يشكل الزحام المروري أزمة كبرى عند التنقل بين المدن، إذ تستغرق الرحلات لمسافات قصيرة فترة زمنية طويلة بسبب الإجراءات في المطارات على سبيل المثال أو بفعل التكدس المروري في الطرق البرية. ولذلك فكرت الشركة الناشئة في قطاع الطيران "ريجنت" Regent والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها في استغلال المدن البحرية لإجراء رحلات بالطائرات الشراعية بين المدن في دقائق قليلة عبر مشروعها "سيجليدر" seaglider. ومفهوم الطائرات الشراعية ليس جديدًا على الإطلاق، إذ أنتج الاتحاد السوفيتي بعضاً منها بغرض الاستخدام العسكري، كما تعمل الشركات في الولايات المتحدة وسنغافورة على تطويرها في الوقت الحالي بغرض الاستخدام التجاري. ومع ذلك فإن هذا النوع من وسائل النقل يواجه عدداً من المشاكل التي حالت دون تحقيقها انتشارًا واسعًا، مثل حساسيتها لتقلبات الأمواج، إلى جانب حاجتها إلى الماء الهادئ لفترة طويلة لتنفيذ الإقلاع، وضعف قدرتها على الانعطاف. ومع ذلك أكدت "ريجنت" أنها تمكنت من حل هذا الأزمات عن طريق إدخال بعض العناصر الجديدة. وتؤكد الشركة أن طائرتها الشراعية تجمع بين مزايا الزورق الهيدروليكي (يضم أجنحة هوائية مثل التي تستخدم في الطائرات) مع الحفاظ على المزايا الرئيسية للمراكب. وتتميز الزوارق ذات السطح الانسيابي (الزورق الهيدروليكي) بالسرعة إذ يكون الهيكل فوق سطح الماء، إلى جانب توفر أجنحة قابلة للسحب تتيح له تغيير وظيفته بين الطائرة والمركب اعتمادًا على المنطقة التي يمر بها الزورق، إذ عندما يكون في المياه المغلقة مثل الموانئ فإنه سيعمل كالزورق الهيدروليكي لتحقيق المزيد من المناورة، ولكن بمجرد وصوله إلى البحر المفتوح فإنه سيسحب الجناح المعدني ويتحول إلى مركبة تقليدية. كما أن الطائرات الشراعية من المقرر لها أن تكون كهربائية بالكامل، إلى جانب تميزها بأنها لا تخضع للقيود التشغيلية والتنظيمية مثل الطائرات. وأعربت "ريجنت" عن ثقتها في أن الطائرات الشراعية سوف تستفيد من التطورات في تكنولوجيا البطاريات في السنوات المقبلة، والتي من شأنها أن تسمح لها بمضاعفة مداها إلى 500 ميل. وتشير التقديرات إلى أن سعر التذكرة للفرد في كل رحلة قد تتراوح ما بين 50 دولارًا إلى 80 دولارًا في الطائرة الشراعية التي سوف تنقل 12 راكبًا وقد تتراجع تلك التكلفة إلى مستوى يتراوح ما بين 30 دولارًا و40 دولارًا بمجرد دخول طائرة شراعية تستوعب 50 راكبًا الخدمة. وتخطط الشركة لإجراء التجارب على الماء في الربع الأول من عام 2022، مع إطلاق أولى خدماتها التجارية للركاب بحلول 2025.