بغداد - نفت هيئة "الحشد الشعبي" في العراق، الثلاثاء، مسؤوليتها عن هجمات متكررة تستهدف المصالح والقوات الأميركية في البلاد، مشددة على أنها لا تملك سلطة على بعض "فصائل المقاومة". جاء ذلك في كلمة لرئيس الهيئة، فالح الفياض، خلال مشاركته في ملتقى الرافدين للحوار، بالعاصمة بغداد، لبحث الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، بمشاركة مسؤولين وباحثين. وقال الفياض إن "الحشد الشعبي ملتزم بالاتفاق المبرم بين بغداد وواشنطن" بشأن انسحاب القوات الأميركية من البلاد. واتفقت بغداد وواشنطن على عدم وجود أي قوات قتالية أميركية في العراق، بحلول 31 ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وشدد فياض على أن قوات الحشد لم تستهدف القوات والمصالح الأميركية في العراق. ومنذ فترة، يشن مجهولون هجمات متكررة بالصواريخ وطائرات مسيرة مفخخة وعبوات ناسفة تستهدف السفارة الأميركية في بغداد، وقوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، بقيادة واشنطن، في أرجاء العراق. وتتهم واشنطن فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران بالوقوف وراء الهجمات؛ إذ هددت مرارا باستهداف القوات الأميركية إذا لم تغادر البلاد. وأبدى الفياض استغرابه من تصريحات ومواقف تصف فصائل الحشد بـ"بقوى اللا دولة"، معتبرا أن "الحشد هو من حمى العراق من السقوط إبان حرب (تنظيم) داعش (2014-2017)". ولمحاربة "داعش"، تشكل "الحشد الشعبي" في 2014 من فصائل ومتطوعين شيعة في الغالب، واليوم يعد جزءا من القوات المسلحة العراقية. وتابع الفياض "يجب التفريق بين فصائل الحشد، وفصائل المقاومة التي لا سلطة لنا عليها، في هيئة الحشد". وتنضوي فصائل نافذة مقربة من إيران ضمن "فصائل المقاومة"، مثل "كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، و"حركة النجباء"، وجميعها جزء من "الحشد الشعبي". وقال الفياض إن عدد عناصر "الحشد الشعبي" يبلغ 149 ألفا، منهم 40 ألفا من المناطق الغربية ذات الكثافة السكانية السُنية. وتواجه بعض فصائل الحشد اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق السُنة، إبان الحرب ضد "داعش"، بينها عمليات إعدام ميداني وتعذيب وإخفاء قسري. فيما ينفي قادة الحشد ارتكاب أي انتهاكات ممنهجة. ويرى مراقبون ان تنصل الحشد من بعض فصائله يأتي بعد الضغوط التي تواجهها من قبل حكومة مصطفى الكاظمي إضافة الى دعوات واشنطن بضرورة إيقاف الهجمات التي تطال القواعد والمصالح الأميركية. وتشعر الحكومة بإحراج شديد بسبب استمرار الهجمات الصاروخية التي تطال المصالح الأميركية والغربية في أنحاء العراق.
مشاركة :