قال الخزاف حمد السيد أحمد إن صناعة الخزف من الفنون والصناعات الأصيلة والقديمة التي مازالت تلقى روجا كبيرا، فهي من عبق الماضي، وأخذت مسارها في الحاضر باستخدام التقنيات والأساليب الحديثة. وعن بداياته في هذا المجال، أوضح أنها كانت في المدرسة أثناء المرحلة الثانوية، ومع مرور الوقت تركّز تعلم فن الخزف في ذاكرته مع سفره، وتنقله بالدول الآسيوية، حيث كان يمارس إحدى ألعاب فنون القتال، وكان يرى عند تجوله في أسواقهم التقليدية اهتمامهم بتلك الصناعة، إضافة إلى فن صناعة السيوف وفنون الرسم والخط، فقرر أن يلتحق بإحدى الدورات التدريبية التي تختص بالخزف، وعند عودته إلى الكويت توسع في هذا المجال، وطلب الأدوات المختصة، ومن ثم بدأ في تعلمه بعمق عن طريق الاطلاع والقراءة ومشاهدة البرامج المختصة بصناعة الخزف، وأيضا انضم إلى ورش تدريبية قدَّمها الفنان محمد فرسن، لافتا إلى أن الفضل يعود له في تصحيح بعض الأخطاء لديه، إضافة إلى زيادة معرفته بهذا الفن ذي المجال الواسع. وعمَّا يميز الطريقة اليابانية في الخزف عن الأساليب الأخرى، قال: "الطريقة اليابانية تعتمد على عدم صُنع الفخار بطريقة متقنة في القياسات، ويرجع ذلك إلى فلسفة (وابي سابي)، وهي فلسفة جمالية، مفادها أن الجمال يكتمل في عدم الكمال، وتركز على رؤية الجمال وسط كل شيء، وترمي إلى تقبل الأشياء كما هي، ومجالها ليس فقط الخزف، لكن تختص أيضا بالتصاميم المنزلية، وطريقة اللبس، وأشياء كثيرة. وأيضا يختلف أسلوب صناعة الخزف الياباني في تشكيل الطين والتكنيك". ولفت إلى أنه يحب أن يصنع القطع الخزفية ذات الطابع القديم، والتي تستخدم بشكل يومي في البيت، مثل: الأكواب، أباريق الشاي، وغيرها، مشيرا إلى أنه يستمد أفكاره في هذا المجال عن طريق متابعة القنوات في صُنع الخزف، وأيضا الكتب والمجالات. جدارية كبيرة فرعي وأضاف السيد: "في فن الخزف يمكن أن تنجز القطعة مع أكثر من فنان، فعلى سبيل المثال إذا كانت جدارية كبيرة يجتمع فيها أكثر من فنان، ويطبق كل فنان أسلوبه وتوجهه، لتخرج في النهاية قطعة فنية جميلة". وقال إن فن الخزف سهل لمن يرغب في تعلمه والغوص في عوالمه الكبيرة، مع المثابرة والدأب، لكن سيكون صعباً على الشخص الذي يبحث عن التسلية وملء الفراغ، "لا أعتقد أنه يوجد شيء مستحيل أو صعب، خصوصا إذا كان الإنسان لديه شغف التعلم والمحاولة مرارا وتكرارا، فكثرة المحاولات والتجارب تصقل الموهبة".
مشاركة :