فوضى أفغانستان تحيي فكرة تشكيل قوة أوروبية للرد السريع

  • 9/2/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ليوبليانا - أيقظ الانسحاب الأميركي من أفغانستان وما تبعه من سيطرة سريعة لحركة طالبان المتشددة على العاصمة كابول ومشاهد الفوضى في مطار العاصمة، فكرة إنشاء قوة أوروبية للرد السريع وهي فكرة مصغرة شبيهة بتلك التي أثارها سياسيون أوروبيون حول أهمية تشكيل جيش أوروبي رديف لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. والفكرة قائمة أصلا منذ سنوات قليلة مضت حين فجر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أزمة في صلب حلف الناتو محدثا شروخا عميقة بين ضفتي الأطلسي، ما دفع عدد من الزعماء الأوروبيين يتقدمهم الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، للمطالبة بالاستقلالية الدفاعية عن الولايات المتحدة من دون أن يكون ذلك انسلاخا كاملا عن حلف شمال الأطلسي. وترددت حينها فكرة إنشاء جيش أوروبي قبل أن يتقلص المشروع المعلن إلى تشكيل قوة رد وردع سريع على ضوء التطورات الجيوسياسية التي كشفت أن الهوة لاتزال عميقة بين أوروبا والولايات المتحدة. ويبحث وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي الخميس في سلوفينيا تشكيل قوة رد سريع بعدما أثار الانسحاب الأميركي من أفغانستان صحوة حول ضعف هامش المناورة لدى التكتل. وتكثفت الدعوات في الأيام الماضية لكي تطور الدول الأعضاء الـ27 قدرتها العسكرية المشتركة الخاصة للرد سريعا على الأزمات بعد مشاهد الفوضى في مطار كابول التي تلت تولي طالبان السلطة. وسيعيد الوزراء الأوروبيون النظر في اقتراح قدم للمرة الأولى في مايو/ايار ويهدف إلى تشكيل قوة قوامها خمسة آلاف عنصر في إطار مراجعة إستراتيجية الدفاع لدى الاتحاد الأوروبي التي يفترض أن تنتهي السنة المقبلة. لكن هناك شكوك جدية حول قدرة الأوروبيين على التوصل إلى مثل هذا المشروع، إذ أن الاتحاد لم يتمكن يوما من استخدام نظام "تجمعات تكتيكية" وضع في 2007 لكن يتطلب إجماعا من الدول الأعضاء لكي يتم تفعيله. وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس في بداية الاجتماع في قصر بردو (شمال سلوفينيا) "إن الحاجة إلى دفاع أوروبي أكبر لم تكن أبدا أكثر وضوحا مما هي عليه اليوم بعد الأحداث في أفغانستان". وأضاف "في بعض الأحيان يحدث شيء ما يخلق اختراقا وأعتقد أن الأحداث التي وقعت في الصيف في أفغانستان جزء منه". وردا على سؤال حول إنشاء قوة عسكرية أوروبية جديدة، أصر بوريل على أنه "يجب أن نذهب لشيء أكثر عملانية"، حيث بقيت التجمعات التكتيكية غير مستخدمة. وقدر وزير الدفاع السلوفيني ماتي تونين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن قوة الرد السريع يمكن أن يتراوح عددها بين "خمسة آلاف و20 ألف عنصر". ودعا إلى وضع نظام جديد يسمح بإرسال قوات من "الدول المتطوعة" باسم الاتحاد الأوروبي إذا وافقت غالبية الدول الأعضاء على ذلك بدلا من الإجماع المطلوب من أجل التجمعات التكتيكية. واعتبرت نظيرته الألمانية انيغريت كرامب-كارنباور أن العبرة مما حصل في أفغانستان هي أنه "علينا أن نصبح مستقلين أكثر بصفتنا أوروبيين وأن نكون قادرين على التحرك بشكل مستقل أكثر"، مضيفة "لكن من المهم جدا ألا نتصرف كبديل عن حلف الأطلسي والأميركيين". وأعلن وزير دفاع لاتفيا أرتيس بابريكس أن التكتل يجب أن يثبت أن لديه "الرغبة السياسية" في استخدام هذه القوة، متسائلا "نحاول وضع خطط هائلة حول الدفاع المشترك في الاتحاد لكن المجموعات القتالية قائمة منذ عقد، هل استخدمناها؟". والاتحاد الأوروبي منقسم منذ سنوات حول الدور الذي يجب أن يلعبه في مجال الدفاع خصوصا بسبب التردد الكبير من جانب دول أوروبا الشرقية المتمسكة جدا بمظلة حلف شمال الأطلسي والأميركيين في مواجهة موسكو. استؤنفت المحادثات بعد خروج بريطانيا من التكتل لا سيما وأنها كانت تعارض بشدة احتمال تشكيل جيش أوروبي.

مشاركة :