عواصم (وكالات) قام الرئيس السوري بشار الأسد الليلة قبل الماضية بزيارة «خلسة»، إلى موسكو في أول رحلة له إلى الخارج منذ اندلاع النزاع الدامي في مارس 2011، فيما لم يعلن الكرملين عن هذه الزيارة إلا صباح الأربعاء ببثه صور اجتماع له مع الرئيس فلاديمير بوتي. ولدى إعلان الكرملين عن الزيارة، سارع الرئيس بوتين لإجراء محاثات هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبحث معهم الأزمة السورية، كما اطلعهم على تفاصيل زيارة الأسد إلى موسكو، فيما شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند على رفضه «لأي عمل يعزز موقع الرئيس السوري»، قائلاً «إنه المشكلة ولا يمكن أن يكون الحل». وهذه أول زيارة يقوم بها الأسد للخارج منذ تفجرت الأزمة السورية منتصف مارس 2011، ولم تعلن السلطات الروسية عنها حتى صباح الأربعاء، وبث صور لاجتماع بوتين والأسد في مقر الكرملين كما نشر نص مكتوب لتصريحاتهما، فيما لم يذكر ما إن كان الأسد لا يزال في موسكو أم عاد إلى بلاده، لكن متحدثاً باسم الرئاسة السورية قال أمس، إن «الأسد عاد إلى دمشق بعد زيارته المفاجئة إلى موسكو الثلاثاء». وقال بوتين، إنه يأمل أن توفر التطورات على الجبهة العسكرية في سوريا، قاعدة لحل سياسي طويل الأمد تشارك فيه كل القوى السياسية والجماعات العرقية والدينية، وهو ما يعزز أمل الغرب في أن تستخدم موسكو نفوذها المتزايد في دمشق لإقناع الأسد بفتح حوار مع معارضيه. وأشاد بوتين بالشعب السوري لوقوفه أمام «المتشددين بنفسه تقريباً»، قائلاً، إن الجيش النظامي انتزع نجاحات ميدانية كبيرة في الفترة الأخيرة. أعرب الأسد لبوتين، وفقاً لتصريحات مكتوبة من قبل الكرملين، عن بالغ امتنانه لزعامة روسيا الاتحادية بأسرها للمساعدة التي تقدمها لسوريا. وقال «نشكر مشاركتكم الأخيرة، وإعلانكم عن جبهة من أجل مكافحة الإرهاب». وأضاف «لولا التحركات والقرارات الروسية لابتلع الإرهاب الآخذ في الانتشار بالمنطقة منطقة أكبر بكثير»، وتابع الأسد الذي لم تبد عليه أي علامات تنم عن قلق، بقوله «روسيا تعمل وفق القانون الدولي» ممتدحاً توجه موسكو السياسي في الأزمة السورية. وأضاف «أؤكد كما تأكدتم أنتم، بأن هدف هذه العملية التي تقومون بها، والتي نقوم بها نحن في سوريا، هو ضرب الإرهاب أولاً، لأنه خطر على الشعوب، وثانياً، لأنه هو العقبة في وجه أي خطوات سياسية حقيقية ممكن أن تحصل على الأرض». وأردف بقوله «حل الأزمة هو حل سياسي في نهاية المطاف»، مضيفاً «بكل تأكيد يجب أن يكون الهدف السياسي الذي يجب أن يقرره الشعب السوري ومستقبل سوريا بالشكل الذي يراه هو هدفنا جميعاً». من ناحيته، قال بوتين «روسيا شعرت بضرورة التدخل في سوريا، لأن خطر المتشددين الذين يقاتلون قوات الأسد، هناك يمثل خطراً على أمن روسيا». وأضاف «للأسف هناك في الأرض السورية نحو 4000 شخص من الاتحاد السوفييتي السابق على أدنى تقدير، يحاربون القوات الحكومية، ويحملون أسلحة في أيديهم.. نحن بطبيعة الحال، لا يمكن أن ندعهم يعودون إلى الأراضي الروسي،ة بعد أن حصلوا على خبرة في ميدان القتال، وتلقوا توجيها عقائدياً». كما ذكر بوتين أيضاً خلال الاجتماع، أن روسيا مستعدة للمساعدة في إيجاد حل سياسي في سوريا وستعمل عن كثب مع قوى عالمية أخرى ترغب في التوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية». وأضاف وفقا للنسخة المكتوبة «نحن مستعدون للمساهمة ليس فقط في مسار العمليات العسكرية في التصدي للإرهاب، ولكن أيضاً في العملية السياسية.. وسيكون هذا بالتأكيد من خلال التواصل عن كثب مع قوى عالمية أخرى ومع دول في المنطقة يهمها التوصل لحل سياسي للصراع». ... المزيد
مشاركة :