وفاء في زمن قلّ فيه الوفاء

  • 9/1/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

زميلان جمعمها العمل الحكومي الأول (أ)، فإلى جانب عمله الحكومي يمتهن التجارة وهومن أسرة هذه بضاعتها والآخر(ب). لايعرف دخلا شهريًا له إلا مرتبه البسيط ارتبط الزميلان بصداقة حقيقية والصديقان ليسا من مدينة واحدة. كان الثاني إذا احتاج قرضا أواحتياجات ضرورية لجأ إلى صديقه فيجد العون والمساعدة دون منة وكان الثاني يزداد تقديره لصاحبه حتى أنه وكّله على راتبه طيلة مدة عمله في الجهة التي يعملان بها. وبعد مدة طويلة مرض الأول مرض الموت وقبل وفاته أسرّ لابنه البكر والذي التحق بعمل والده أيضا في الجهة نفسها  ويعرف مايربط أباه بصديقه أسرّ الوالد لولده بقوله (إن مت ياولدي فإني أوصيك خيرا بعمك فلان لاتدعه يحتاج شيئا تستطيع فعله)..! مات (أ) يرحمه الله.. ولم يتخل الابن الصالح البار بصديق والده يوما ما وذات يوم قررالابن ان يصارح صديق والده بمحبته له وسر امتداد علاقته به حتى يعلم الناس هذا فأرسل له رسالة ملخصها(ما أفعله يا عمّاه تنفيذا لوصية والدي يرحمه الله تجاهك فأنت أبي الثاني فلا تشكرني على ما أقدمه لك فهذا برا بأبي وبك حفظك الله)..! صديق والد الابن كلما فتح هذه الرسالة تغرورق عيناه بالدموع ويزيد من الدعاء بالرحمة لصديق الوفاء الذي سبقه للآخرة. وهكذا هي الدنيا فيها من الصداقة الحقيقيه المفعمة بالحب في الله وفيها صداقة المصلحة التي تنتهي بانتهاء حصول صديق المصلحة على حاجته!! وفيها أيضا صديق الزمالة العملية المؤقتة فبمجرد تغير مكان عمله يمسح من ذاكرته من زامله عامدا.! وبالعودة للمثل الواقعي الرائع الذي جاء في مقدمة المقالة نقول للمفتونين بمباهج الدنيا لطفا سجلوا أنفسكم طلاباً مستجدين بالصف الأول روضة في مدرسة الوفاء والنبل التي أسسها الصديقان (أ)و(ب) رحم الله الأول وأحسن خاتمة الثاني. (وما الدنيا إلا مسرح كبييير)..!!

مشاركة :