كابول – الوكالات: تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان (داعش – خراسان) أمس الهجوم الصاروخي على مطار كابول، حيث تسابق القوات الأمريكية الزمن لانجاز انسحابها من أفغانستان وإجلاء حلفاء لها. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جون كيربي أمس للصحفيين «لطالما كانت هذه العملية خطيرة، لكننا الآن في فترة على قدر خاص من الخطورة» مضيفا «التهديد لا يزال حقيقيا وناشطا وفي العديد من الحالات لا يزال محددا». وأضاف «نحن على اتصال مع طالبان للتأكد من عدم حصول أخطاء أو سوء تفاهم»، رافضا الكشف عن موعد الانسحاب الأمريكي الكامل المقرر اليوم. وفي وقت سابق من امس قال «دعش- خراسان» في بيان تداولته حسابات جهادية على تطبيق تلجرام انه استهدف مطار كابول الدولي بستة صواريخ (كاتيوشا)، إن «الإصابات محققة». وجاء الهجوم قبل أقل من 48 ساعة من موعد سحب الولايات المتحدة آخر قواتها من أفغانستان وغداة ضربة جوية شنتها الولايات المتحدة في كابول الأحد. وحدد الرئيس الأمريكي جو بايدن مهلة تنتهي اليوم لسحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان وإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة بدأت ردا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وتسببت سيطرة طالبان مجددا على السلطة بعدما أطاح بها ائتلاف دولي بقيادة الولايات المتحدة العام 2001، قبل 15 يوما بتدفق أعداد كبيرة من الأفغان إلى مطار كابول أملا بأن يستقلوا طائرة في إطار عمليات الإجلاء التي تقودها الولايات المتحدة، خوفا من انتقام الحركة المتشددة. وستنتهي هذه الرحلات الجوية التي سمحت بإجلاء أكثر من 122 ألف شخص عبر مطار كابول، اليوم رسميا مع انسحاب آخر القوات الأميركية. إلا ان الجيش الأميركي يركز راهنا على سحب جنود والدبلوماسيين الأميركيين خصوصا. ويطرح تنظيم الدولة الإسلامية المنافس لحركة طالبان التهديد الأكبر على الانسحاب بعدما نفذ هجوما انتحاريا في محيط المطار الأسبوع الماضي اسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص بينهم 13 عسكريا أمريكيا. وحذر بايدن من أن هجمات أخرى مرجحة جدا فيما أكدت الولايات المتحدة الأحد أنها شنت غارة بطائرة مسيرة في كابول على آلية مفخخة قالت انها تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وتلا ذلك صباح أمس إطلاق صواريخ باتجاه المطار، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه. وأكد البيت الأبيض فجر أمس الهجوم بالصواريخ على المطار لكنه شدد على أن عمليات الإجلاء «متواصلة». وأوضحت الناطقة باسم البيت جين ساكي في بيان «أبلغ الرئيس جو بايدن بأن العمليات تتواصل دونما انقطاع في مطار حميد كرزاي في كابول وجدد تعليماته للمسؤولين لمضاعفة الجهود للقيام بكل ما يلزم لحماية قواتنا على الأرض». والتقط مصور لوكالة فرانس برس الاثنين صورا لسيارة مدمرة مع قاذفة صواريخ لا تزال ظاهرة على المقعد الخلفي. ورجح مسؤول في حركة طالبان في المكان إطلاق خمسة صواريخ لكن الدفاعات الجوية الخاصة بالمطار اعترضتها ودمرتها. ولم تصدر أي تقارير عن وقوع إصابات او أضرار لحقت بالمطار، إلا أن هذا الحادث زاد من القلق الذي يعتري السكان الذين يرزحون تحت صدمة سنوات الحرب الطويلة. وقالت الولايات المتحدة إن الغارة الجوية الأحد على السيارة المفخخة قضت على تهديد جديد من تنظيم الدولة الإسلامية. إلا ان الغارة قد تكون تسببت بمقتل مدنيين.
مشاركة :