أظهرت دراسة علمية بجامعة البحرين أن ممارسي الإعلام الرقمي في البحرين يقضون نحو ست ساعات وأقل يومياً في استخدام التطبيقات ضمن متطلبات عملهم عن بعد في أوقات متفرقة. جاء ذلك في أطروحة للطالبة في برنامج ماجستير الإعلام بكلية الآداب بالجامعة أمينة عباس الموالي، التي وسمت بعنوان: «دور تصميم تطبيقات الهواتف الذكية في تطوير الممارسة المهنية لدى ممارسي الإعلام الرقمي». وتعد أطروحة الموالي - التي أشرفت عليها عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام والسياحة والفنون الدكتورة أماني السيد موسى الحلواجي - أول دراسة من نوعها في الإعلام الرقمي في جامعة البحرين، حيث رصدت الباحثة الموالي الطرق والكيفية المستخدمة لتطبيقات الهواتف الذكية من قبل الممارسين للإعلام الرقمي لأداء عملهم عن بعد، كاشفة عن الدوافع والإشباعات المتحققة من ذلك. واستعرضت الدراسة المعوقات التي تواجه ممارسي الإعلام الرقمي، وفي المرحلة الثانية من الأطروحة طوّرت الباحثة نموذجاً تطبيقياً للهواتف الذكية “Digital Zone” اقترحته لممارسي الإعلامي الرقمي، لتطوير الممارسة المهنية في بيئة العمل عن بعد. ووظفت الدراسة منهجيات مختلطة، حيث استخدمت المنهج المسحي في الشق النظري باستخدام أداة الاستبانة، واستخدمت كذلك المنهج القائم على الممارسة للشق العملي وجمع النتائج عبر الاستبانة أيضاً، وسبقت ذلك بدراسة أولية استخدمت فيها أداتي الملاحظة بالمشاركة بالإضافة إلى المقابلة شبه المقننة، وكانت قد استشارت فيها مجموعة من المستشارين في مجال الإعلام الرقمي والتصميم وريادة الأعمال، بالإضافة إلى إجراء مقابلة شبه مقننة مع مستشار قانوني. وناقشت الباحثة - في أطروحتها مؤخراً - لجنة امتحان تكونت من: د. أماني الحلواجي مشرفة، وأستاذ العلاقات العامة المشارك في قسم الإعلام والسياحة والفنون الدكتور أشرف أحمد عبدالمغيث، ممتحناً داخلياً، وأستاذ الإعلام في جامعة أم القيوين بالإمارات العربية المتحدة الدكتور السر سعد، ممتحناً خارجياً. وعرَّفت الباحثة الموالي مهنة الإعلام الرقمي بأنه العمل في مجالات التصميم الجرافيكي، ومونتاج الفيديو وعمل التأثيرات الحركية والتصوير والتسجيل الصوتي وتأثيراته، وكتابة المحتوى الرقمي، وتصميم وإدارة المواقع الإلكترونية، وتطبيقات الهواتف الذكية. واختارت عينة قصدية من ممارسي الإعلام الرقمي المسجلين رسمياً عبر موقع وزارة التجارة البالغ عددهم 242، مشيرة إلى أنها استخدمت عينة قصدية لأنها تريد الوصول إلى ممارسي الإعلام الرقمي الذي ينطبق عليهم التعريف الإجرائي لمصطلح «ممارسي الإعلام الرقمي» الخاص بالبحث. ووجدت الدراسة أن أكثر ممارسي الإعلام الرقمي بدأوا في استخدام تطبيقات الهواتف الذكية في العمل عن بُعد منذ ست سنوات فأكثر، وأنهم يقضون ست ساعات فأقل یومیاً على هذه التطبيقات ضمن متطلبات عملهم عن بعد، ولا يوجد لديهم وقت معين لاستخدامها، بالإضافة إلى أن أكثرهم يستخدمون تطبيقات الهواتف الذكية للتواصل مع العملاء، والعصف الذهني، وتعزيز الإبداع، بالإضافة إلى تعديل وعمل المشاريع، ونشر الأعمال. ودلت النتائج على أن ممارسي الإعلام الرقمي يعون مزايا تطبيقات الهواتف الذكية في العمل عن بعد، وقدرتها على تسهيل عملهم، وهم مقتنعون بجدوى إيجابياتها، بالإضافة إلى أن استخدام تطبيقات الهواتف الذكية للعمل عن بعد يكسب وقتاً أكثر، ويمكن من إنجاز الأعمال في مدة زمنية أقل. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن أغلب المبحوثين أعربوا عن اعتقادهم بأنهم يحققون استفادة مرتفعة جداً من استخدام تطبيقات الهواتف الذكية، مرجعين ذلك إلى فوائد ومميزات الهواتف الذكية مثل صغر حجمها، مما يجعلها سهلة التنقل في كل مكان، وإمكانية الدخول إلى الإنترنت للبحث والتواصل، ونشر الأعمال، والعصف الذهني واستلهام الأفكار، ووجود الكاميرا للتصوير، بالإضافة إلى تطبيقات تحرير النصوص، والتصميم، والتسجيل الصوتي، ومونتاج الفيديو وعمل المؤثرات المرئية. وأوصت الدراسة بتبني الجهات ذات العلاقة فكرة تطبيق الهواتف الذكية Digital Zone المقترح لما يحتويه من مميزات من شأنها أن تطور وتسهل عمل ممارسي الإعلام الرقمي في بيئة العمل عن بعد. واقترحت على الجهات الرسمية إنشاء دليل للعمل عن بعد وبالخصوص في مجال الإعلام الرقمي، وتنظيم ورش ودورات تدريبية عن طرق ممارسة العمل في حقل الإعلام الرقمي.
مشاركة :