالها لبناء شراكة إستراتيجية وثيقة في جميع المجالات، انطلاقاً مما يربط دول مجلس التعاون والعراق من علاقات راسخة مرتكزة على الجوار الجغرافي والدين واللغة وتعززها وشائج القربى والتاريخ المشترك، وتدفعها الأهداف المشتركة لبناء المستقبل وتعزيز التنمية والسلم الجماعي، فانطلاقاً من تلك الثوابت وجّه قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- في الدورة (38) للمجلس الأعلى التي عُقدت في دولة الكويت في 5 ديسمبر 2017م بالتحضير لحوار إستراتيجي شامل لتطوير علاقات مجلس التعاون مع جمهورية العراق في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية وغيرها، كما وجّهوا -حفظهم الله ورعاهم- في الدورة (39) للمجلس الأعلى التي عُقدت في الرياض في 9 ديسمبر 2018م بإعطاء أولوية خاصة لهذا الحوار الإستراتيجي كاستجابة لمتطلبات المستقبل وتعزيزا للعمل المشترك. وأَضاف: «وفي قمة السلطان قابوس والشيخ صباح التي عُقدت في مدينة العُلا بالمملكة العربية السعودية في 5 يناير 2021م وجّه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- بتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون وجمهورية العراق، وبناءً عليه عُقدت عدة اجتماعات في مقر الأمانة العامة في الرياض وفي بغداد لتحديد ملامح هذه الشراكة الإستراتيجية، وتم التوقيع في 24 أبريل 2019 على مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لمجلس التعاون وجمهورية العراق، كما تم الاتفاق على خطة العمل المشتركة للمدة 2019-2024 في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية وغيرها». وأوضح الحجرف أنه تم تأسيس لجنة مشتركة من كبار المسؤولين لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في خطة العمل، كما عُقدت اجتماعات لفريق التعاون الثقافي وفريق المختصين في المواصفات والمقاييس، إضافة إلى الاتفاق على ربط شبكة الكهرباء في جنوب العراق بشبكة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون، وتم حشد الموارد اللازمة لذلك، وأصبح المشروع على وشك التنفيذ بعد استكمال النواحي الفنية ومراجعة الاتفاقية بشكلها النهائي. وتطرق إلى التحضير والإعداد لمؤتمر الاستثمار والأعمال الخليجي - العراقي بالتنسيق مع اتحاد الغرف التجارية الخليجية الذي كان من المقرر إقامته في دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر سبتمبر 2021، إلا أن اتحاد الغرف التجارية طلب تأجيله إلى الربع الأول من العام القادم 2022 م. وقال: «خلال المدة 12-14 فبراير 2018 عُقد في دولة الكويت المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق، وأعلن فيه عن تعهدات بلغت نحو (30) مليار دولار، منها خمسة مليارات قدمتها دول مجلس التعاون، ونؤكد في هذا المقام على ضرورة إحياء ومتابعه مخرجات مؤتمر الكويت وتنفيذ التعهدات التي قدمها المجتمع الدولي في ذلك المؤتمر، لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب وتعزيز البنية التحتية والقطاعات الرئيسة للاقتصاد العراقي». وأشار إلى أهم القضايا التي تشغل عالمنا اليوم وهي ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تفرض مواصلة العمل وتبادل وجهات النظر بشأنها من خلال الشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون والعراق، وتعزيز التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة العابرة للحدود والتصدي لفكرها المتطرف، انطلاقاً من مواقفنا المشتركة في نبذ جميع أشكال الإرهاب وصوره، وأيّاً كان مصدره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله، والتأكيد على أن التسامح والتعايش من أهم المبادئ والقيم التي تُبنى عليها العلاقات بين الدول والشعوب. وأكد الحجرف أن ما تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي من جهود لتعزيز التعاون وإرساء قواعد الشراكة الإستراتيجية مع العراق في جميع المجالات لهو تعبير عن الثوابت والقناعة الراسخة بأن هذه الشراكة ستعود بالخير والمنفعة على دولنا ومنطقتنا والعالمين العربي والإسلامي، وهو تأكيد على مواقف دول مجلس التعاون الثابتة بشأن العراق وأهمية الحفاظ على سلامة ووحدة أراضيه وسيادته الكاملة وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية، ومساندته في مواجهة التحديات التي تعترضه، وتعزيز سيادة الدولة وإنفاذ القانون على كامل ترابه الوطني، ودعم العملية الدستورية، وتعزيز جهود العراق في تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية والرخاء لشعبه الشقيق.< Previous PageNext Page >
مشاركة :