يبدو أن الدورة الـ37 من مهرجان القاهرة السينمائي سوف تشهد زخما فنيا يستعيد أمجاد المهرجان الذي فقد بريقه بسبب الأحداث السياسية التي عصفت بمصر والمنطقة العربية. فقد أعلنت، مساء الثلاثاء، إدارة مهرجان القاهرة السينمائي برئاسة الناقدة ماجدة واصف، والمدير الفني للمهرجان د.يوسف شريف رزق الله، عن تفاصيل فعاليات الدورة الجديدة التي تحمل على شعارها صورة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والتي ستشهد تكريما لعدد كبير من نجوم السينما المصرية الذين رحلوا مؤخرا، وعلى رأسهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه، والنجم العالمي عمر الشريف، والنجم الراحل نور الشريف؛ فضلا عن منح جائزة تكريمية باسم «فاتن حمامة» للنجمة الإيطالية كلوديا كاردينالي، والفنان حسين فهمي، وتكريم الفنانة المصرية نيللي كريم، والفنانة الهندية فرح خان. ويشهد المهرجان، الذي سينطلق يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، عرض 120 فيلما روائيا طويلا وروائيا قصيرا فضلا عن أفلام التحريك والأفلام التسجيلية، تتوزع ما بين أقسام المهرجان المختلفة، وعلى رأسها المسابقة الدولية التي تضم 16 فيلما، وتضم لجنة تحكيمها المخرجة ليلى مراكشي من المغرب، ومن مصر المخرج مروان حامد والفنانة داليا البحيري، ومن الهند الفنانة رادوكا، ومن فرنسا بل إيجنسي. وقد اعتذر المنتج العالمي بول أويستر في اللحظة الأخيرة عن عدم حضور المهرجان وعضوية لجنة التحكيم. فيما يضم قسم «عروض خاصة» 20 فيلما، وقسم «مهرجان المهرجانات» 45 فيلما، من بينها أفلام حصدت جوائز رفيعة في مهرجانات عالمية كبرى ويعرضها المهرجان خارج المسابقة الدولية، من بينها الفيلم الفرنسي «ديبان»، الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام، والروماني «عفارم» الذي حصد مخرجه رادو جود جائزة الإخراج في مهرجان برلين 2015، والإيطالي «قلوب جائعة»، الذي حصد بطلاه آدم درايفر وألبا روهرواشر جائزتي أحسن ممثل وأحسن ممثلة في مهرجان فينيسيا عام 2014. ويعرض المهرجان 10 أفلام عالمية رُشح بعضها لتمثيل دوله في مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي في سباق أوسكار 2016، مثل: «أوديسا عراقية» ورشحته سويسرا لتمثيلها في مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، والفيلم المكسيكي «600 ميل» إخراج جبريل رسبتين، والفيلم الصربي «منطقة محاصرة» للمخرج جوران رادو فانوفيتش، ومن كوسوفو فيلم «باباي» إخراج فيسار مورينا، والفيلم الفنلندي «المبارز» للمخرج كلاوس هارو، والألماني «في متاهة الأكاذيب» إخراج جوليو ريتشيارللي. وذكر الناقد السينمائي، ومدير المهرجان، يوسف شريف رزق الله، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يتم حتى الآن الاستقرار على فيلم الافتتاح، وقد تلقت لجنة المشاهدة في المهرجان أكثر من 400 فيلم تم انتقاء ما يقرب من 100 فيلم منها للمشاركة في المهرجان، ولأول مرة لم تواجه إدارة المهرجان صعوبة في إيجاد فيلم مصري يشارك في المسابقة الرسمية، ولأول مرة سوف يشارك حتى الآن فيلمان مصريان من إنتاج أحمد السبكي، هما «من ضهر راجل» بطولة آسر ياسين، و«الليلة الكبيرة» بطولة جماعية لـ20 ممثلا مصريا. ومن المحتمل أن ينضم إليهما فيلم «نوارة» لمنة شلبي إذا تم الانتهاء من المونتاج الخاص به. وأكد رزق الله أن «المهرجان يحاول أن يجعل مصر مرة أخرى مركزا لتجارة وصناعة السينما، إلا أن التكاليف المادية دائما ما تشكل عائقا كبيرا. فميزانية المهرجان 6 ملايين جنيه مصري، وتحاول إدارة المهرجان سنويا الحصول على أفلام عالمية تعرض لأول مرة، لكن موزعي الأفلام في أوروبا وأميركا يطلبون مبالغ باهظة، فضلا عن أنهم يبحثون عن سوق للأفلام وعن جوائز مالية ضخمة، وهي أمور يصعب على مهرجان القاهرة تحقيقها في الوقت الحالي»، مشيرا إلى أن الإدارة سعت هذا العام لأن تكون نصف أفلام المهرجان مصحوبة بترجمة للعربية على الرغم من التكلفة الباهظة لذلك، لكي يحقق المهرجان رسالته. بينما صرحت الناقدة السينمائية منى الصبان، الأستاذة بالمعهد العالي للسينما، بأن «المهرجان سوف يشهد إقامة ورشة عمل لإنتاج فيلم وثائقي يشارك فيها 10 سينمائيين مصريين و5 سينمائيين من الدول العربية من الإمارات والجزائر وتونس وسوريا والأردن». ويقام على هامش المهرجان عدد من الفعاليات السينمائية التي تثري برنامجه، ومنها بانوراما للسينما الفلسطينية بمشاركة المخرج الكبير رشيد مشهاوي والفنانة عرين عمري، وبانوراما السينما البولندية، وبرنامج «أسبوع النقاد»، والأسبوع مخصص لعرض الأفلام الأولى والثانية لمخرجيها ويهدف إلى تسليط الأضواء على المواهب الجديدة في السينما، وهو يحاكي فعاليات بالاسم نفسه في مهرجان كان، ويرأس لجنة تحكيمه المخرج الكبير محمد خان. بالإضافة إلى «برنامج مسابقة سينما الغد» في الفترة من 14 إلى 19 نوفمبر، وهي مسابقة للفيلم الروائي القصير. وبرنامج مسابقة «آفاق السينما العربية»، والذي قال مديره الناقد السينمائي سيد فؤاد: «تتنافس 7 أفلام على جوائز المسابقة، وترأس لجنة تحكيمها الفنانة التونسية درة بوشوشة، بعضوية المخرج المغربي محمد إسماعيل، والفنانة المصرية سلوى محمد علي، والأفلام من مصر والبحرين وفلسطين وسوريا واليمن والعراق والمغرب». وأشار إلى أنه سوف يصدر كتاب «آليات الإنتاج في السينما المستقلة بالعالم العربي»، والذي يتناول القضية الأهم التي يعاني منها صناع السينما المستقلة في المنطقة العربية، ألا وهي قضية التمويل. كما يحاول الكتاب مناقشة مصطلح «السينما المستقلة»، ويلقي الضوء على أهم الأعمال التي دشنت لتيار السينما المستقلة في العالم العربي، وصناعها، والميكانيزمات العديدة التي اعتمدوا عليها لتمويل أفلامهم، ومدى تقبل الجمهور لهذه الأفلام، وأيضا المحاولات الواعدة التي يقوم بها صناع الأفلام في الخليج العربي، وكيف شكلت أفلامهم اللبنة الأولى لقيام سينما خليجية صاعدة في دول مثل سلطنة عمان، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين. وسوف تعقد عدة ندوات لمناقشة قضايا السينما المصرية والعربية، من بينها ندوة حول «دور الدولة في صناعة السينما»، يوم 12 نوفمبر، يديرها شريف مندور، للخروج بتوصيات ترتقي بصناعة السينما، والبحث عن عوامل جذب صناع السينما في العالم لمصر والعالم العربي. وندوة تكريمية للفنان العالمي الراحل عمر الشريف الذي خصصت له إدارة المهرجان بانوراما لأفلامه تمثل مسيرته الفنية الكبيرة. كما يصدر المهرجان كتيبات تذكارية احتفالا بمئوية المخرج الراحل صلاح أبو سيف، والسينمائي الراحل كامل التلمساني، تخليدا لإسهاماتهما السينمائية.
مشاركة :