باحثان يقترحان تقليل الهدر الاقتصادي من معالجة إصابات الرباط الصليبي بعدة إجراءات احترازية

  • 10/22/2015
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

أكد باحثان سعوديان مختصان في الإصابات الرياضية أن غياب البرامج الطبية الوقائية وانخفاض مستوى الوعي بين أوساط الرياضيين ساهما في ارتفاع نسب الإصابات في الملاعب إلى معدلات مخيفة بلغت نحو 50 في المائة. وكشف الباحثان عن 5 مسببات رئيسية لإصابة الرياضيين، مستعرضين في الوقت ذاته إجراءات احترازية وقائية من شأنها خفض معدل الإصابات وتقليل الهدر الاقتصادي جراء معالجة مضاعفات الإصابة، مستندين في الوقت ذاته إلى نتائج دراسات وتجارب دولية، مبرزين عدة توصيات تثقيفية وإرشادية لمعالجة تلك الإصابات الخطرة التي بدأت تتنامى بين أوساط الرياضيين. ولفت الباحثان إلى أن إصابات الرباط الصليبي تعتبر الأشد خطورة، مقدرين حجم الإنفاق لمعالجة تلك الإصابات بملياري دولار سنوياً، مستندين إلى دراسات وأبحاث دولية موثقة علمياً. وشدد الباحثان على ضرورة رفع مستوى الوعي الرياضي من خلال برامج تثقيفية توعوية، والنظر في مسببات الإصابات من خلال أبحاث علمية لمعالجة مضاعفات الإصابات. ووفقاً لباحث الدكتوراه في إصابات الرباط الصليبي وإصابات الملاعب شادي بن عبدالله الشويعر فإن الإصابة بقطع الرباط الصليبي الأمامي لمفصل الركبة، يعتبر من أكثر إصابات الملاعب حدوثاً بين أوساط الرياضيين في العالم، حيث تُمثل ما يُعادل ثلاثين إصابة لكل مائة ألف رياضي بالعالم. وقال الشويعر "بالحديث عن ارتفاع نسبة هذه الإصابة في الملاعب السعودية وبالمقارنة بالملاعب العالمية فقد سجلت ملاعبنا في الموسم الماضي نسبة كبيرة متفوقة على جميع أندية أوروبا للمحترفين من حيث عدد الإصابات ويعتبر هذا المؤشر خطيراً ويحتاج إلى رفع مستوى الوعي لدى الرياضيين بخصوص هذه الإصابة والنظر في مسبباتها". وأضاف "من خلال تقسيم مسببات هذه الإصابة نجد أن 30% من نسبة هذه الإصابات تحصل نتيجة الاحتكاك المباشر مع لاعب آخر أثناء ممارسة الرياضة و70% من باقي الإصابات تندرج تحتها عدة مسببات من أهمها: سوء أرضية الملعب، عدم ارتداء الحذاء المناسب لأرضية الملعب، عدم التهيئة اللياقية والبدنية المناسبة للاعب وقلة وعي اللاعب بطرق تفادي الإصابة". وقال الشويعر: إن هذه الإصابة تعتبر من أشد الإصابات تأثيراً على اللاعبين وذلك بسبب طول فترة العلاج والبعد عن الملاعب، موضحاً "تتراوح فترة العلاج في المجمل ما بين 4 إلى 8 أسابيع كفترة تأهيل ما قبل الخضوع للعملية ومن 20 إلى 30 أسبوعاً كفترة التأهيل ما بعد العملية، حتى يتمكن اللاعب من العودة والمشاركة ومزاولة الرياضة بشكل تدريجي وطبيعي". واستند الشويعر إلى دراسات أجريت في هذا الشأن، مشيراً إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية أُجريت عدة دراسات بخصوص تزايد نسبة هذه الإصابة بين الرياضيين وقد أظهرت هذه الدراسات أنه خلال عام واحد تم إجراء ما يُقارب 175 ألف عملية للرباط الصليبي حيث بلغت تكلفة هذه العمليات أكثر من 2 بليون دولار أمريكي ويعتبر هذا العدد مرتفعاً جداً بالمقارنة بباقي الإصابات الرياضية. وكشف عن أبحاث ودراسات لتسليط الضوء على أسباب ارتفاع هذه الإصابة وطرق التقليل منها عن طريق رفع مستوى الوعي لدى الرياضيين وتطوير بعض البرامج الوقائية للاعبين بما يتناسب مع نوع الرياضة والتركيب البدني للاعب، مضيفاً "لعل من أبرز هذه الدراسات التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى الرياضيين وتقليل نسبة الإصابة تلك الدراسة التي أجرتها منظمة سانتا مونيكا لجراحة العظام والبحوث الرياضية في ولاية كاليفورنيا والتي أجريت في عام 2005 على 5703 رياضيين تم تقسيمهم الى مجموعتين حيث تم تطبيق برنامج رياضي وقائي يشمل تمارين مختلفة تهدف إلى تهيئة الرياضيين وإعدادهم بدنياً لتقليل نسبة هذه الإصابة وبالتالي تقليل تكلفة العلاج المرتفعة وقد أثبتت هذه الدراسة نجاحها حيث انخفضت نسبة الإصابات في المجموعة الأولى بمعدل إصابتين لمن طبقوا البرنامج و32 إصابة للمجموعة الثانية لمن لم يطبقوا هذا البرنامج في الموسم الأول من أصل العدد الكلي للمشاركين في هذه الدراسة". إلى ذلك أكد باحث الدكتوراه في إصابات الملاعب بجامعة سالفورد مساعد الزهراني غياب البرامج الطبية الوقائية الحديثة المستخدمة عالمياً. وقال الزهراني "لازلنا نعاني من ارتفاع نسبة الإصابات الرياضية إلى الضعف أو أكثر مقارنة مع المعدلات الدولية"، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه عالمياً يعتمد على توظيف محللين طبيين لتوقع إصابة اللاعبين قبل حدوثها، موضحاً "وذلك من خلال برامج تقنية تتعقب حركة اللاعب في الملعب أثناء المباراة أو التدريب"، مفصلاً "يمكن تحليل هذه البيانات لبناء قاعدة بيانات لنشاط لاعبي الفريق وبالتالي إعطاء التوصيات للجهاز الفني بوجوب منح اللاعب أو الفريق فترة راحة معينة أو تجنب تمارين معينة أو حتى اقتراح برنامج نقاهة للاعبين لتجنب الإصابة". وزاد "كما تعتمد عدد من الأندية العالمية كذلك على التحليل الطبي البيوميكانيكي لدراسة حالة كل لاعب على حدة، وذلك عن طريق أداء بعض الاختبارات الجسدية وتسجيلها عبر كاميرات ثلاثية أو ثنائية الأبعاد والتي يتم تحليلها فيما بعد لتوقع نسبة الإصابة لكل لاعب خصوصاً فيما يتعلق بالإصابات التي تحرم اللاعب المشاركة لفترات طويلة مثل الرباط الأمامي المتصالب، ويمكن من خلال هذه النتائج تقديم برنامج تمارين رياضية خاصة لكل لاعب حسب الحاجة لتخفيف نسبة الإصابة، وتقوم كل هذه الاختبارات الجسدية والمراقبة الطبية من قبل مختصين بالعلاج الطبيعي والطب الرياضي مدعومة بأبحاث طبية عديدة أجريت مؤخراً لتطوير هذا المجال وتقليل الهدر المالي والفني للاعبين والذي يكلف الأندية مئات الملايين سنوياً".

مشاركة :