سيندي كراوفورد: الحياة ليست حكاية جميلة

  • 10/23/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لو طالع أحدنا صفحات التواصل الاجتماعي بمختلف أسمائها لعثر على هذه العبارات التي تصف العارضة العالمية والفنانة سيندي كراوفورد بكلمات: مذهلة، جمال مبهر، أنت الأفضل، المرأة المثالية.. سيندي كراوفورد البالغة 53 عاماً وما زال قوامها محط إعجاب جيلين أو ثلاثة من بعدها، هي العارضة التي أمسكت بصولجان الجمال في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. إنها باختصار المرأة التي عاشت حياة الحب والمجد والجمال. وفي كتابها الذي أصدرته حديثاً عن حياتها بعنوان Becomingأي أن تكون، تكشف أشهر عارضات الأزياء عالمياً مفاتيح النجاح والأسرار العشرة من أجل الوصول والحفاظ على الشهرة، والتي تكشف عنها مجلة إيل الفرنسية. يمكن القول إن سيندي كراوفورد ظهرت على ما لا يقل عن 2500 غلاف مجلة، لأنها العارضة الفنانة التي استطاعت أن تحتفظ بمقاييس جمالية مذهلة لأكثر من ثلاثين عاماً من المهنة. بل إن الشامة الجميلة التي لم تزل محط إعجاب الكثيرين والتي تزين وجهها أصبحت هي الأخرى الأكثر شهرة في العالم. والحقيقة أن النموذج الجمالي الذي تميزت به هذه العارضة الأمريكية، هو الحلم الدائم الذي يراود الفتيات في سن العشرين، حتى النجمات الشابات وقد أظهرت مؤخراً اثنتين منهن مدى حبهما لسيندي وهما تايلور سويفت التي دعت العارضة في ألبومها الجديد دم فاسد إلى جانب كارا ديليفين، وجيجي حديد، ولينا دنهام، وجيسيكا ألبا... والفنانة كارلي كلوس، MEGATOP 2.0، التي لم تعد تخرج من دون سترتها الموقعة باسم سيندي كراوفورد. في هذه البيئة التي يمكن لكل شيء أن يشتهر ويذبل بسرعة، وحيث موضة الخريف لا تترك لموضة الربيع شيئاً، تبقى عارضة الأزياء سيندي كراوفورد مرجعاً مهماً للموضة والجمال حتى اليوم. تجدد سيندي كراوفورد أسرار الشهرة في كتابها بالعشرة وهي على الشكل التالي: 1- أول سر يقول: اعرف كيف لا تكون دائماً في الطليعة. وتقول سيندي في ذلك: أنجبتنا والدتي وهي صغيرة السن، وكانت أماً ممتازة. أما بالنسبة لي، فقد أخذت وقتي لإنجاب الأولاد لأنني كنت أحب جداً أن أكون أنانية وأدير وقتي كما أريد. وعندما أصبح لدي أطفال، أصبحت على استعداد أن أضع نفسي في المستوى الثاني أو الثالث أو حتى الرابع... لأن الأولويات الخاصة بك تتغير بكل ببساطة. لذا تعلمت ألا أكون محط الاهتمام الأول لأنه لا داعي للعجلة. 2- السر الثاني: من المهم أن تكون قوياً، ولكن من حقك أن تكون ضعيفاً أيضاً. فعندما تطلق والدي، شعرت بأن ما أريده هو أن أكون قادرة على أن أعتني بنفسي، مهما حصل. وكان عليّ أن أتعلم في نهاية المطاف القبول بأخطائي. 3- السر الثالث: الحياة ليست حكاية جميلة. نقطة التحوّل المهمة في حياتي كانت نهاية زواجي من ريتشارد جير، التي عشتها كحكاية جميلة. لا شك أننا جميعاً نريد أن نعرف الحب كما يبدو في الأفلام. وأنا أعترف أن طلاقي دمرني وجعلني أدرك أنه كان علي مواجهة العلاقات العاطفية بشكل واقعي. وعلينا أن نتعلم أن نضع الغرور جانباً. لقد التقيت بمعالجة متخصصة للزواج وسألتني هذا السؤال الكبير: هل تبحثين عن رفيق الروح أو عن زوج؟ إذ ليس بالضرورة أن يكون رفيق الروح هو الزوج، فالزوج بلا شك هو الشخص القوي الذي تعلمين أنك تريدين إنجاب الأطفال منه، والشخص الذي يكون حاضراً معك دائماً. لقد كنت شابة تريد أن تعيش الحب والهوى فقط، وفي بداية علاقتنا أنا وراندي وجدته قوياً، ثم سألت نفسي لبرهة: أين الدراما في كل هذا، وهل حقاً تسير الأمور على ما يرام إلى درجة أن كل شيء يبدو على ما يرام؟. لقد ساعدتني المعالجة النفسية في تقدير هذه القوة عند راندي، والأسس التي تقوم عليها علاقتنا أنا وراندي، فنحن نعيش سوياً منذ ما يقرب من عشرين عاماً، إلى درجة أنه أصبح بالنسبة لي صديق الروح، لقد عرفنا كيف نكبر معاً. 4- السر الرابع: أحقية استخدام الفلاتر: يمكنني أن ألتقط صورة سيلفي مع وجود أضواء كثيرة. ولكن ما هي المشكلة إذا اخترت الضوء الأفضل، أو إذا كان الناس يفضلون وضع الماكياج مما يجعلهم يشعرون بالراحة؟ وبالمقابل، إذا كانوا يشعرون بالراحة دون وضع أي شيء على الوجه أو إذا كانوا يريدون استخدام ما يريحهم من تقنيات، وحتى الأشخاص الذين يقولون: نحن نحب التجاعيد من الممكن أن يكونوا قد التقطوا خمس صور لهم، واختاروا واحدة فقط لأنهم يفضلونها.. بالنسبة لي، إضافة مميزات وتقنيات لجهازي هو فن بحد ذاته، مثل قصات الشعر والماكياج. ولكن هل إضافة اللمسات يعتبر أمراً مبالغ فيه في بعض الأحيان؟ بالتأكيد، وهنا أسأل: الفنان الذي يرسم امرأة ويقرر ألا يظهر حب الشباب في وجهها، هل يمكننا إلقاء اللوم عليه؟ أليس هذا فناً؟ بالنسبة لي، التصوير الفوتوغرافي هو يشبه هذه الأشياء تماماً. 5- السر الخامس: البحث عن حقيقتك. زوجي السابق كان يقول لي: إذا كان الناس يعاملونك على أنك بقرة وأنت تعرفين أنك زرافة، فإنك ستظلين زرافة، لذا فمن الضروري أن يعرف المرء طبيعته الصحيحة ليكون مخلصاً لها، وعلى أي حال، نحن لا نغير ما يظن الناس بنا. 6- السر السادس: عندما تخدعك الحياة لا تقل شيئاً (في البداية على الأقل). الصحفية التي تعمل مراسلة لقناة ITV البريطانية الإخبارية، والتي بثت في فبراير/ شباط الماضي، صورة لي ليست معدلة، لم تكن صادقة، فقد كانت تظهر ملامح من بطني مع علامات التمدد عليه. لقد تعاملت النشرة معها بدهاء دون أن تسأل نفسها إذا كنت أرغب في نشرها، أو إذا كانت هي الصورة الحقيقية. وأنا أسأل لماذا يشعر بعض الناس بالراحة عندما يرون صورة سيئة لي؟ لقد شعرت بالخيانة، والصدمة، والألم، حيث تم نشر سلسلة الصور قبل عام ونصف العام، وأنا أعرف جسدي جيداً وأعلم أنه ليس مثالياً. وربما كنت أكون صورة خاطئة عن نفسي وربما تخيلت أنني أكثر جمالاً مما أنا عليه في الواقع. وأعتقد أن معظم النساء يحكمن على أنفسهن بقسوة، وربما نجد أنفسنا دائماً أسوأ مما نحن عليه بالفعل. لقد كانت الصورة بعيدة كل البعد عما أرى في المرآة، حتى في مقصورة الملابس حيث الإضاءة سيئة للغاية. لقد تحدثت إلى المصور الذي كان مستاء جداً، لا سيما أنه ليس هو الذي نشر تلك الصور. وقال لي: سيندي، سوف أرسل لك الصورة الحقيقية، ويبدو من الواضح أن شخصاً ما قد عدل فيها كي يظهرك بشكل قبيح. لقد كان عملاً حقيراً، ولكن كانت هناك الكثير من ردود الفعل الإيجابية. وأعتقد أن الصور التي تراها النساء في مجلات تجعلهن يشعرن بالدونية حتى ولو لم يكن كذلك، هي متعمدة. ورؤية هذه الصورة، تجعلهن يقلن أخيراً أن كل شيء لا يمكن أن يكون بهذا الكمال. وسواء أكان ذلك كاذباً أو لا فلا يهم الناس بشيء ولكن بالنسبة لي هذا أمر يهمني كثيراً. وأنا لا أسعى لأكون تلك المرأة الكاملة ولكنه أمر وضعني في موقف حرج لأنه لا يمكنني أن أنكر هذه صورتي، ولو حدث ذلك لكان بدا وكأنني أتنكر للناس الذين أثرت بهم بشكل جيد. ولكن حتى لو كانت هذه الصورة حقيقية، كنت سأرفض أن تنشر. لقد شعرت بأن أحدهم يتلاعب بي، وهذه المسألة عذبتني كثيراً ولذلك قررت أن أصمت. 7- السر السابع: عندما تختبرك الحياة تعلّم منها درساً. قصة التلاعب بهذه الصورة، هو بالضبط الشيء الذي لا أريده لابنتي أن تفعله مع فتاة أخرى لأنه شكل من أشكال التحرش الاجتماعي. أنا راشدة وأستطيع التعامل مع الأمر، ولكنني تعلمت درسا نقلته لأولادي. لقد أرادوا لي أن أنزل إلى الشاطئ في ملابس السباحة كي يلتقط المصورون لي صوراً وكان القبول بذلك كمن يقبل الدخول في اللعبة. فكيف ينبغي الخروج رابحاً من هذا؟ لقد كان يمكن أن أذهب إلى برنامج صباح الخير يا أمريكا وأخلع قميصي وأقول أنا لا أبدو مثل ذلك! لكن ذلك ليس الجواب المثالي. ولذا فقد اخترت الصمت. 8- السر الثامن: لا تتقبل أي شيء كأمر مسلّم به: عندما مات أخي، كان عمري 8 سنوات، وكانت هذه خسارة كبيرة، ولكن ذلك جعلني قوية أيضاً. 9- السر التاسع: لا تندموا على شيء. أنا تعلمت أن أخطائي كانت هي أفضل الدروس في الحياة. 10- السر العاشر: حققوا التوازن في حياتكم (على الأقل حاولوا). أكبر أخطائي حدثت عندما كنت لا أولي اهتماماً لما كان يقوله لي أولادي أو زوجي. إننا نقول الشيء الخطأ، ونختار اللحظة الخطأ، ونعتقد أننا فعلنا الشيء الصحيح، لكننا نكتشف العكس ونقول بعدها: كان من الأفضل أن نتروى قليلاً. وأعتقد أن أهم قرار أتخذه كل عام هو أن أقول لا، حتى لا أتورط في عدة مشاريع. أسطورة حقيقية وصلت كراوفورد إلى نهائي اختيار الفتاة الأجمل في سن 17 عاماً خلال المسابقة الشهيرة look of the year التابعة لوكالة النخبة، وقد أطلق عليها حينها لقب فتاة الغرب الأوسط. وكراوفورد هي ابنة لأب عامل ولأم تعمل ربة منزل. ويبدو أن سحنتها البراقة السمراء المشربة بالحمرة اجتذبت إليها الأضواء ،ووضعت حداً لجمال الشقراوات بعيونهن الزرقاء أمثال مارجو همنغواي. ولم يكد يمضي عامان على نجاحها، حتى انضمت إلى فريق الأحلام من العارضات الشهيرات الذي ساد في الفترة بين 1985-1995 وضم (ليندا إيفانجليستا، نعومي كامبل، ستيفاني سيمور)، وبدأت أغلفة المجلات تتسابق لتعرض صور هذه الفتاة الجميلة ،ولتصبح خلال مدة وجيزة الفتاة التي تهدد الملكات وتسقطهن عن عروش الجمال، نظراً لأنها أكثر من التقطت لها صور في ذلك الوقت. أما عن ذروة حياتها المهنية فكان زواجها من النجم ريتشارد جير، بمثابة نسخة عن فيلمه الشهير المرأة الجميلة على الورق المصقول ؛ لأنه في الواقع، سرعان ما تبدد. فسرعان ما عرفت هذه العلاقة الطلاق، وعرفت بعدها كراوفورد بعض العلاقات مع فال كيلمر ويليام بولدوين، إلى أن التقت برجل حياتها، رجل الأعمال الوسيم والثري راندي جيربر، الذي تزوجته في ماليبو، ورزقت منه بطفلين: بريسلي، 16 عاماً، وكايا 14 عاماً. ومنذ ذلك الحين، وسيندي لا تعرف الكلل، فهي دائمة الحضور على الشبكات الاجتماعية ولا تكاد تنتهي من عطلة في آسبن، وفي هارلي حتى تنطلق برحلة جديدة مع راندي وأعز أصدقائهما جورج كلوني وزوجته أمل علم الدين، حيث تقام مآدب العشاء على ضوء الشموع على الشاطئ. ويمكن القول إن الحياة الحالمة التي تعيشها كراوفورد في تلك الأجواء الهادئة، هي مزيج من طبعها الكالفورني الهادئ، والصرامة الرياضية، مع حس لإدارة الأعمال غير عادي، فعلامة كراوفورد التجارية Meaningful Beauty المخصصة لمكافحة الشيخوخة غنية عن التعريف، كيف لا ، وقد أطلقتها مع الطبيب الفرنسي جان لوي صباغ، وكذلك نمط الديكور سيندي كراوفورد ستايل، بالإضافة إلى العديد من الكتب التي أصدرتها وخاصة كتابها الجديد أن تكون.. الذي يعرض استعادة لمسيرتها من خلال أجمل صورها من توقيع هيرب ريتس وريتشارد أفيدون، وآني ليبوفيتش وبيتر ليندبيرغ. والكتاب بالطبع يمزج بين الحكمة ودروس الحياة التي قادت ال توب موديل إلى القمة.

مشاركة :