أكدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي، أن القيادة الرشيدة والمجتمع الإماراتي يمتلكون مستويات عالية من الطموح لدور المرأة في الخمسين عاماً المقبلة. وقالت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد - في حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يوافق 28 أغسطس من كل عام، إن تجربة تمكين المرأة في الإمارات تجربة رائدة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. وفيما يلي نص الحوار. تحتفل الإمارات في 28 أغسطس من كل عام بيوم المرأة الإماراتية وتحتفل به هذا العام تحت شعار «المرأة طموح وإشراقة للخمسين».. كيف تقيمين إنجازات المرأة الإماراتية خلال مسيرة نصف قرن.. وما رؤيتكم لدور المرأة خلال الخمسين المقبلة؟ منذ زمن بعيد وبعمق وجود الإنسان على أرض الإمارات كان للمرأة دورها الكبير في بناء المجتمع، ومع التطور والاستقرار والتحول إلى حياة المجتمعات المستدامة وبناء المدن أصبح للمرأة الإماراتية دور أكبر، بعد أن عانت قديماً من التهميش على الرغم من دورها التاريخي ومساهماتها في النهضة الحضارية للمجتمع الإماراتي في الماضي، ولكن هذا لا يخفي دورها الذي تناقلته السير عن تاريخ المرأة الإماراتية، ومنذ قيام الاتحاد قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بدعم وتشجيع حضور المرأة ودورها الفاعل، وأدركت ذلك سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، فأخذت برؤية الشيخ زايد وساهمت بقوة في نهوض المرأة وشكلت هذه الرؤية نقطة تحول كبيرة في حياة المرأة الإماراتية. وقد استطاعت المرأة الإماراتية من خلال دورها في بناء حضارة الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية، وأتثبت أن رهان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، كان رهاناً فائزاً إذ أبهرت المرأة الإماراتية العالم بسرعة اندماجها في الحداثة واستيعابها لضرورات العصر الحديث، وما زالت القيادة الرشيدة والمجتمع الإماراتي والمرأة يمتلكون مستويات عالية من الطموح لدور المرأة في الخمسين عاماً القادمة في عطائها المجتمعي والعلمي والمعرفي والإنساني، فطموح المرأة الإماراتية طموح عنوانه الثقة في الذات ومحبة الوطن والولاء للقيادة. علاقة تكاملية لا سلطوية قدمت دولة الإمارات نموذجاً استثنائياً على مستوى العالم في تمكين المرأة الإماراتية في مختلف المجالات.. من وجهة نظركم كيف ترين العوامل التي أسهمت في جعل المرأة الإماراتية تصل إلى هذه المكانة المرموقة إقليمياً وعالمياً؟ ساهمت الكثير من العوامل في ذلك، فمنها عوامل ترتبط بالمرأة ذاتها وعوامل ترتبط بالعالم المحيط والتناغم فيما بينهما، ومن أهم هذه العوامل التي ساهمت بشكل كبير في نجاح المرأة إيمان القيادة بالمرأة واتساع أفقها للخروج بالمرأة من الدور الضيق إلى الدور الأوسع الذي يشمل كل قطاعات الحياة، وكذلك إيمان القيادة أن العلاقة ما بين الرجل والمرأة هي علاقة تكاملية وليست تراتبية سلطوية، وكان هذا الإيمان هو قاعدة الانطلاق التي منها وصلت المرأة الإماراتية إلى التميز، وعامل آخر مهم وهو توفر الحاضنة المجتمعية لاحتواء التغير في نظرة المجتمعات للمرأة ودورها وتشاركها رحلة الحياة، ووفر إيمان المجتمع بذلك أجواء ساعدت المرأة كثيراً على التخلص من ضغوط من الممكن أن تمثل عقبة في طريق تميزها، وإن كنت أرى أن ما زال هناك بعض العوائق المجتمعية التي تواجه المرأة ولكنها مع الوقت تنخفض حدة أثرها في مسيرة المرأة الإماراتية. ومن أهم العوامل أيضاً هو قدرة المرأة ذاتها على استيعاب كل الفرص التي أتيحت لها والإيمان بذاتها وقدراتها، فحققت النجاح في كل مجال فتح أبوابه لها.. فقدمت المرأة الإماراتية نموذجاً ملهماً للعالم، فهي الأم والموظفة وسيدة الأعمال والقيادة الحكومية والسفيرة والسياسية والوزيرة والمثقفة والمبدعة وغيرها من المجالات. ملف تمكين المرأة يحظى بدعم ورعاية كبيرة من القيادة الرشيدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات».. كيف أسهم هذا الدعم اللامحدود بنجاح تجربة الإمارات في تمكين المرأة؟ تجربة تمكين المرأة في الإمارات تجربة رائدة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وملهمة للكثير، فمنذ انطلاقة التمكين بإطلاق الاتحاد النسائي عام 1975 ووصولاً إلى إطلاق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك استراتيجية تمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومروراً بالعديد من القوانين والمبادرات كتشكيل مجلس التوازن بين الجنسين وقرار تخصيص نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي للمرأة وغيرها من المبادرات الوطنية التي جعلت الإمارات تحتل مركزاً متقدماً عالمياً وتتصدر الدول العربية في مؤشرات المساواة بين الجنسين، كل ذلك ما كان ليتحقق من دون اليقين الراسخ لدى قيادتنا الرشيدة بأهمية دور المرأة في دعم بناء الدولة والوطن ثم بذكاء المرأة الإماراتية حين تمسكت بالفرصة وأثبتت نجاحها وتفوقها وعززت مكانتها العلمية والمعرفية والإنسانية حتى وصلت إلى كونها تمثل 47% من القوى العاملة وتصل إلى 66% من العاملين في القطاع الحكومي وتساهم في إجمالي الناتج القومي بحوالي 50 مليار درهم طبقاً لإحصائية وزارة المالية. التوازن بين الجنسين يكفل الدستور الإماراتي كافة الحقوق للمرأة الإماراتية.. كيف تقيمين جهود الدولة في تحقيق التوازن بين الجنسين؟ الدستور الإماراتي كفل للمرأة جميع حقوقها من خلال إقراره بمبدأ المساواة بين الجنسين وأقر بحق المرأة في التعليم والعمل، كما أن قانون مكافحة التميز والكراهية في الإمارات حظر أي تميز قائم على الجنس، وكما ذكرت سابقاً في السؤال السابق، أن الدولة من خلال الدستور والقوانين والمبادرات نجحت في تحقيق معدل كبير من التوازن، فتحتل الإمارات المركز 18 عالمياً والأولى عربياً في تحقيق التوازن بين الجنسين، وهذا إنجاز كبير خاصة بعد إطلاق مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، وبالتأكيد ما زالت هناك خطوات أخرى تصعد بنا إلى الترتيب الأول عالمياً في مستوى التوازن بين الجنسين ليكون طموحنا دائماً هو الريادة. كيف تقيمين نجاح المرأة الإماراتية برلمانياً؟ وكيف أسهم قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في جعل نصف المقاعد البرلمانية من العنصر النسائي؟ أولاً لابد أن نفهم التمكين على محمله الحقيقي، فمن وجهة نظري أن تمكين المرأة هو إعادة لمسار دورها الحقيقي في منظومة الحياة المجتمعية بكافة أقسامها، والمرأة من خلال متابعتي لدورها في العمل البرلماني كانت رائدة وعلى الموعد، فلا نغفل أن رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الدورة السابقة كانت امرأة، في سابقة أولى على مستوى المنطقة، لكن لابد أن نتوقف عند حجم مشاركة المرأة البرلمانية قبل قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بتخصيص نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي للمرأة، فقد كانت مشاركة المرأة قبله فعلياً لا تعبر عن حقيقة وقوة المرأة في المجتمع، وكانت الكثير من السيدات تخشى خوض التجربة الانتخابية لاعتبارات مختلفة ولكن جاء القرار لدعمها. ما هي رسالتكم إلى الأجيال الجديدة من بنات الإمارات، خاصة مع بداية انطلاق خمسين عاماً جديدة مليئة بالطموح والعزيمة والعطاء؟ الإيمان بالذات والإيمان بالوطن والولاء للقيادة والإيمان بالإنسانية، تلك الدعائم الأربع التي يجب أن نبني عليها انطلاقتنا نحو المزيد من النجاح والتطور والتماسك المجتمعي، فإيمانك بذاتك والثقة في قدراتك والسعي نحو التطور الذاتي من خلال العلم والمعرفة والتثقيف والقراءة ورفع درجة الوعي، مع اليقين بقيمة الوطن والأرض والإنسان إلى جانب الولاء لقيادتنا التي وضعت سعادة المواطن الإماراتي هدفاً لكل استراتيجياتها، ثم الإيمان بأننا جزء من حضارة إنسانية نحترم كل اختلافاتها الثقافية ونؤمن بقيمة التعايش والتسامح، كل هذا يجعل بنيتنا الإنسانية قوية ويشكل شخصية طموحة قادرة على العطاء والتميز والنجاح. كيف يعكس شعار الاحتفال بيوم المرأة 2021 طموح الإمارات وإيمانها بدور المرأة خلال الخمسين المقبلة؟ شعار المرأة طموح وإشراقة للخمسين وهو اختصار للحقيقة، فما حققته المرأة الإماراتية من طموح نبني عليه طموحات جديدة للخمسين عاما القادمة ليكون طموح المرأة الإماراتية إشراقة لنجاح الخمسين عاماً المقبلة.
مشاركة :