فيما يناقش عبد الله عبد الله وعديد الوجوه السياسية مع طالبان مستقبل الحكومة الأفغانية تحت حكم طالبان، يقول أمر الله صالح إنه لن يقبل بالاتفاق الذي تفرضه طالبان. ومع ذلك يقول أمر الله وأحمد إنهما يرحبان بحل سياسي وبالحوار مع طالبان. وتقول طالبان التي اجتاحت البلاد، إن مشكلة بانشير التي لجأ إليها صالح ورفاقه تعد مشكلة صغيرة، وهي متأكدة بنسبة 80 في المائة من أنه لن تكون هناك حرب. وتأمل طالبان أن تسيطر على بانشير، المنطقة الوحيدة التي لم يستطع الجيش الأحمر السوفياتي ولا طالبان أن تحتلها عندما أمسكت الحركة بالسلطة في أفغانستان من 1996 حتى 2001. من الصعب التواصل والوصول إلى مرتفعات وادي بانشير، ورغم ذلك عثرت يورونيوز على أمر الله صالح، الذي وافق على الحديث إلينا في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها بلاده. قال لنا إن لديه من الوقت ما يكفي للإجابة على أربعة أسئلة فقط، ولكنه استطاع أن يجيب على السؤال الخامس. مقاومة وادي بانشير ضد طالبان مغامرة غير مؤكدة النتائج أحمد مسعود على خطى والده في مقاومة طالبان ولا يستبعد فتح حوار مع الحركة يورونيوز: كان بإمكانك كنائب رئيس للجمهورية أن تغادر أفغانستان مثل الرئيس أشرف غني ولكنك بقيت، لماذا؟ أمر الله صالح: "كانت هناك أسباب عدة، ولكن السبب الأهم هو أنني جندي لأحمد شاه مسعود، ولا يوجد في قاموسه شيء يسمى الهروب والمنفى، وترك البلاد في ظروف سيئة، وصعوبات وقلق. نحمل على عاتقنا حملا ثقيلا كحراس لإرث أحمد شاه. وإذا هربت ربما أكون على قيد الحياة جسديا، ولكنني سأموت حالما أصل إلى أي مكان من العالم، إننا مدينون لأرض أفغانستان، إنها لحظة صعبة ولكننا نشعر فيها بالفخر والكرامة. يورونيوز: قلت قبل سقوط كابل بيومين إنك متأكد من أن طالبان ستهزم، ولكنها الآن بصدد تشكيل الحكومة. هل أخطأ الجميع بمن فيهم أنت من خلال إطلاق سراح أكثر من 5 آلاف سجين من طالبان، رغم ما تتمتع به أنت من خلفية في مجال المخابرات والأمن، وتفاؤلكم بشأن محادثات الدوحة في قطر بخصوص بناء افغانستان غير المثمرة؟ أمر الله صالح: لست إنسانا معصوما من الخطإ، ولكنني في ذلك الموقع كنائب رئيس لا يمكنني الاعتراض على ذلك القرار. وللأسف فقد طلب منا الأمريكيون بطريقة مغلوطة جدا وغير دبلوماسية إطلاق سراح هؤلاء السجناء، مهددين بقطع المساعدات الاقتصادية والعسكرية لأفغانستان. وقد أوضحنا من جانبنا أنه إذا أطلقنا سراح هؤلاء فإنهم سوف يعودون لقتالنا. لقد اعتمدت الولايات المتحدة كثيرا على قواها الدبلوماسية والتفاوضية، وكان يوجد للأسف في محور هذه المفاوضات وجه لا مبدأ له هو السيد خليل زاد، أنا اعتقد أنه أحد مقترفي هذا العار. يورونيوز: تقول طالبان للعالم وللغرب بأنها سوف تحترم حقوق الإنسان للمواطنين الأفغان والنساء الأفغانيات، وإنها لن تحتكر السلطة. فهل من الممكن إرساء الديمقراطية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحت حكم طالبان في أفغانستان؟ هل سيكون حكمهم لأفغانستان قصير المدى أم طويل المدى؟ أمر الله صالح: ليس لدينا ما يثبت إذا كانت طالبان تغيرت أم لا. باعتبار الخلفية المخابراتية التي لدي نعلم أنه قبل يومين أو ثلاثة أن طالبان تريد إنهاء كارثة المطار بسلسلة تفجيرات. لقد روجوا للعالم أن تنظيم داعش يريد القيام بتفجيرات، واليوم هم وراء تلك التفجيرات. هناك مسألتان تجعلان صورة طالبان إيجابية بنظر الأفغان: الاولى هي كيفية انتخاب رئيس الحكومة، والثانية هي على أي أساس يقوم القانون الذي سيحكم به طالبان؟ قانون طالبان هو إمارة إسلامية، وهو أمر مرفوض بالنسبة للشعب الأفغاني، فانتخاب مجموعة لزعيم غير مقبول. يستحيل لحكم طالبان أن يستمر طويلا في أفغانتسان. يورونيوز: تقول طالبان إنها تحاصر بانشير حيث توجد أنت الآن، وإنها متأكدة بنسبة 80 في المائة بأنه لن تكون هناك حرب. هل أن هذا الادعاء صحيح، وهل أنك مستعد لمواجهة طالبان، وتنقذ بنجير دون مساعدة خارجية إذا أضحت الحرب حتمية؟ أمر الله صالح: المبدأ الأهم هو إرادة الشعب، وأقتبس ما قاله قائدي الشهيد (أحمد شاه مسعود) الذي قال إنه "ما من سلاح يمكنه كسر إرادة شعب إذا نهض"، وأنا أؤمن بمقولته الخالدة. إن بلدان المنطقة لا تريد أن تكون أفغانستان مستعمرة باكستانية. الكل يعلم أن طالبان مجموعة تعمل بالوكالة وتأخذ تعليماتها من باكستان، ووزير الخارجية الباكستاني يلعب دور المتحدث باسم الشؤون الخارجية لطالبان هذه الأيام. في الآن نفسه، لا تؤمن طالبان بالتعددية وبالتركيبة القومية الأفغانية. إنها تعتقد في تحويل أفغانستان إلى طالبستان. وأمام طالبان فرصة لإظهار إيمانها بالحل السياسي. يورونيوز: إلى أي مدى تأمل في مساعدة من الاتحاد الأوروبي، وما الذي تنتظره منه ومن بلد مثل فرنسا التي دعمت أحمد شاه مسعود؟ أمر الله صالح: إن العالم مدين للشعب الأفغاني وخاصة للمقاومة الشعبية الأفغانية أخلاقيا وسياسيا وماليا. فاليوم من وجهة نظر جيوسياسية نحن منحصرون في وادي بانشير، ولكنه ينقل رسالة إنسانية من الشعب الأفغاني إلى العالم بأسره فحواها: أن الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان ينبغي أن تكون في صلب حكم القانون، وأن الشعب ينبغي أن يسمع صوته بهدف تحديد رئيس الدولة. ينبغي ان يسمح للمرأة بالذهاب إلى المدارس والتمتع بالخدمات الصحية والطبية. ينبغي أن تكون هناك حرية للتعبير وألا يخنق الشعب بسبب النقد. ولأجل هذه القيم ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية ويدعم مقاومة الشعب الأفغاني سياسيا وأخلاقيا. ندعو جميع منظمات الإغاثة الإنسانية أن تنظر إلى وادي بنجير، باعتباره يمثل جميع المضطهدين في افغانستان ويرسلوا إليهم المساعدات. دعني أذكرك أن بانشير ليست وحدها في جبهة المقاومة، إذ هناك وادي أندرب التي قاومت ببسالة استبداد طالبان في الأيام الأخيرة، وهناك مناطق أخرى من كابيسا وبروان ونورستان وتاخار. إن تقدم طالبان ليس عميقا وثابتا، وإذا لم تتنازل طالبان سياسيا، فإن الأمر لن يستغرق وقتا طويلا كي تواجه أزمة عسكرية عميقة. إن طالبان تواجه حاليا أزمة تتعلق بالشرعية، فهي لا تتمتع بالشرعية الداخلية والخارجية، كل ما لديها هو العنف".
مشاركة :