تعليق: الأفغان يستحقون إجابة واضحة من الولايات المتحدة بشأن وفيات مطار كابول

  • 8/31/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكملت القوات الأمريكية انسحابا فوضويا ودمويا من أفغانستان، منهية أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. بيد أن الألم والاضطراب اللذين يعاني منهما الشعب الأفغاني جراء إراقة الدماء والفوضى لم ينتهيا بعد. وقد أفادت هيئة الإذاعة البريطانية ((بي بي سي)) وبعض وسائل الإعلام الأخرى أن التقارير حول التفجير الانتحاري الدامي الذي وقع يوم الخميس في مطار كابول، والذي تبنت مسؤوليته جماعة ولاية خراسان الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية، اتخذت منعطفا غير متوقع، حيث أطلقت القوات الأمريكية النار على عدد من المدنيين الأفغان ممن لقوا مصرعهم في خضم الفوضى وليس بسبب التفجير. وبينما كرمت واشنطن 13 جنديا أمريكيا قتلوا في الهجوم، التزمت الصمت حيال التقارير الأخيرة. ومع ذلك، فإن مقتل حوالي 170 أفغانيا يستدعي إجراء تحقيق فوري وشامل لمحاسبة المذنبين. ليست هذه هي المرة الوحيدة، منذ سيطرة طالبان على كابول، التي يُتهم فيها الجيش الأمريكي بقتل مدنيين. فبعد أن تعهد البيت الأبيض بالانتقام لمقتل الجنود، تم شن غارة أمريكية بطائرة بدون طيار استهدفت مفجرا انتحاريا مشتبه به في نهاية الأسبوع، وأسفرت عن مقتل 10 مدنيين أفغان، من بينهم أطفال. وبعد عشرين عاما منذ دخول الجيش الأمريكي الأراضي الأفغانية بذريعة استئصال جذور الإرهاب والحيلولة دون وقوع ضحايا أبرياء، وجد الشعب الأفغاني أن الهجمات الإرهابية استعادت زخمها. ويبدو أن السلام والاستقرار اللذين يتوق إليهما الأفغان في وطنهم بات أكثر صعوبة بسبب المآسي المروعة في المطار. تصف أمريكا نفسها "منارة لحقوق الإنسان". ومع ذلك، فإنها لم تستثمر سوى القليل في مشاريع ملموسة من أجل تنمية أفغانستان طيلة السنوات العشرين الماضية. ووفقا للمفتش العام الأمريكي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، فإن أقل من 21 مليار دولار أمريكي، أو 2 بالمئة فقط من إجمالي النفقات الأمريكية بين عامي 2001 و2021 في أفغانستان، وصلت إلى الشعب الأفغاني لاستخدامها في مجالي البنية التحتية والحد من الفقر. وفي المقابل، شكلت نفقات القوات الأمريكية الجزء الأكبر، حيث بلغت 86 بالمئة من إجمالي الإنفاق. ويتعذر استيعاب أنانية واشنطن ونفاقها الذين تجسدا في الفجوة الهائلة بين لهجتها الأخلاقية الرفيعة ومعاملتها الفعلية للشعب الأفغاني. وقد أرسلت واشنطن قوات للتدخل في الدولة الآسيوية وخلفت وراءها فظائع لا توصف، سوى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أشاد يوم الاثنين بالجيش لـ "تنفيذ الانسحاب الخطير" من البلد التي مزقتها الحرب. وتم إحياء ذكرى الجنود الأمريكيين، في توابيت ملفوفة بالعلم الوطني للولايات المتحدة، على أنهم "أبطال" جسورون، ومع ذلك فقد أخفقت وفاة ومعاناة الأفغان في مطار كابول في الحصول على استجابة. لا يعقل ممارسة معايير مزدوجة بشأن حق الإنسان في الحياة. ويستحق الشعب الأفغاني والمجتمع العالمي إجابة واضحة.

مشاركة :