الحالة الأفغانية والحاجة إلى مراجعة فكرية

  • 9/1/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

صُدم‭ ‬العالم‭ ‬بتفجير‭ ‬إرهابي‭ ‬تبنته‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ (‬داعش‭) ‬راح‭ ‬ضحيته‭ ‬أبرياء‭ ‬مدنيون‭ ‬وعسكريون‭. ‬يستغرب‭ ‬الإنسان‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الدوافع‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬التفجير‭ ‬الإرهابي؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬القناعات‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬إنسانا‭ ‬يفجر‭ ‬نفسه‭ (‬قتل‭ ‬النفس‭) ‬في‭ ‬أبرياء‭. ‬هل‭ ‬هو‭ ‬اعتقاد‭ ‬ما‭ ‬يجيز‭ ‬له‭ ‬القتل‭ ‬العشوائي‭ ‬ليحقق‭ ‬هدفا‭ ‬سياسيا،‭ ‬أو‭ ‬شخصيا؟‭ ‬أم‭ ‬انحراف‭ ‬مفاهيمي‭ ‬أم‭ ‬شعور‭ ‬بالإحباط‭ ‬واليأس‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية؟‭ ‬أم‭ ‬أنه،‭ ‬وهذه‭ ‬إشكالية‭ ‬كبرى،‭ ‬الادعاء‭ ‬بأنه‭ ‬يخدم‭ ‬الدين‭ ‬بهذا‭ ‬التصرف‭ ‬اللاإنساني‭ ‬والإجرامي‭. ‬وبما‭ ‬أنهم‭ ‬يدعون‭ ‬انتماءهم‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬والعمل‭ ‬باسمه‭ ‬نتساءل‭ ‬كيف‭ ‬وصل‭ ‬هو‭ ‬وأمثاله‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الاعتقاد؟ الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬والانتحارية‭ ‬ليست‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬فقد‭ ‬وُجدت‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬جماعات‭ ‬متطرفة‭ ‬تجيز‭ ‬لنفسها‭ ‬القتل،‭ ‬منها‭ ‬مثلا‭ ‬الجيش‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬اليابان،‭ ‬والتطرف‭ ‬النازي‭ ‬والفاشي‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬وحتى‭ ‬باسم‭ ‬الكنائس‭ ‬المسيحية‭ ‬والعصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬المتطرفة‭. ‬والتاريخ‭ ‬الأمريكي‭ ‬يذكر‭ ‬أعمالا‭ ‬إرهابية‭ ‬منذ‭ ‬1782‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ (‬2700‭ ‬حالة‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬1970‭-‬2017‭) ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الحروب‭ ‬غير‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭. ‬كما‭ ‬تجتاح‭ ‬الغرب‭ ‬اليوم‭ ‬حركات‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة‭. ‬وفي‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬مثل‭ ‬الحشاشين‭ ‬وغيرها‭. ‬حدثت‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬بسبب‭ ‬نزاعات‭ ‬آيديولوجية‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬عنصرية‭ ‬أو‭ ‬لتهجير‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬حركات‭ ‬أصولية‭ ‬متطرفة‭ ‬إجرامية‭. ‬ لكن‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬واقعنا‭ ‬الإسلامي‭ ‬العربي،‭ ‬فهل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تفجيرات‭ ‬واغتيالات‭ ‬هو‭ ‬إفرازات‭ ‬المجتمعات‭ ‬والأنظمة‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية،‭ ‬أم‭ ‬نتيجة‭ ‬الفقر‭ ‬والجهل‭ ‬والتهميش‭ ‬والفساد،‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬إفرازات‭ ‬الحقب‭ ‬الاستعمارية‭ ‬وامتدادها‭ ‬الأمريكي‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬وما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬من‭ ‬مهانة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الاستعمار؟‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬الأسباب‭ ‬والدوافع‭ ‬فعلينا‭ ‬كأمة‭ ‬أن‭ ‬نلتزم‭ ‬بعدم‭ ‬تبرير‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظرف،‭ ‬وأن‭ ‬نتحمل‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة،‭ ‬كوننا‭ ‬متضررين‭ ‬وأكثر‭ ‬المؤثرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفكر،‭ ‬وإبراز‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬الإسلام‭ ‬والإرهاب‭ ‬فكريا‭ ‬وعمليا‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬جذوره‭ ‬واقتلاعها‭ ‬من‭ ‬حاضرنا‭ ‬ومستقبلنا؟‭ ‬فمن‭ ‬هي‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬ستتولى‭ ‬المهمة؟‭ ‬وكيف‭ ‬سنتناولها؟ لا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الإسلامي‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬تنقيح‭ ‬لمعالجة‭ ‬أي‭ ‬سوء‭ ‬فهم‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬السلوك،‭ ‬فقد‭ ‬اثبت‭ ‬مسلمون‭ ‬احترامهم‭ ‬للنفس‭ ‬والأديان‭ ‬الأخرى،‭ ‬فهل‭ ‬تكون‭ ‬الأزمة‭ ‬إذن‭ ‬في‭ ‬نظامنا‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬تفاعل‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬مع‭ ‬مفاهيم‭ ‬آيديولوجية‭ ‬دينية‭ ‬معينة؟‭ ‬فالتاريخ‭ ‬العربي‭ ‬تمت‭ ‬مراجعته،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬وسقوط‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تحت‭ ‬الاستعمار،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لفهم‭ ‬أسباب‭ ‬التطرف‭. ‬نشطت‭ ‬قامات‭ ‬فكرية‭ ‬ودينية‭ ‬وثقافية‭ ‬وسياسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬لكنه‭ ‬توقف‭ ‬ولم‭ ‬يستمر‭ ‬وتراجعت‭ ‬الأمة‭ ‬فكريا‭ ‬بسبب‭ ‬الصراعات‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬وظهور‭ ‬الدكتاتوريات‭ ‬العسكرية‭ ‬والحركات‭ ‬الإسلامية‭ ‬السياسية‭ ‬والأصوليات‭ ‬اليمينية‭ ‬الدينية‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬اسهمت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬وتراجع‭ ‬النقد‭ ‬وحرية‭ ‬الكلمة،‭ ‬ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬بحث‭ ‬أسباب‭ ‬التخلف‭ ‬العلمي‭ ‬والفقر‭ ‬والجهل‭. ‬حاولت‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬فهم‭ ‬تقدم‭ ‬الغرب‭ ‬وعَزَتْه‭ ‬بعض‭ ‬الأدبيات‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسباب؛‭ ‬أولها‭ ‬العلم‭ ‬وثانيا‭ ‬تنظيم‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ديمقراطية‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وثالثا‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬والرفاه‭ ‬المادي‭. ‬ تقول‭ ‬الأدبيات‭ ‬إن‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬انقسمت‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواقف‭: ‬أولا‭ ‬التقوقع‭ ‬والمحافظة‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬المجتمع،‭ ‬ورضا‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬وانتشار‭ ‬منطق‭ ‬التآمر؛‭ ‬ثانيا‭ ‬الإصلاح‭ ‬والسلفية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬التخلف‭ ‬واقتنعوا‭ ‬بأن‭ ‬الغرب‭ ‬تقدم‭ ‬بسبب‭ ‬تمسكه‭ ‬بقيم‭ ‬ومقتضيات‭ ‬الإسلام‭ ‬وابتعاد‭ ‬المسلمين‭ ‬عنها،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬منابع‭ ‬الدين‭ (‬السلف‭ ‬الصالح‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يجرؤ‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المسلمات‭ ‬التي‭ ‬أفرزتها‭ ‬ظروف‭ ‬المسلمين‭ ‬وصراعاتهم،‭ ‬واعتقدت‭ ‬أنها‭ ‬تستطيع‭ ‬الإصلاح‭ ‬بمجرد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭. ‬الموقف‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬الانبهار‭ ‬بالغرب‭ ‬والارتماء‭ ‬في‭ ‬أحضانه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬والتنكر‭ ‬للمقومات‭ ‬الذاتية‭ ‬وتمسك‭ ‬بعضهم‭ ‬بالتدين‭ ‬الشكلي‭. ‬ الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬في‭ ‬نظرهم‭ ‬فشل‭ ‬البلدان‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية‭ ‬في‭ ‬مجاراة‭ ‬الانتقال‭ ‬البنيوي‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الصناعية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬عقلنة‭ ‬السلوك‭ ‬والتفكير‭ ‬المنطقي‭ ‬العلمي‭ ‬ونظام‭ ‬المجتمع‭ ‬المتحرك‭. ‬استمر‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬يحاولون‭ ‬اللحاق‭ ‬بالغرب‭ ‬المتقدم‭ ‬مما‭ ‬ولد‭ ‬شعورا‭ ‬بالكراهية‭ ‬والإحباط‭ ‬واليأس‭. ‬فهل‭ ‬الإرهاب‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬والإحباط‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬انتقام‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬تقدمهم؟‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬منتجات‭ ‬الحداثة‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬وبين‭ ‬الشروط‭ ‬الموضوعية‭ ‬التي‭ ‬أنتجتها‭ ‬من‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬هيكل‭ ‬المجتمع‭ ‬القديم‭ ‬من‭ ‬هيمنة‭ ‬الإقطاع‭ ‬والكنيسة،‭ ‬وحل‭ ‬محله‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬والمساواة‭ ‬أمام‭ ‬القانون‭. ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬تبني‭ ‬ما‭ ‬تمليه‭ ‬قواعد‭ ‬المجتمع‭ ‬الجديد‭ ‬وقيمة‭ ‬الفرد‭ ‬فيه‭ ‬وكفاءته‭ ‬العقلية؛‭ ‬السبب‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬مواكبة‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬للتغيرات‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الحداثة‭ ‬معتبرين‭ ‬أنها‭ ‬قيم‭ ‬غربية‭ ‬لا‭ ‬تناسب‭ ‬خصوصيتنا‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭.‬ هكذا‭ ‬استمر‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬حلول‭ ‬الماضي‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الحفظ‭ ‬وسلطته‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬كاف‭ ‬للحس‭ ‬النقدي‭ ‬والتفكير‭ ‬الحر‭ ‬والمغامرة‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬المجهول‭ ‬علميا‭ ‬وتجريبيا‭. ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬أن‭ ‬تسود‭ ‬العقلية‭ ‬الإقصائية‭ ‬الأحادية،‭ ‬ورفض‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتعددية،‭ ‬وما‭ ‬ينتجه‭ ‬من‭ ‬تطرف‭ ‬وعنف‭. ‬قد‭ ‬نتفق‭ ‬أو‭ ‬نختلف‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الأدبيات‭ ‬من‭ ‬تحليل،‭ ‬لكن‭ ‬المؤكد‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬النقاش‭ ‬وعدم‭ ‬الجمود‭ ‬أو‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬المراجعة‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬مسيرتنا‭ ‬ومعالجة‭ ‬جذور‭ ‬الإخفاقات‭ ‬والإحباط‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬تعصب‭ ‬أو‭ ‬توجهات‭ ‬إرهابية،‭ ‬وهذه‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬تجاه‭ ‬أوطاننا‭ ‬وعروبتنا‭ ‬وديننا‭.‬ ‭ ‬drmekuwaiti@gmail‭.‬com

مشاركة :