بيروت - رغم أزمة الطاقة المتفاقمة، لم يتعطل إنتاج مستحضرات تجميل طبيعية في قرية بلبنان تستخدم بالأساس وسائل بسيطة وأدوات قديمة وتعتمد على الطاقة المتجددة. يقول بدر حسون صانع الصابون ومؤسس القرية البيئية إنه يشعر بفخر مبعثه "الخطط الاحترازية" التي اتخذوها منذ البداية في صنع الصابون ومستحضرات التجميل. فالحطب في القرية هو مصدر النار، والألواح الشمسية مصدر الكهرباء، فيما يُستخرج الغاز من القمامة المحترقة. يقول حسون "عملت قرية بدر حسون البيئية على النظام يا اللي هني.. اشتغلوا عليه جدودي قديم... اليوم مزارع ومصنّع مواد تجميل طبيعية بتتاكل.. طبيعية". يضيف "ها الحالة (الأزمة) هيدي طبعا بدها شي يشبهها.. بدها الطاقة البديلة يا اللي هي بتشبهني كمان، لأنه أنا باعتمد على الحطب، على الشمس، باعتمد على الغاز البديل (اللي) بيطلع من النفايات يا اللي بتطلع عندي لأنه أنا ما يناسبني ولا بيشبهني إني أكب نفايات يمين شمال". ومضى قائلا "تبين بعدين (بعد كل التحضيرات) إنه كل التحضير يا اللي حضرناه، التدوير البيئي، والاكتفاء الذاتي ما كنا نحسب حساب نوصل للظروف هيدي.. بس سبحان الله وصلنا لهيدي الظروف ونحن عم نشتغل بالطاقة البديلة.. الشمس.. غاز بديل.. حطب.. إلى آخره". وبلغت أزمة الوقود المتفاقمة في لبنان حد الخروج عن السيطرة واضطرت المخابز والشركات والمستشفيات إما إلى تقليص ساعات عملها أو الإغلاق التام، فيما تزيد قسوة الحياة على اللبنانيين الذين يتألمون بالفعل من آثار الانهيار المالي. افتتح حسون قريته البيئية في منطقة قضاء الكورة، على بعد عشر دقائق فقط بالسيارة من قلب مدينة طرابلس في الشمال عام 2016. ويخضع إنتاج الصابون العضوي والصابون العضوي السائل لطرق وأساليب تصنيع تقليدية عبر قطع الخشب لإشعال النار وغلي الأعشاب في أوان موضوعة في الهواء الطلق. وتُزرع كثير من المكونات المستخدمة في عملية الإنتاج بمزارع القرية البيئية التي توجد بها أيضا مكاتب الشركة ومختبرها. تقول لبنى مصطفى وهي تضع لمساتها الفنية على المنتجات "كل شي عندنا طبيعي ما فيه شي عندنا بروح هدر. كله متل ما انتو شايفين إعادة تدوير للصابون. كل منستفيد منه بأوضاع مختلفة". من جهته يقول أمير حسون نجل بدر الذي يدير قسم التسويق في القرية البيئية إنه يؤمن بالاقتصاد الأخضر والاستثمار بالشكل الملائم في الأرض بهدف الحفاظ عليها. يضيف "نحن منآمن بالاقتصاد الأخضر والاستثمار بالأرض بطريقة جدا منيحة كرمال ما نؤذي الأرض ولا الحجر ولا الطبيعة". ويوضح "كمزارعين شباب عم نحاول نصنع التغيير من خلال أفكارنا.. من خلال زراعتنا.. من خلال أرضنا". ويقول بدر حسون إن عمله يوفر مصدرا للزرق لعشرات الأسر من الموظفين والمزارعين والعاملين في الديكور والطباعة. ويضيف أن المنتجات تعرف طريقها للتصدير في جميع أنحاء العالم مما يدر "دولارات جديدة" للبلاد ويعزز اقتصاد المدينة.
مشاركة :