لأول مرة في تاريخ ألمانيا، تجمع مناظرة تلفزيونية بين مرشحي ثلاثة أحزاب رئيسية لمنصب المستشارية، وسط تقارب شديد بينها وفق استطلاعات الرأي، لكن المهمة الأصعب ستقع على عاتق مرشح المحافظين آرمين لاشيت. مرشحو الأحزاب للانتخابات العامة (من اليمين إلى اليسار): آرمين لاشيت مرشح المحافظين، أنالينا بيربوك مرشحة الخضر وأولاف شولتس عن الحزب الاشتراكي. ينتظر الألمان مساء الأحد (29 أغسطس/ آب 2021)، أول مناظرة تجمع ثلاثة مرشحين عن الأحزاب الرئيسية لمنصب المستشارية في الانتخابات العامة المقبلة. والمناظرة الثلاثية مقررة اعتبارا من الساعة الثامنة مساء وعشر دقائق حسب التوقيت المحلي (18,10 ت غ)، على قناتي "آر تي إل" و"إن-تي في" الخاصتين. المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، خاصة بالنسبة لمرشح حزب المحافظين آرمين لاشيت الذي تراجعت شعبيته في الأشهر الأخيرة بشكل واضح. الوضع ذاته وإن بحجم أقل تعاني منه مرشحة الخضر أنالينا بيربوك. أما المرشح الثالث فهو في وضع أكثر أريحية، ويتعلق الأمر بأولاف شولتس مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي "فاجأ الجميع حتى أعضاء حزبه" بحملة انتخابية ناجحة كما أشارت إلى ذلك الصحافة المحلية. تأتي المناظرة في وقت تتنبأ فيه استطلاعات للرأي بنتائج شديدة التقارب بين الحزبين الشعبيين، التحالف المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي، وقبل يومين أشارت آخر الاستطلاعات إلى نسبة 22 بالمائة لكل منهما، يليهما حزب الخضر بنحو 20 بالمائة. لكن استبيانا جديدا لنوايا الناخبين أعدّ من قبل وكالة "إنسا" لصالح صحيفة "بيلد أم زونتاغ" وأُعلنت نتائجه صباح الأحد (29 اغسطس آب 2021 ) ، منح الاشتراكي حتى 24 بالمائة، أي بزيادة 2 بالمائة من عدد الأصوات، مقابل 21 بالمائة للتحالف المسيحي الذي خسر نقطة مأوية. ومن المنتظر أن تشهد فترة ما بعد الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في أيلول/ سبتمبر المقبل، مشاورات ائتلافية في غاية التعقيد في ظل وجود مزيج من ثلاثة أحزاب، إلى جانب الحزب الليبرالي الحر الذي قد يحسم وجه الائتلاف القادم، في ظل استبعاد جميع الأحزاب الديمقراطية إلى غاية الآن لإمكانية التحالف مع الحزب الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا". وندّدت مجلة دير شبيغل يوم أمس السبت بـ"المستوى المؤسف للحملة" في مواجهة "التهديد الهائل" المتمثل في ظاهرة الاحترار المناخي التي تُعزى إليها جزئيّاً الفيضانات المميتة في تموز/يوليو في غرب ألمانيا. حالها في ذلك حال باقي الصحف الألمانية العريقة التي انتقدت بقوة كون أن الحملة الانتخابية ركزت بشكل كبير "على الأشخاص" أكثر من البرامج والقضايا. في المقابل، أجمع المحللون أن المناظرة الثلاثية التي من المنتظر أن يتابعها الملايين من الألمان، من شأنها التأثير بقوة على "المزاج الانتخابي"، علما أن الاقتراع عبر البريد قد بدأ بالفعل. ولهذا من المتوقع بعد المناظرة أن يسارع الكثيرون إلى الاقتراع عبر البريد، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة دويسبورغ- إيسن، البروفسور كارل رودولف كورته. توقع ارتفاع نسبة المصوتين عبر البريد وصوّت حوالي ثلث الناخبين الألمان تقريبًا في انتخابات عام 2017 عن طريق الرسائل البريدية. ويتوقع هذا العام أن ترتفع النسبة بسبب جائحة كورونا. وأظهر استطلاع حديث أن نسبة الناخبين عبر البريد في ألمانيا ستزيد بشكل كبير خلال انتخابات 26 أيلول/ سبتمبر المقبل مقارنة بالانتخابات قبل أربعة أعوام. وكان 28,6 بالمائة من الناخبين في الانتخابات البرلمانية السابقة في عام 2017 قد أدلوا بأصواتهم عبر البريد، فيما كانت تبلغ النسبة في الانتخابات التي تسبقها 24,3 في المائة. بينما أظهر الاستطلاع أيضا أن التصويت عبر البريد أكثر تفضيلا في غرب ألمانيا مقارنة بشرقها، وأن النساء يفضلن هذه الوسيلة أكثر من الرجال. أما اليوم الأحد، فقد جاء في استطلاع أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن نحو 38 في المائة ممن شملهم الاستطلاع ذكروا أنهم لا يعتزمون الذهاب إلى مراكز الاقتراع ولكنهم سيدلون بأصواتهم عبر البريد. وذكر 39 بالمائة تقريبا ممن شملهم الاستطلاع أنهم يعتزمون الذهاب بأنفسهم لمراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات، فيما ذكر 22 بالمائة ممن شاركوا في الاستطلاع أنهم لم يحسموا أمرهم بعد. و.ب/ م.س (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :