حلقة نقاشية تناولت واقع توثيق الإحياء الحسيني ومعوقاته بمركز التوعية بالمنامة

  • 10/22/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهد مركز التوعية الحسيني في العاصمة المنامة، حلقة نقاشية تناولت واقع حركة توثيق مراسم الإحياء الحسيني في البحرين وأبرز التحديات المعوقة له، واستعرض المشاركون في الحلقة أبرز التجارب والمحاولات التوثيقية في أكثر من منطقة من مناطق البحرين خلال العقد الأخير. وشارك في الحوارية التي أدارها الباحث الإعلامي وسام السبع، الباحث التاريخي محمد حميد السلمان والباحث عباس المرشد والمدون توفيق الرياش والباحث علي السلاطنة والكاتب سلمان السالم والكاتب محمد عبدالحكيم والناشط الاجتماعي صادق السماهيجي وكوكبة من المهتمين بالتاريخ والتراث البحريني. وحفلت الحلقة بطرح العديد من الأفكار والتجارب الناجحة في مجال توثيق الحراك الحسيني في مواسم عاشوراء وأبرز التحديات التي واجهتها. وقال السلمان: «إن مجال التعامل مع الحقائق التاريخية مسألة تحتاج إلى تثبت وإحاطة واسعة، والأهم من كل ذلك تحتاج إلى وثائق، ومشكلتنا في البحرين نتسرع في إصدار الأحكام التي تكون في مجملها مبنية على الروايات الشفهية والتأويلات الذاتية، ومما يفاقم من حدّة هذه المشكلة ندرة الوثائق وقلة الجهود التي بذلتها الأجيال السابقة في مجال التدوين التاريخي، وهذا ما يجعل من البحث التاريخي في البحرين يعاني من الشح في الوثائق التاريخية المحلية التي يستند إليها». واستعرض السلمان تجربته الشخصية في مجال العمل على موسوعة المآتم في البحرين، مؤكداً ضرورة العمل بروح الفريق الواحد ضمن لجان عمل جماعية. واستعرض عباس المرشد تجربة توثيقية خاضها مع مجموعة من الشباب والمهتمين بتوثيق فعاليات عاشوراء البحرين في العام 2004 تكللت بصدور كتاب توثيقي شامل صدر في العام نفسه ضم غالبية أوجه الحراك الحسيني. وذكر أن المشروع كان طموحاً وكان يستهدف إيجاد قاعدة بيانات من الممكن أن تشكل مادة بحثية مستقبلية تمكن الباحثين من قياس مدى التطور الكمي والكيفي في الخطاب العاشورائي، لكن المشروع مني بالتعثر بسبب نقص الإمكانيات وإحجام المؤسسات عن تبني مثل هذه المشاريع». وقد أبدى المدون توفيق الرياش تفاؤله بمستقبل التدوين التاريخي في البحرين، مؤكداً أن وسائل التواصل الاجتماعي لها مردود ايجابي في الوقت ذاته سلبي؛ لأنها تقدم معلومات مختصرة تغنيهم عن القراءات الجادة، وايجابية، لأنها تخلق لديهم اهتماماً بهذه القضايا. لكنه أكد أن العبرة في كيفية توظيف هذه الوسائل الحديثة في خدمة القضية الحسينية والتسويق لقيم الإسلام من خلال المدونات. واستعرض بعض التجارب التي خاضها مع بعض شباب المنامة في مجال التدوين، معتبراً نفسه مهتماًّ بالتاريخ وليس باحثاً، مؤكداً ضرورة تقديم المادة التاريخية بأسلوب سلس يتناسب مع ذائقة شباب العصر الحالي دون أن نتخلى عن العمق». أما سلمان السالم فقد أوضح أن «الجهود التي تبذل في كل عام في مواسم العطاء في عاشوراء جهود كبيرة لكن تواضع تجارب التوثيق كانت راجعة في السنوات الماضية إلى العامل الأمني والمحذورات الاجتماعية التي كانت ترتبط بتصوير أو الكتابة عن أي نشاط إسلامي، لكن هذا الهاجس زاح إلى حد بعيد عقب فبراير/ شباط 2001». وتطرقت الحوارية إلى هموم العمل التوثيقي وتناولت معوقاته التي من أبرزها قيامه على الجهد الفردي وغياب الدعم الكفيل استمرارية مثل هذه المشاريع الهادفة، وعدم تبني الجمعيات الثقافية والاجتماعية للباحثين والمهتمين، وعدم وجود مراكز متخصصة في حفظ الوثائق واتاحتها للباحثين والمهتمين لأغراض الدراسة والبحث التاريخي. وخلصت الحوارية إلى مجموعة من التوصيات تمثلت في ضرورة الإسراع على نشر المحفوظات الشخصية من صور وأشرطة تسجيل ووثائق ورقمنتها لتأسيس أرشيف الكتروني في كل منطقة وقرية ومدينة.

مشاركة :