في كل عام تمر علينا نسمة خضراء، تعيد لنا تاريخ مجدنا وعزتنا. في كل عام تعظم أهمية تعميق جذور الوطنية لدى الجيل الصاعد، ليستبصر مجد وتاريخ دولته، وجهود مؤسسها رحمه الله. على الرغم من أن الوقت قد يبدو مبكرا، لكن المناسبة تستحق أن تمتد على مساحة تتخطى اليوم والأيام، حيث ازدانت بلادنا وسجل لنا التاريخ مناسبة وطنية خالدة في فؤاد الشعب السعودي، لتحكي قصة نجاح وطن تم بناؤه في مسيرة تأسيس وازدهار، وهي مناسبة يستلهم فيها الشعب التاريخ، ويستشرف المستقبل، لتكون مصباحا يضيء للجيل المقبل، ليحقق مزيدا من الازدهار والتقدم لهذا الوطن. بحق، يزداد كل سعودي فخرا ونصرا واعتزازا بهويته وقيادته بمناسبة يوم توحيد بلاده ولمّ شتاتها، وبلا شك أنها من أهم المناسبات التي تزدهر بها المملكة وتبتهج أراضيها، لتحتضن التميّز والامتياز، حيث تبعث فينا هذه المناسبة معاني الفخر وتؤكد التفافنا حول راية الوطن، حاملين الأمل والطموح نحو عام ملئ بالنجاحات، عازمين على رسم ملامح مضيئة لمستقبل زاه بكل ثقة وأمل. اليوم الوطني يوم تتجلى فيه رفعة وإنجازات الوطن، متزامنة مع تطلعاته، وهو مناسبة للوقوف على ما حققته المملكة العربية السعودية من إنجازات عملاقة ومشهودة، تشكل إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، مما يعيد ترتيبها بين دول العالم، وعلى رأسها مرتكز الأمن والأمان. يوم يرمز إلى الصورة الوطنية التي تشكل محطة اعتزاز وطني يشار إليه بالبنان، وتتجلى فيه مشاعر ومفاهيم وطنية عظيمة، لتتكاتف محتضنة الوحدة والود والقيم الحضارية، لتقديم المملكة في أسمى صورها أمام الآخرين. الوطن هو الماضي والمستقبل والحاضر، تتشكل فيه جميع الأجيال وعلى مرور الزمن كلوحة فيسفسائية جميلة، تنبثق منها الوحدة والتلاحم والانتماء، فقد حضنتهم أرضا واحدة، واستنشقوا هواءها، ونمو من خيراتها. بحمد الله مملكتنا اليوم تشهد تطورات ضحمة ومتدفقة بغزارة في عدة مجالات، ولعل منها جهود المملكة ذات الصدى العالمي في جائحة كورونا. في الحقيقة الجهود والإجراءات المتكاملة والشاملة التي اتخذتها المملكة في مكافحة تلك الجائحة في الداخل، والجهود المبذولة لمساعدة الدول المتعثرة في الخارج، لهو أنموذج متفرد في إدارة الأزمات وعلى مستوى عال من الاحترافية، فلها دورها الرائد الحاضر بقوة. لنسهم جميعا بتبني السلوك الوطني السليم بدحر كل شر، والاتحاد سويا لمواجهة التحديات والأخطار، والتصدي لكل ناعق أو قاطع طريق، فأمن الوطن واستقراره من القيم العالية، والدفاع عنه من أسمى الأولويات كمواطنين صالحين، ولا تقبل التزاحم. أيها المربي الوحدة الوطنية مفهوم واسع يشترك الجميع في تحقيقه، وتعزيز قيم الوطنية وربطه بجذور الولاء والانتماء هو أسمى معاني الشكر والامتنان لوطنك، فغرس الوطنية في الجيل الصاعد، وتعميق الشعور بالانتماء، هو دليل الحرص على تماسك الوطن واستقراره. إن الانتماء للوطن من أعظم القيم التربوية التي يجب أن يتعامل معها المربون بيقظة وحذر، لبناء شخصية وطنية قوية تواجه كل التحديات والعواصف، وتنتج حصادا مثمرا بإذن الله.
مشاركة :