توجيهات نبوية تحث على احترام الطريق العام

  • 10/23/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً في‮ ‬الرقي‮ ‬والانضباط السلوكي‮ ‬والأخلاقي،‮ ‬وقد تجلى ذلك بوضوح في‮ ‬احترامه حق الطريق،‮ ‬وفي‮ ‬سلوكياته الراقية المتحضرة عليه،‮ ‬ولذلك حرص على نشر ثقافة احترام الطريق العام واحترام حقوق كل من‮ ‬يسير عليه،‮ ‬كما حرص على ضبط سلوك المسلم في‮ ‬تعامله مع المنافع العامة ليواجه ما‮ ‬يعتري‮ ‬البعض من سلوك مرفوض نتيجة عدم وعيه بحقوق الآخرين‮.‬ وإلى جانب السلوك النبوي‮ ‬الكريم على الطريق العام والذي‮ ‬يجسد قمة الرقي‮ ‬الأخلاقي‮ ‬تعددت وتنوعت توجيهاته الكريمة التي‮ ‬تجسد القيم والأخلاقيات الرفيعة،‮ ‬وبالتأكيد كل من‮ ‬يتأدب بأدب وأخلاق الرسول ويحرص على الالتزام بها‮ ‬يحظى باحترام الآخرين وتقديرهم وتستقيم حياته وعلاقاته معهم،‮ ‬ويبدو في‮ ‬نظرهم إنساناً متحضراً ‬يؤدي‮ ‬رسالته في‮ ‬الحياة،‮ ‬ويسهم بفاعلية في‮ مواجهة كل التجاوزات الأخلاقية عملاً بواجب الأمر بالمعروف والنهي‮ ‬عن المنكر‮. ‬يقول عالم السنة النبوية،‮ ‬د‮. ‬إسماعيل الدفتار،‮ ‬عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر‮: ‬الرسول‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬في‮ ‬بنائه الأخلاقي‮ ‬للإنسان جاء بكل ما هو راق ومتحضر،‮ ‬وسما بأخلاق أتباعه فوق كل الصغائر،‮ ‬ورسم للإنسان حياة راقية تغلفها كل المعاني‮ ‬الإنسانية‮.. ‬ومن هنا كان سلوكه في‮ ‬الطريق العام راقياً متحضرا‮ً ‬يجسد الأخلاق والقيم الإسلامية الرفيعة ويعلم الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين أن رقيهم وتحضرهم وإنسانيتهم العالية تكمن في‮ ‬انضباط سلوكهم،‮ ‬وبعدهم عن كل صور الانفلات الأخلاقي‮ ‬والبلطجة السلوكية التي‮ ‬نراها ونعانيها الآن في‮ ‬شوارعنا والتي‮ ‬تأتي‮ ‬نتيجة‮ ‬غياب القدوة واختفاء قيم وأخلاق الإسلام،‮ ‬وتجاهل توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم‮.‬ تهذيب السلوك ويضيف‮: ‬وآداب الطريق التي‮ ‬علمنا إياها رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬تستهدف تهذيب سلوك الإنسان والارتقاء بمشاعره وعواطفه وإحساسه بحقوق الآخرين،‮ ‬فالطريق العام منفعة عامة وليس ملكاً لأحد،‮ ‬ولكل الناس حقوق فيه،‮ ‬وهو ليس ملكاً للإنسان لكي‮ ‬يحتكره لنفسه أو‮ ‬يمارس عليه ما‮ ‬يشاء من السلوكيات المرفوضة‮.. ‬لذلك كان من أبرز صور احترام مشاعر الآخرين والحفاظ على النظام العام التي‮ ‬نشرها رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬بسلوكه المنضبط وأخلاقه الرفيعة ضبط سلوكيات الإنسان في‮ ‬الطريق العام،‮ ‬فعندما‮ ‬يضبط كل إنسان سلوكه وتصرفاته بالقيم والضوابط والأخلاقيات الإسلامية ترتقي‮ ‬العلاقة بين كل أفراد المجتمع،‮ ‬ويعم الود والتفاهم والتعاون بين الجميع،‮ ‬وتختفي‮ ‬في‮ ‬الوقت نفسه كل صور النزاع والتشاحن والخلاف بين خلق الله‮.. ‬فالالتزام بهذه الآداب وتلك الأخلاقيات‮ ‬يؤدي‮ ‬حتماً إلى اختفاء كل الصور الشاذة والغريبة وكل السلوكيات المرفوضة أخلاقياً،‮ ‬والتي‮ ‬نشاهد الكثير منها‮ ‬يومياً في‮ ‬شوارعنا وأماكن تجمعاتنا ومتاجرنا وأنديتنا،‮ ‬فالمسلم الحق‮ ‬يحترم آداب الطريق وأخلاقيات السلوك العام ويضبط سلوكه بالأدب الجم،‮ ‬والخلق الرفيع،‮ ‬والذوق العام وينطبق عليه قول الحق سبحانه‮: ‬وعباد الرحمن الذين‮ ‬يمشون على الأرض هوناً‮ ‬وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً‮.‬ مشية النبي ولكن‮.. ‬كيف كان سلوك رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬على الطريق العام؟ يقول د‮. ‬الدفتار‮: ‬لم‮ ‬يكن الرسول عليه الصلاة والسلام‮ - ‬وهو القدوة والمثل في‮ ‬كل شيء‮ - ‬يمشي‮ ‬على الأرض متكبراً مستعرضاً قوته ولم‮ ‬يكن‮ ‬يقبل المواكب التي‮ ‬نراها الآن لكبار وصغار المسؤولين،‮ ‬بل كان قمة في‮ ‬التواضع‮ ‬يمشي‮ ‬مشياً ليناً رقيقاً،‮ ‬لا تكلف فيه ولا خيلاء ولا تصنع فيه ولا ضعف،‮ ‬وإنما مشية تكسوها القوة والجد،‮ ‬والوقار والسكينة‮.. ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يغضب أو‮ ‬ينفعل لسلوك مرفوض أو تجاوز‮ ‬يراه ولا‮ ‬يرد على السفاهة بسفاهة،‮ ‬ولا‮ ‬يستجيب للاستفزاز،‮ ‬وينطبق عليه وصف الحق سبحانه‮: ‬وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً‮.‬ وهذا هو شأن المسلم المؤدب المحترم،‮ ‬فهو لا‮ ‬يرد على السفهاء،‮ ‬وإذا ما قابله جاهل بجهله،‮ ‬أو خاطبه سفيه بسوء أدب،‮ ‬لا‮ ‬يتعامل معه بالمثل،‮ ‬بل‮ ‬يقابله بالقول الطيب،‮ ‬والنصيحة المخلصة،‮ ‬ولذلك‮ ‬يستطيع المسلم الذي‮ ‬يسير على هدي‮ ‬رسول الله ويتخلق بأخلاقه الفاضلة أن‮ ‬يتجاوز أذى الآخرين،‮ ‬وأن‮ ‬يجمعهم حوله،‮ ‬وأن‮ ‬يؤثر فيهم بأخلاقه الطيبة وسلوكه الراقي،‮ ‬لأنه أصبح قدوة بتصرفه المتحضر،‮ ‬واتزانه النفسي‮ ‬الذي‮ ‬يقدره له الجميع‮.‬ ومن صفات المسلم الحق الذي‮ ‬يفهم دينه فهماً جيداً ويتخلق بأخلاق رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬لا‮ ‬يشغل نفسه بمجالس السوء وأن ‬يتدخل بالكلمة الطيبة لإنهاء ما‮ ‬يراه من مشاجرات ونزاعات هنا وهناك من دون أن‮ ‬يشتبك مع أحد بحرصه على أن‮ ‬يقول كلمة الحق وعدم الشهادة بالزور،‮ ‬وإذا مر بمجالس اللغو انصرف عنها،‮ ‬وهو بحرصه على هذا السلوك الراقي‮ ‬ينطبق عليه قول الحق سبحانه‮: ‬والذين لا‮ ‬يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً‮.‬ آداب راقية والآداب التي‮ ‬أشاعها رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬على الطريق العام من خلال توجيهاته ووصاياه الكريمة كثيرة ومتنوعة،‮ ‬ويلخصها الداعية د‮. ‬عمرو خالد في‮ ‬جملة الآداب والأخلاقيات التالية‮:‬ ‮- ‬غض البصر عن المحرمات،‮ ‬وعن مراقبة المارين من الناس في‮ ‬أعمالهم أو تصرفاتهم أو لباسهم‮.. ‬وهذا خلق إسلامي‮ ‬كريم‮ ‬يؤكد تربية الإسلام لأهله على الفضائل،‮ ‬ولو التزم شبابنا اليوم بهذا السلوك النبيل لاختفت من شوارعنا كل صور المعاكسات والتحرش بالنساء،‮ ‬وكانت الشوارع والطرقات آمنة،‮ ‬كما‮ ‬يريد لها الإسلام على بناتنا ونسائنا‮.. ‬وهنا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تحرص النساء على مكارم الأخلاق في‮ ‬ملابسهن وسلوكهن العام في‮ ‬الشوارع،‮ ‬فالسفور الفاضح والانفلات السلوكي‮ ‬لكثير من الفتيات والنساء في‮ ‬الشوارع والطرقات والمتاجر والأندية والمواصلات العامة‮ ‬يجر لهن وللمجتمع كله الكثير من المفاسد والمساوئ الأخلاقية‮.‬ ‮- ‬عدم الجلوس والتسكع على الطريق العام‮.. ‬والتوجيه النبوي‮ ‬الكريم هنا واضح كل الوضوح فقد قال‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬ذات‮ ‬يوم لأصحابه‮: ‬إياكم والجلوس على الطرقات‮‬،‮ ‬فقالوا‮: ‬ما لنا بد،‮ ‬إنما هي‮ ‬مجالسنا نتحدث فيها‮.. ‬فقال لهم صلى الله عليه وسلم‮: ‬فإذا أبيتم إلا المجالس،‮ ‬فأعطوا الطريق حقه‮.. ‬قالوا‮: ‬وما حق الطريق؟ قال صلى الله عليه وسلم‮: ‬غض البصر،‮ ‬وكف الأذى،‮ ‬ورد السلام،‮ ‬وأمر بالمعروف ونهي‮ ‬عن المنكر‮.‬ احترام حقوق الآخرين ويقول د‮. ‬الدفتار‮: ‬الرسول‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬بهذا الحديث الشريف‮ ‬يرسخ في‮ ‬نفوس المسلمين جميعاً قيمة احترام حقوق الآخرين،‮ ‬فالطريق مرفق عام،‮ ‬وهو ملك للناس جميعاً،‮ ‬وليس ملكاً لأحد لكي‮ ‬يتصرف عليه كيفما‮ ‬يشاء ويسبب أذى للآخرين،‮ ‬ومن صور الأذى التي‮ ‬أشار إليها هنا التلصص على النساء والتركيز على عوراتهن،‮ ‬وعدم احترام مشاعر الآخرين بتجاهل رد السلام عليهم‮.. ‬فضلاً عن عدم القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي‮ ‬عن المنكر،‮ ‬وما أكثر ما‮ ‬يراه المسلم من صور انفلات سلوكي‮ ‬وأخلاقي‮ ‬تفرض عليه أن‮ ‬يكون إيجابياً وليس سلبياً،‮ ‬وأن‮ ‬يقوم بالمساهمة بفض ما‮ ‬يراه من مشاحنات ومشاجرات بين الناس،‮ ‬وأن‮ ‬يحرص في‮ ‬ذلك على التخلق بخلق الرسول بالوقوف إلى جانب الحق ومناصرة العدل وعدم ظلم الضعيف وكف الأذى عنه بقدر ما‮ ‬يستطيع،‮ ‬والبعد عن مناصرة من‮ ‬يعرفه أو‮ ‬يجلس إلى جواره في‮ ‬سيارته،‮ ‬وأن‮ ‬يتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم‮: ‬انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً‮.. ‬فقال رجل‮: ‬يا رسول الله أنصره إذ كان مظلوماً،‮ ‬أفرأيت إذا كان ظالماً‮ ‬كيف أنصره؟‮! ‬قال‮: ‬تحجزه أو تمنعه من الظلم،‮ ‬فإن ذلك نصره‮. ‬ صورة مسيئة ويقول د‮. ‬عبد المقصود باشا،‮ ‬أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر‮: ‬لقد تعددت صور الإساءة للطريق العام في‮ ‬بلادنا العربية والإسلامية حيث أساء الكثيرون بسبب تخليهم عن القيم والأخلاق الإسلامية التعامل معه‮.. ‬فمن الناس من‮ ‬يعتبره ملكاً خاصاً به ويفعل به ما‮ ‬يحلو له من سلوك شاذ أو عدوان على حقوق الآخرين فيه‮.. ‬ومن الناس من‮ ‬يتعامل مع الطريق العام على أنه لا صاحب له فيلقي‮ ‬فيه بالقمامة والمخلفات ويستغله أسوأ استغلال‮.. ‬وهذه الصور وغيرها من صور الإساءة إلى الطريق العام أفسدت الذوق العام في‮ ‬كثير من بلاد المسلمين ولذلك أصبحت كثير من طرقنا العامة‮ ‬غير آمنة لا أمنياً ولا سلوكياً،‮ ‬ولا أخلاقيا‮ً.‬ ويؤكد د‮. ‬باشا أن المسلم ليس مطالباً بالتعامل الراقي‮ ‬مع الطريق العام فحسب‮.. ‬بل هو مطالب بإماطة‮ - ‬أي‮ ‬رفع‮ - ‬الأذى عنه،‮ ‬فواجب المسلم أن‮ ‬يميط الأذى كالحجارة أو الأسلاك أو الزجاج أو‮ ‬غيرها فيبعدها عن الطريق وقد أخبرنا رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬أن هذا السلوك الراقي‮ ‬المتحضر‮ - ‬إماطة الأذى عن الطريق‮ - ‬لا‮ ‬يعبر عن رقي‮ ‬وتحضر صاحبه فحسب،‮ ‬بل‮ ‬يجلب له رضا الله عز وجل وثوابه فقال‮ ‬إماطة الأذى عن الطريق صدقة‮.‬ وهنا‮ ‬يتدخل الداعية عمرو خالد ليعلن استياءه واستنكاره لسلوك‮ ‬غير راق وغير حضاري‮ ‬نراه على طرقنا العامة ويعد من الصور الشاذة والغريبة الشائعة في‮ ‬بلادنا العربية وهي‮ ‬وقوف رجل على جانب الطريق ليتبول.. ‬ويقول‮: ‬من الصور الكريهة أيضاً في‮ ‬كثير من شوارعنا أن تجد مجموعات من الشباب تقف أو تجلس على جانبي‮ ‬الطريق أو في‮ ‬وسطه لتطارد كل المارين والمارات بنظراتها الفاحصة وألسنتها الزالفة وكلماتها المنفلتة،‮ ‬ومزاحها الماسخ،‮ ‬وكل هذا‮ - ‬للأسف‮ - ‬يحدث تحت شعارات خادعة ومضللة‮ ‬يرددها هؤلاء المنفلتون الذين‮ ‬يرون في‮ ‬انفلاتهم السلوكي‮ استمتاعاً بالحرية،‮ ‬وهم لا‮ ‬يدركون أنهم بذلك‮ ‬يسيئون لأنفسهم ولأسرهم وكل الذين تولوا تربيتهم والإنفاق عليهم‮.‬ أيضا من السلوكيات المرفوضة على الطريق العام‮ - ‬كما‮ ‬يقول الداعية عمرو خالد‮ - ‬إساءة استخدام الطريق وعدم الالتزام بالقواعد والقوانين المنظمة لاستخدام السيارات،‮ ‬فتجد شاباً تبدو عليه مظاهر التمدن والتحضر‮ ‬يستخدم منبه السيارة بشكل مزعج ومن دون داع وتجد آخر‮ ‬يترك سيارته وسط الطريق العام في‮ ‬تحد صارخ لحقوق الآخرين في‮ ‬السير من دون معوقات،‮ ‬وتجد ثالثا‮ً ‬يفتح زجاج سيارته ليلقي‮ ‬بكيس قمامة أو فضلات طعام في‮ ‬الطريق العام‮.. ‬كل هذه سلوكيات لا‮ ‬يقرها ديننا ولا تسمح بها الأخلاق الفاضلة التي‮ ‬تعلمناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم‮.‬ وأخيرا‮ً.. ‬ما أحوجنا اليوم إلى الأخلاق الإسلامية الفاضلة التي‮ ‬علمنا إياها رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬والتي‮ ‬لا تسمح لإنسان مهما كان وضعه في‮ ‬المجتمع بأن‮ ‬يحتكر الطريق لنفسه ولا أن‮ ‬يستخدمه وفق هواه،‮ ‬ولا أن‮ ‬يتصرف وهو‮ ‬يسير عليه بعشوائية،‮ ‬ولا أن‮ ‬يترك سيارته في‮ ‬عرض الطريق ليعوق حركته ويعطل مصالح الناس كما نرى الآن‮.‬ إننا جميعاً في‮ ‬حاجة إلى التخلق بأخلاق رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬حتى تعود للطريق العام حرمته ويستفيد منه الجميع من دون مشاجرات ومشاحنات،‮ ‬وأن‮ ‬يأخذ كل إنسان حقه فيه من دون بلطجة أو عنف‮ ‬يرفضه الإسلام ويدينه‮.‬

مشاركة :