بعد أكثر من 90 يوما مما يسمى بالتحقيق، أصدر مجتمع الاستخبارات الأمريكي يوم الجمعة ملخصا لروايته الخيالية حول تتبع أصول كوفيد-19. وبدون أي دليل جديد مقنع، لا تزال الرواية الخيالية توجه أصابع الاتهام إلى الصين، ما يكشف عن طبيعتها المتمثلة في كونها تلاعبا سياسيا. إن تتبع الأصول ليس بالمهمة السهلة. فلا بد يُترك للعلماء الوقت الكافي لكشف الحقيقة من خلال إجراء بحوث دقيقة، ومع اتباع نهج علمي وموقف صارم. ورغم إدراك واشنطن بوضوح لهذا المبدأ، إلا أنها استندت المهمة إلى تلك الوكالات الاستخباراتية سيئة السمعة المعروفة منذ فترة طويلة بالكذب والغش والسرقة، والنتيجة بلا شك تقرير ملفق. تحاول واشنطن منذ فترة طويلة تسييس تتبع الأصول. وقد توصل تقرير البعثة المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية الذي صدر في مارس/ آذار إلى نتيجة واضحة، لكن واشنطن حاولت النيل بشدة من سمعة التقرير. ولكي تضاعف من جهودها لتشويه سمعة الصين، أمرت واشنطن فيما بعد مجتمع الاستخبارات الأمريكي بإكمال المهمة السياسية في غضون ثلاثة أشهر. بالنسبة للبيت الأبيض، لا يتعلق تتبع الأصول مطلقا بالعلم أو الحقائق، بل يتعلق باختلاق الأدلة المطلوبة للوصول إلى نتيجة مرغوبة. في الواقع، إن المخطط الخبيث الذي تتبعته الولايات المتحدة لتسييس الأصول لا يمكن أن يخدع الكثيرين حول العالم. فلدى إشارته إلى أن أمريكا منزعجة بشدة من صعود الصين وترغب في كبح تطورها بكل الوسائل الممكنة، كتب بنيامين بوغوسيان، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية السياسية والاقتصادية في أرمينيا، في مقال رأي نُشر في أواخر يوليو/ تموز بصحيفة ((صوت أرمينيا)) يقول إن حملة التضليل التي تشنها الولايات المتحدة ضد الصين، والتي تستخدم كوفيد-19 من منطلق مصالح جيوسياسة، تعيق الجهود العالمية المشتركة لمكافحة الجائحة. إن أي محاولة شريرة لتشويه سمعة الصين دون أخذ الحقائق بعين الاعتبار محكوم عليها بالفشل. وإن الرواية الهزلية القبيحة التي عرضتها واشنطن حول تعقب الأصول لم تحقق شيئا سوى تسليط الضوء على سوء سمعة أمريكا وسلوكها اللامسؤول.
مشاركة :