استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة في حمد الجامعي: أكد استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك حمد الجامعي الدكتور أندرو رزق الله أن الأشخاص الذين فقدوا حاسة الشم بعد إصابتهم بفيروس « كوفيد-19» يمكنهم استعادتها خلال فترة زمنية تتراوح بين «6 شهور و12 شهرا»، وهو ما أكدته أحدث دراسة فرنسية نشرت نتائجها في مجلة الجمعية الأمريكية للطب (جاما) الشهر الماضي. وقال الدكتور أندرو إن حاسة الشم مرتبطة بالتذوق بنسبة 80%، لذا فإن متعافي فيروس كورونا الذين فقدوا حاسة الشم يمكنهم فقط تذوق الأطعمة المالحة، والحلوة، والحامضة أو حتى المرة ولكن يجدون صعوبة في التمييز بين النكهات، مشيرا الى أن عدم قدرة البعض على استعادة حاسة الشم والتذوق عقب أشهر من تعافيهم من كورونا أثار قلقهم، إلا أن الدراسة الفرنسية بينت أن الإحساس بالشم يعود بالكامل عند حوالي 84% من المصابين بعد أربعة أشهر، بينما عادت حاسة الشم لدى 96% من المتعافين من الفيروس بعد مرور 12 شهرا. وأضاف أن البروتوكول الصحي في حالة الاشتباه في الإصابة بفيروس كوفيد-19 يكون بعمل المسحة الأنفية للكشف عن فيروس كورونا (PCR)، ويعالج الشخص طبقًا للبروتوكولات المحلية، بما في ذلك إرشادات الحجر الصحي، فإذا لاحظ المريض تغيرا أو فقدانا لحاسة الشم بعد التعافي يجب عليه زيارة عيادة الأنف والأذن والحنجرة لفحص الممرات الأنفية للتأكد من عدم وجود التهاب أو تورم، موضحا أن الأطباء ينصحون بإجراء فحص عصبي كامل بما فيها اختبار عصب حاسة الشم الذي يعتمد على استنشاق مجموعات من الروائح القياسية التي تتضمن عينات مختلفة مثل النعناع، والفانيليا، والقهوة، والقرنفل، والتي توضع تحت فتحة أنف المريض، ويُطلب منه خدش واستنشاق عينات شم مختلفة متعددة ومحاولة التعرف عليها. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين تستمر لديهم أعراض ضعف أو فقدان حاسة الشم فأكد الدكتور أندور وجود وسائل علاجية توصف تحت إشراف الطبيب المختص لتنشيط عصب الشم، مثل الكورتيزون في صورة بخاخ أو نقط أنفية بالإضافة إلى المكملات الغذائية مثل فيتامينات A و Bوأوميجا 3، موضحا أنه نظرا إلى إصابة شريحة كبيرة من المرضى بفقدان حاسة الشم إثر تفشي جائحة فيروس كورونا حول العالم، انتشرت برامج تدريب وتأهيل الشم التي تساعد على تنشيط واستعادة حاسة الشم، تتضمن الشم المتكرر لأربعة أشياء لها رائحة مميزة ويسهل التعرف عليها مثل البرتقال والثوم والنعناع والقهوة مرتين في اليوم لمدة 30 ثانية لكل منها لعدة شهور ما يساعد على التعافي بشكل أسرع وكامل. ونصح الدكتور أندرو المرضى أثناء فقدان أو تغيير حاسة الشم بتركيب منبهات الدخان في المنزل، وتوخي الحذر قبل تناول الطعام المخزن أو استخدام الغاز الطبيعي لطهي الطعام أو التسخين، لأنهم سوف يواجهون صعوبة في اكتشاف الدخان وتلف الطعام وتسرب الغاز. وأفاد بأن هذه المشكلة الصحية تجلت بشكل واضح بعد تفشي جائحة كورونا وإصابة أغلب المصابين بالفقدان المفاجئ لحاسة الشم وهو ما صنف على أنه أحد أعراض الإصابة «بكوفيد19»، ليكتشف العلماء بعدها أن السبب هو التهاب سطحي بالأعصاب، وهو عرض صحي يحدث مع الفيروسات الأخرى، موضحا أن أبرز الأسباب الشائعة للفقدان المؤقت أو الدائم لحاسة الشم هو عدوى الجهاز التنفسي العلوي بالفيروسات، وخاصةً نزلات البرد أو نوبات الإنفلونزا، إذ إن الفيروسات هي المسبب الرئيسي لأكثر من 50% من نسبة هؤلاء الذين يفقدون حاسة الشم.
مشاركة :